أكدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية رصد دخان على متن الطائرة المصرية، متحدثة عن إشارات أوتوماتيكية صدرت عن الطائرة لدقيقتين، وأتى هذا التأكيد بعد بلبلة أثارتها وسائل إعلام أميركية أشارت إلى وجود معلومات من مصدر قريب من التحقيق تفيد بتصاعد دخان من قمرة الطائرة قبل دقائق قليلة من سقوطها في المتوسط. وفي وقت لاحق، صرحت وزارة الطيران المصرية بأنه لا توجد تأكيدات بشأن رصد دخان على متن الطائرة المصرية المنكوبة. وأعلن المحققون في هيئة سلامة الطيران الفرنسية، أمس السبت، أن طائرة ايرباص ايه 320 التابعة لشركة مصر للطيران التي تحطمت الخميس في البحر المتوسط، وجهت رسائل آلية بوجود دخان على متنها، لكن لا يزال من المبكر تفسير هذه العناصر. وأعلن متحدث أن مكتب التحقيقات والتحليل «يؤكد أن الطائرة أطلقت رسائل آلية بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات»، لكنه أضاف أن «الأمر لا يزال مبكراً جداً لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين، مشدداً على أن أولوية التحقيق هي للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة». وكانت وسائل إعلام أميركية أشارت مساء الجمعة إلى أن طائرة مصر للطيران التي تحطمت، الخميس، في البحر المتوسط أرسلت رسائل آلية تشير إلى دخان قرب قمرة الطائرة. في المقابل، قال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية «نحن على علم بهذه المعلومات الصحافية، ولا يمكننا حالياً نفيها أو تأكيدها»، و أضاف أن «الأسر تريد جثامين أبنائها والجيش يركز على ذلك في الوقت الراهن وهو ما يشغلنا بالدرجة الأولى الآن». ورفض تأكيد أو نفي المعلومات حول صدور إنذار أوتوماتيكي.. دخان كثيف أطلق أجهزة الإنذار وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، أن إحدى الرسائل أشارت إلى أن «دخاناً كثيفاً أدى إلى انطلاق أجهزة الإنذار في القسم الأمامي من الطائرة حيث توجد الأجزاء الحيوية للوحتها الإلكترونية». وأضافت الصحيفة أن «هذا القسم يحتوي على جزء مهم من كمبيوتر التحكم في تحليق الطائرة، وأنه بحسب الرسائل أصبح يعمل بشكل سيئ. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه المعطيات «ليست كافية لتحديد إذا كانت الطائرة ضحية قنبلة أو أسباب أخرى غير واضحة». من جهتها، قالت قناة «سي أن أن» إنه «كان هناك إنذار بوجود دخان في رحلة مصر للطيران رقم 804 وذلك في الدقائق التي سبقت تحطمها في المتوسط»، مشيرة إلى أنها حصلت على هذه المعلومات من مصدر مصري. كما وضعت القناة سيناريو من 4 فرضيات قد تكون وراء سقوط الطائرة. في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أن إعطاء شبكة «سي أن إن» الأميركية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، في وقت لا تزال فيه الأسر في حالة حداد، أمر « لا يبعث على الاحترام». وحتى الآن ترجح الحكومة المصرية وخبراء الطيران فرضية العمل الإرهابي لتفسير سقوط الطائرة أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة وعلى متنها 66 شخصا من بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا بالقرب من إحدى الجزر اليونانية على بعد قرابة 290 كيلومتر من السواحل الشمالية المصرية. لا تبن بعد وفي غياب أي تبن لاعتداء محتمل استهدف الطائرة بعد ثلاثة أيام من سقوطها، فإن تحليل الصندوقين الأسودين وحطام الطائرة والجثث هو السبيل لكشف ملابسات تحطمها. وكان الفرع المصري لتنظيم الدولة الإرهابية ، «ولاية سيناء» سارع إلى تبني انفجار عبوة في طائرة السياح الروس في 31 أكتوبرالماضي بعد إقلاعها من شرم الشيخ بجنوب شرق مصر متوجهة إلى موسكو وهو ما أسفر عن مقتل كل ركاب الطائرة ال224. وتخوض عمليات البحث المستمرة سباقا مع الزمن لأن الصندوقين الأسودين للطائرة قادران على إصدار إشارات لمدة لا تتجاوز أربعة أو خمسة أسابيع، بحسب السفارة الفرنسية في مصر. وأعلن متحدث باسم البحرية الفرنسية إرسال زورق استطلاع إلى أعالي البحار مزود بتجهيزات للبحث عن الصندوقين الأسودين.