الأدب الشعبي لم يغب عن الساحة الثقافية الجزائر في شتى مراحلها فإن كان مرآة صادقة لثورة التحرير أشاد بأبطالها وأرخ لمعاركها فإنه ولا شك عكس واقع معركة البناء بعد الاستقلال. ربما لم ينل حظه من الحضور الإعلامي في فترة ما لكن المتابع للمشهد الثقافي يلاحظ العودة القوية للأدب الشعبي بشتى فروعه من خلال ما طبع في الفترة الاخيرة من دواوين شعرية ودراسات تتناول الأدب الشعبي، إلى جانب المهرجانات والملتقيات التي تقام احتفاء برموز هذا الأدب وبروز جمعيات تهتم بجمع ما تفرق من درره،كالرابطة الوطنية للأدب الشعبي التي يرأسها الشاعر الكبير عمر بوعزيز والجهود التي تبذلها في هذا المجال. ومع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي صنع الشعراء الشعبيون لهم جمهورا جديدا وافتكوا مساحات واسعة من الانتشار لم يكن متوفرا لهم مع وسائل الإعلام التقليدية وهو ما يبشر بمستقبل زاهر لهذا الأدب، كما أتاح لهم الاطلاع على تجارب مختلف البلدان العربية من خلال الجولات الشعرية التي ما إن تنتهي واحدة حتى تبدأ أخرى وأثمرت تجارب شعرية راقية ودواوين مشتركة بين عدد من الشعراء، بل إن تفاعل القراء مع الشعراء جعل كثير منهم يجري تغيرات على قصيدته أو حتى طريقة إلقائه، فاليوتيوب منبر يصل صوت الشاعر فيه لملايين المستمعين الذين لن يجمعهم مهرجان مهما كانت الدعاية له.