أبدت المؤسسات الأجنبية التي شاركت في المعرض الدولي للصناعات الغذائية “جزاقرو”، استعدادها لتنويع علاقتها وترقية الشراكة مع الجزائر في المجال الفلاحي، مع وضع خبرتها في مجال التصنيع والتركيب والإنتاج الفلاحي الزراعي تحت خدمة المتعاملين الجزائريين، بما يسمح مستقبلا بإطلاق مشاريع مشتركة بهدف تلبية طلبات السوق الوطنية. شكل معرض “جزاقرو “ في طبعته ال 14 فضاءً هامًا أمام مهنيي القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية، جزائريين وأجانب لتبادل التجارب واكتشاف أحدث التطورات في مجال أنشطتهم من تجهيزات ومنتجات، كما كان فرصة لكسب أسواق جديدة من خلال ربط علاقات عمل وإبرام صفقات شراكة مع نظرائهم من داخل وخارج الوطن، بالإضافة إلى عرض آخر التجهيزات والمنتجات في قطاع التغذية وصناعة المنكهات والمكونات، وكذا المخابز وصناعة الحلويات زيادة على الإطعام والفندقة وأخيرا المواد الجاهزة للاستهلاك والمشروبات. ونحن نتجول داخل أروقة المعرض، لاحظنا مشاركة بولونية مميّزة تبوأت صدارة الترتيب، بأكثر من 30 مؤسسة مختصة في المجال الفلاحي والصناعة الغدائية ومختلف العتاد والتجهيزات، حيث أتاح لها الصالون فرصة الترويج لمنتجاتها والتعريف بآخر التكنولوجيا التي يتم استعمالها في تصنيع المواد الغذائية في مختلف مراحلها، زيادة على المؤسسات الايطالية التي سجلت أيضا حضورا قويا بنسبة وصلت إلى 17 بالمائة، في حين مثلت الشركات الجزائرية نسبة 20 بالمائة. رئيس وفد رجال الأعمال البولوني: “الجزائر وجهة استثمار” تقّربنا من رئيس وفد رجال الأعمال البولوني، الدكتور محمد صالح مسيخ، الذي وجدناه بالمعرض الدولي للصناعات الغذائية “جزاقرو “، حيث أكد لنا أن الجزائر لديها كل الإمكانيات التي تمكنها من تحقيق نجاحات باهرة في المجال الفلاحي وعصرنته بعيدا عن قطاع المحروقات، داعيا إلى أهمية فتح المجال أمام رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم البولونيين لإقامة علاقات شراكة ناجحة. في ذات السياق، أضاف صالح مسيخ، أن الجزائر تملك إمكانيات هامة فيما يخص التعاون وإقامة علاقات مميزة مع بولونيا، مشيرا إلى أن مناخ الأعمال بالجزائر أصبح أكثر جاذبية بفضل ما تقدمه البلاد من فرص وتسهيلات ومزايا، إلا أنه يبقى مشكل تقديم ضمانات ملموسة للمؤسسات الأجنبية الطلب الوحيد لإنجاح الشراكة بين الطرفين. دعا رئيس الوفد البولوني المستثمرين الجزائريين ورجال الأعمال إلى الانتقال إلى بولونيا للاطلاع عن قرب على آخر التكنولوجيا التي تستعملها المؤسسات البولونية في مجال الإنتاج الفلاحي ومختلف مراحل تصنيع منتجاتها الغذائية، مشيرا إلى أن الجزائر قادرة على تطوير المجال الفلاحي وعصرنته إلا أنها تحتاج إلى مستثمرين أذكياء يقومون بإنشاء مشاريع ضخمة، تعود بالربح على الاقتصاد الجزائري. وأكد على أهمية السوق الجزائري بالنسبة لبولندا التي وضعته من بين ال 5 دول الأكثر أهمية في إفريقيا، كما يمكن بحسبه لمجالات هامة أن تكون محل شراكات ثنائية، بالإضافة إلى استفادة رجال الأعمال الجزائريين من دورات تكوينية في بولونيا، تمكنهم من الاستفادة من تجارب وخبرات هذه الدولة الرائدة في المجال الصناعي وبالتالي تجسيدها على أرض الواقع، لاسيما وأن الطاقة والمواد الأولية متوفران في الجزائر وهو ما لا نجده لدى جميع الدول. أضاف أن بولونيا حققت تقدما كبيرا في هذه المجالات في مدة قصيرة، مؤكدا انه بالرغم من الحصار الروسي على البضائع الفلاحية، إلا أنها قامت بتصدير ما قيمته 25 مليار دولار ما جعلها في الصدارة، فيما يخصّ الإنتاج الفلاحي الزراعي، موضحا أن 80 بالمائة من منتجات الحليب الجزائرية، يتم استيرادها من فرنسا في حين أن بولونيا هي التي تقوم بتصديرها إلى هذه الدول، حيث انه من الممكن، على حد تعبيره، التعامل مباشرة مع المؤسسات البولونية، ما من شأنه أن يساهم في ربح المال عوض إنفاق 950 دولار في العام من أجل استيراد الحليب. كشف رئيس الوفد أن 50 بالمائة من البضائع الفلاحية التي تمر إلى فرنسا مستوردة من بولونيا، مؤكدا أن المؤسسات البولونية تسعى إلى التعريف بمنتجاتها الزراعية المصّنعة والمواد الغذائية المختلفة المتاحة للتصدير. في ذات السياق، أشار إلى وجود مؤسسات بولونية في الجزائر تعمل على تسويق بضائعها وجلب التكنولوجيا وإيجاد شركاء جدد في مجال المكننة والبحث الزراعي، قائلا إن المؤسسات البولونية ليست في الجزائر لتوسيع إمكانيات التصدير، فحسب، بل أيضا لتعميق التعاون لتجاوز الإطار التجاري من خلال شراكات رابح-رابح في مجال الإنتاج الفلاحي. “حلال بولسكا” البولونية تصنع الحدث صنعت شركة “حلال بولسكا” البولونية الحدث بصالون “جزاقرو “ باعتبارها مؤسسة متواجدة في بولونيا، إلا أنها تقدم منتجات غذائية حلال 100 بالمائة، موّجهة خصيصا للمسلمين عبر مختلف الدول الأوروبية، حيث توفر للزبائن مجموعة كبيرة من منتجات الحلال معتمدة وتصنع وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية. في هذا الإطار، أكد مدير الشركة سفيان زولي، أن “حلال بولسكا” تعمل في الميدان منذ 14 سنة وفي كل مرة تسعى إلى تطوير مستوى خدماتها بفضل فريق العمل الذي يتكون من 50 شخصا، كلهم مسلمون قادمون من الجزائر ومصر وتونس والمغرب. أضاف أن منتجات شركة “حلال بولسكا” توزع عبر مختلف الدول الأوروبية وكذا شرق آسيا، لا سيما وان تناول أطعمة الحلال من الأمور التي تشغل المسلمين في كل بقاع الأرض، خاصة أولئك الذين يعيشون خارج البلاد الإسلامية في ظل تزايدهم ما دفع الشركة لتوفير منتجات تتناسب ومعتقدات المسلمين وتلبي احتياجاتهم، مشيرا إلى أن منتجاتها تباع بأسعار في المتناول مع تميزها بالنوعية والجودة. أشار إلى أن مؤسسة “حلال بولسكا “ تسعى إلى ضمان المراقبة الدقيقة لمختلف منتجاتها، منذ بداية الإنتاج إلى آخر مرحلة، موضحا أن المجهودات التي يبذلها الموظفون بالشركة، الذين تعد أغلبيتهم شباب جزائريون الأصل ساهم بشكل كبير في نجاح “حلال بولسكا “ من خلال منتجاتها التي تصنع وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية ما جعل الإقبال عليها من قبل جميع المسلمين المتواجدين بالدول الغربية يتزايد أكثر فأكثر. فيما يخص مشاركة مؤسسة “حلال بولسكا” في معرض جزاقرو أوضح ذات المتحدث قائلا: “التظاهرة تعتبر مفتاحا للالتقاء بشركات رائدة في صناعة الأغذية الزراعية الخبيرة والقادمة من كافة أنحاء العالم، كما سمح المعرض من جهة أخرى للزوار من اكتشاف المنتجات التي تقدمها شركة “حلال بولسكا” والدليل على ذلك الإقبال الكبير من قبل الجمهور على الجناح الخاص بها، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يسافرون بكثرة إلى أوروبا ويبحثون على مواد غذائية حلال”. مدير الشركة الألمانية “اينداسيا”..”السوق الجزائرية واعدة” من جهته، أكد مدير الشركة الألمانية “اينداسيا”، خليد غازي، على أهمية هذه التظاهرة المدرجة في إطار تطوير قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية، موضحا أنها تسمح للمهنيين الجزائريين والأجانب بتبادل التجارب واكتشاف المستجدات والتطورات العالمية في هذا المجال. أشار غازي إلى وجود فرص تعاون وشراكة عديدة في الجزائر تخصّ النشاطات المتعلقة بمرحلة الإنتاج أو تلك الخاصة بمراحل ما قبل وما بعد الإنتاج نظرا لأهمية السوق الجزائري الذي يعد شريكا هاما وواعدا في المستقبل. أوضح المدير أن مشاركة مؤسسة “اينداسيا” الألمانية في المعرض الدولي للصناعات الغذائية تعد الأولى من نوعها، إلا أنها لن تكون الأخيرة نظرا لنجاح هذه الطبعة وأهميتها بالنسبة للمؤسسات الألمانية والجزائرية، مشيرا إلى أنها فضاء هام لتبادل المعارف والاستفادة من خبرات البلدين ومقارنته بالأجنبي مع الاستفادة من تجاربهم، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات شراكة في المجال الفلاحي. كما أوضح خليد غازي، ذات المتحدث، أن مؤسسة “اينداسيا” الألمانية تتوفر على 5 مصانع، وتعد من أكبر المجموعات التي تعمل على تصنيع التوابل والكاشير ومنتجات أخرى، مؤكدا أنها تقوم بتوزيع منتجاتها بمختلف الدول وتعمل مباشرة مع العديد من الشركات الجزائرية في مجال الفلاحة والصناعة الغذائية.