تشتهر سكيكدة بتنوع منتوجات الصناعة التقليدية، ويأتي على رأسها صناعة الرخام، وتثمينا لهذه الحرفة عمل مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف رايس علي، بتدعيم القطاع بمنطقة نشاط لفائدة الحرفيين، مع إمكانية إلحاق النشاط الحرفي بسوق العمل وترقية الاقتصاد الوطني بما يتماشى وتوجيهات السلطات العمومية لمواجهة الظرف المالي الصعب. بلغ عدد الحرفيين على مستوى غرفة الصناعة التقليدية للولاية، 9385 حرفي، منهم 2861 حرفي في الصناعة التقليدية الفنية و2304 حرفيين في الصناعة التقليدية لإنتاج المواد، و4217 حرفي في النشاط الحرفي الخدماتي. كما تمّ خلال السنة الماضية استحداث 239,041 منصب شغل، وفيما يخص الدعم المادي الموجه للحرفيين، استفاد 75 حرفيا من قروض مالية قدرت إجمالا ب 24.564.988.30 دج، في إطار الصندوق الوطني لترقية النشاطات التقليدية. ويتواجد بمراكز التكوين المهني والتمهين أكثر من 150 حرفي يزاولون تكوينا في مختلف التخصصات، إضافة إلى استفادة 30 حرفيا متخصصا في حرف الرخام مؤخرا، من بينهم 10 حرفيين من خارج الولاية، من دورة تكوينية تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، ضمن النظام الإنتاجي المحلي في قطاع الرخام وحجارة التزيين لمدة 5 أشهر بمعدل ثمانية أيام شهريا من طرف الخبيرين الايطاليين موريزيومارتنيلي وكذا اومبارتومورسكالشي، بإشراف غرفة الصناعة التقليدية للولاية بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للرخام. افاد الدكتور موريزيومارتينالي الخبير الدولي في معهد «ريناسانزا ليسل» الإيطالي، الذي حلّ بسكيكدة لإشرافه على هذا التربص بأنه «يمكن لولاية سكيكيدة أن تصبح مركزا دوليا للرخام في منطقة المغرب العربي وجنوب البحر الأبيض المتوسط وخاصة في مجال حجارة التزيين». وأوضح خلالها رايس علي أن «الهدف من هذا المشروع المنظم من طرف كل من غرفة الصناعات التقليدية والحرف والمؤسسة الوطنية للرخام يندرج في إطار توسيع مجال التكوين المهني في صناعة الرخام وتطوير منتجات الرخام سواء كانت في المجالات المنزلية أو العمارات وكذلك في الاستخدامات الأخرى وتطوير مهارات الحرفيين الناشطين في حرفة الرخام ونقل الخبرات الأجنبية في هذا المجال للحرفيين الجزائريين». كما هدفت هذه المبادرة إلى تقديم تكوين عال المستوى في مجال النحت على الرخام وكذا الفسيفساء حتى يتم تطوير مهارات ومستوى المتربصين، والذين سيقومون بعدها بنقل ما اكتسبوه إلى حرفيين شباب وذلك على مستوى ورشاتهم الخاصة، حسب ما تمّت الإشارة إليه. حسب توقعات مكتب دراسة أمريكي رجحت أن احتياطي منجم فلفلة بستة ملايين متر مكعب، الأمر الذي يسمح باستغلاله لأزيد من قرن، هذا ما يؤهل مدينة سكيكدة لأن تكون الأولى في إنتاج الرخام، ناهيك عن توفر منجم فلفلة على سبعة أنواع من الرخام الأبيض والتي تعد من أجود أنواع الرخام، كما أن نسبة الاستغلال الحالية به لا تفوق 30 %، حيث أنه لا توجد إلا مؤسستين على مستوى الولاية مختصتين في تصنيع الرخام وهما المؤسسة الوطنية للرخام ومؤسسة أخرى خاصة، وتواجه هذه الصناعة الواعدة في القطاع الصناعة التقليدية صعوبات تتمثل في قدم الآلات، وارتفاع اسعارها. إعادة فتح مصنع الرخام بعد 12 سنة من غلقه تمت مؤخرا اعادة فتح مصنع الرخام بسكيكدة بعد 12 سنة من التوقف بسبب الانفجار الذي وقع بمركب تمييع الغاز في جانفي 2004، وحسب مدير المصنع فإن إعادة بعث الإنتاج مجددا تدخل ضمن البرنامج الوطني لإعادة تأهيل المؤسسات، حيث استفاد من 670 مليون دينار منها 70 مليون خصصت لبناء مستودع و600 مليون دينار وجهت لاقتناء تجهيزات وآلات جديدة، تمّ تركيبها من طرف مختصين ومهندسين من ايطاليا، وسطرت المؤسسة هذه السنة إنتاج 200 ألف متر مربع مع خلق مناصب شغل جديدة بتوظيف 20 إطارا جديدا، مع إلزام أية مؤسسة أجنبية تتعامل مع المصنع بتكوين العمال التابعين له. وأكد مدير المؤسسة ل»الشعب» سعيه إلى تحقيق طموحات كبيرة بينها تمويل السوق الوطنية والمشاريع الكبرى والمسجد الأكبر بالعاصمة، وهناك اهتمامات مستقبلية بأن تضع حدا لاستيراد الرخام من الخارج لتأتي بعدها عملية التصدير، مشيرا إلى «أن رخام سكيكدة له شهرة عالمية استعمل في البيت الأبيض الأمريكي ومكة المكرمة ويتم تسويقه إلى اسبانياايطاليا والبرتغال». للإشارة، يمتد منجم فلفلة على مساحة إجمالية قدرها 100 هكتار، كما أن المنطقة تتوفر على مادة رخامية هامة ذات نوعية عالية منها رخام أبيض وبني معروف خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأشارت أبحاث أن رخام فلفلة قد استغل بشكل كبير خلال الفترة الرومانية من أجل إنجاز أعمال الزخرفة وتشييد القصور. ويوجد مشروع استغلال مادة الغرانيت بالمنطقة رهن الدراسة في ورشة تجريبية فيما تتواصل في الخارج المشاركة في ملتقيات بغية اكتساب التكنولوجيا الخاصة بهذه المادة التي تشكل بالجزائر ميدانا جديدا، حيث أن المرحلة الأولى من مشروع الغرانيت تتمثل في تطوير محاجره.