الوضع الاقتصادي متحكم فيه رغم الأزمة النفطية «النموذج الاقتصادي» على طاولة الثلاثية في 5 جوان رد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، على تصريحات بعض المسؤولين الأجانب، مؤكدا أن الجزائر ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية من جهات داخل الوطن أو خارجه، منددا بشدة بتصريحات أجنبية حول الوضع الداخلي، مشيرا إلى أن أطرافا لم يسمها تسعى لزرع الفتنة بين الجزائريين، قائلا إن الوحدة الوطنية خط أحمر و الوضع الاقتصادي للبلاد متحكم فيه رغم أزمة البترول، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل في أحسن الظروف. وجه سلال كلاما صريحا لأطراف أجنبية لم يذكرها تروج للوضع الداخلي بأنه منهار قائلا «لا نقبل أي تصريح من طرف أجنبي حول وضعنا الداخلي»، وأشار سلال إلى وجود مسؤولين أجانب يروجون لتراجع الاقتصاد الوطني وانهياره جراء أزمة البترول، قائلا «الجزائر لم تتزعزع ولن تتزعزع أبدا»، مؤكدا أن الوضع الداخلي في أحسن الظروف رغم الوضع الاقتصادي. وحمل تصريح سلال للصحافة على هامش افتتاحه الطبعة ال 17 للصالون الدولي للسياحة والأسفار رفقة عدد من أعضاء الحكومة بقصر المعارض بالعاصمة رسائل واضحة جدّد من خلالها تأكيد عمل الحكومة وقدرتها على تسيير الوضع الذي تمر به البلاد، قائلا «إن تراجع أسعار البترول لن يؤثر على صيرورة عمل الحكومة والبرامج المسطرة في مجال التنمية». وقال في هذا الصدد «كونوا على يقين أننا متحكمون في الوضع بأحسن الظروف ونحن ماضون لتغيير الاقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات»، وأكد سلال قوله بأنه تم إنشاء 24 ألف مؤسسة اقتصادية خاصة ضمن مختلف القطاعات في ظرف الثلاث سنوات الأخيرة وهو دليل على تغير في توجه الاقتصاد الوطني، الذي بدأ في التوجه إلى الاقتصاد المتنوع. وأبرز سلال في هذا الإطار أن الجزائر تمكنت من تجاوز الصدمة الاقتصادية وحافظت على استقرارها الوطني ولازالت تواصل ذلك، مستدلا في هذا الشأن بحسن تسيير البلاد، وذلك بعد مرور سنتين من انخفاض أسعار النفط في السوق الدولية منذ جويلية 2014، وأضاف قائلا «بالعكس فإن تراجع أسعار البترول شكل لنا فرصة لتنويع اقتصادنا، و سنواصل الحفاظ على الوحدة والاستقرار الوطنيين وعلى مؤسسات الدولة». وأضاف سلال أن الحكومة والدولة متحكمة في الأوضاع الداخلية رغم تراجع مداخيل البلاد بنسبة 70٪، قائلا « أؤكد لكم بقوة أننا في الطريق الصحيح والدولة متحكمة في زمام الأمور ولكن نرفض فقط التدخل في شؤوننا من أي جهة كانت»، ومسعانا هو الحفاظ على الوحدة الوطنية بعيدا عن التدخل في شؤوننا. اجتماع الثلاثية حول النموذج الاقتصادي في 5 جوان كما أكد الوزير الأول لدى زيارته إلى أجنحة الصالون أن قطاع السياحة يحظى بأولوية كبرى في المرحلة المقبلة، داعيا الفاعلين في المجال إلى تحسين المستوى والترويج للسياحة الداخلية، وفي سياق آخر قال إن اجتماع الثلاثية سيخصص لدراسة النموذج الاقتصادي الوطني 2016-2019 سيكون في ال 5 من شهر جوان المقبل، مشيرا إلى أن اللقاء سيدرس سبل تطوير الاقتصاد الوطني. و لدى تفقده أجنحة المعرض دعا الوزير الأول المتعاملين في مجال السياحة إلى رفع المستوى والترويج للسياحة الداخلية من خلال دعم التكوين وتقديم خدمات أفضل لاسيما في إطار التبادل السياحي الداخلي، داعيا مسؤولي وزارة السياحة إلى تقديم تسهيلات أكثر في مجال الاستثمار والتقليل من العراقيل الإدارية التي كثيرا ما تقف عائقا أمام الاستثمار، موضحا أن نظرة القطاع لابد أن تتغير إلى نشاطات متنوعة. وفي هذا السياق قال سلال إن مشكلتنا مع السياحة هو قلة التكوين الذي يعتبر عصب القطاع، داعيا إلى تكوين الشباب في المجال والاستفادة من خبرات الأجانب لتحقيق جودة في المستوى، مشددا على التبادل السياحي الداخلي جنوب- شمال، مؤكدا أن المجلس الوزاري المنعقد الأسبوع الفارط خصص لموسم الاصطياف المقبل والتركيز على السياحة العائلية، ملحا على أهمية تكوين و تأهيل العنصر البشري في الميدان السياحي، بالنظر إلى دوره الفعال في الرفع من مستوى الخدمات، خاصة الفندقية منها. وألح الوزير الأول بالمناسبة على دور الشباب خاصة منهم الطلبة الجامعيون في تنشيط السياحة عبر تبادل الزيارات بين مختلف مناطق الوطن مشيرا إلى أن الدولة وفرت كل التسهيلات لسكان الجنوب والهضاب العليا لزيارة الولايات الساحلية خلال الموسم المقبل لتشجيع السياحة الوطنية.