عبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس، عن تفاؤله إزاء التحركات الأخيرة بين واشنطنوطهران لإنهاء الخلاف بشأن برنامج إيران النووي، كما أكد أنه لا يمكن حل المواجهة النووية مع كوريا الشمالية إلا بالحوار. وقال البرادعي بمؤتمر صحفي في بكين، إنه مسرور جدا لتغير سياسة الولاياتالمتحدة من المواجهة إلى الحوار والاحترام المتبادل. وأضاف أبلغت أصدقائي الإيرانيين أنه يتعين عليهم أن يردوا بالمثل على المبادرات التي قامت بها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الآونة الأخيرة لمناقشة برنامجهم النووي. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريحات يوم الجمعة، إن بلاده تفضل إجراء حوار مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي وإنها ستقدم قريبا ردها الرسمي على مبادرة لإجراء محادثات. ووجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية صعوبة في التعامل مع طهران بشأن برنامجها النووي ولاسيما جهودها لتخصيب اليورانيوم. وتقول إيران، إنها تسعى لإنتاج طاقة سلمية بينما يقول الغرب إن ذلك مجرد غطاء لصنع أسلحة نووية. وكثيرا ما تصادم البرادعي مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بشأن ما كان يعتبره سياسة تهديد لإيران. وقال إنه يؤيد الموقف الأمريكي الجديد بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقالت الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا هذا الشهر، إنها ستطلب من منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا دعوة إيران لعقد اجتماع لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع القائم منذ فترة طويلة. وتخلى أوباما عن رفض سلفه التفكير في إجراء محادثات مباشرة مع طهران مادامت مستمرة في تخصيب اليورانيوم، لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت إن بلادها مازالت حازمة بشأن مطالبة إيران بوقف التخصيب. من جهة أخرى، قال البرادعي إن الحوار هو سبيل حل المواجهة مع كوريا الشمالية وعبر عن أمله في استئناف المحادثات السداسية وأن يسمح للوكالة الدولية بالعودة إلى هذه الدولة الشيوعية. وقال لا يوجد حل آخر سوى الحوار، السبيل الوحيد لحل هذه المشاكل ليس من خلال استعراض العضلات ولكن بمحاولة معالجة الأسباب الأصلية. وغادر مراقبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية كوريا الشمالية يوم الخميس، بعد أن أمرتهم بيونغ يانغ بالخروج من البلاد. وأثارت بيونغ يانغ توترات إقليمية بإعلان نيتها التخلي عن محادثات نزع السلاح النووي وإعادة تشغيل مجمع يونغ بيون النووي الذي كانت وافقت على إغلاقه في صفقة مساعدات مقابل نزع السلاح. ويشارك البرادعي إلى جانب وزراء طاقة ستين بلدا في مؤتمر يستمر ثلاثة أيام ببكين تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويناقش مستقبل الطاقة النووية.