_ القصيدة الأقرب إلي هي القصيدة التي تكتبني... _ نشرنا لأدباء شباب فائزين بجوائز معروفة _ تهميش الأدب الشعبي جريمة في حق الثقافة الجزائرية توفيق ومان الشاعر الذي يعيش بأكسوجين الحبر و أفرش الورق و يتغطى بجملة وينام على فكرة و يستيقظ على نص، يكتب ليحقق تمرد الذات على العادي ، و يتصارع مع معنى الحياة ، بكتب كي يعيش الواقع الذي يريده ولا ينتحر في مسامات الدهاليز و هو من مواليد شهر الثورة نوفمبر ببسكرة . توفيق ومان الإنسان الذي غاصت في وجدانه أشعار محمد بن قيطون صاحب رائعة حيزية والذي سبح في قوافي الشيخ ألسماتي و الشيخ بن يوسف ألخالدي والذي نقشت في أكنانة أشعار والده في الملحون ، توفيق الذي طار مع ألوان لوحات الطاهر ومان وتلون بألوان الزيت الزاهية ،توفيق الذي تاه في التجريد من اللوحة إلى القلم ، يكتب في اللون الشعبي وقد صدر له مؤخرا عن دار فيسيرا للنشر عدة دوواين منها "حدّق مدّق"، و "رعدة الغزال"، و"خبر كان"”لبسني لكلام” “أنطولوجا الصوت المكنون في الشعر الملحون” و “الثورة التحريرية والشعر الشعبي الجزائري” . كما سبق أن أصدر سنة 2010 قرصا مضغوطا ”سي دي” بعنوان ”على صهد النار” ضم 19 قصيدة متناغمة بالموسيقى وقد تم إنجاز هذا العمل بالتعاون مع شقيقه المطرب فؤاد ومان. حاليا هو يعتلي منصب رئيس الجمعية الوطنية للأدب الشعبي و صاحب دار النشر فيسيرا و سيشارك في الصالون كمبدع و صاحب دار نشر طبعت 40 عنوانا جديدا لأدباء شباب فائزين بجوائز معروفة كما سيتم تنظيم أمسيات أدبية مع بيع بالتوقيع لأهم الإصدارات الجديدة و حول محطات عديدة في مسار الشاعر توفيق ومان كان لنا معه هذا الحوار الشيق . _ الصالون الدولي للكتاب والذي يستقطب دور نشر عربية ومحلية ويقام فيه فعاليات أدبية وفكرية يقدمها أدباء جزائريون عرب تشارك دار فيسيرا ب 40 عنوانا جديدا لأدباء شباب فكيف كانت استعدادكم للمشاركة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر ؟ حسب استراتجيتنا في دار فيسيرا للنشر و التوزيع في الجزائر إننا نقوم بترشيح أعمال نحضرها للدخول الأدبي في الجزائر كل عام كي نثري المكتبة الوطنية بمنشورات لها قيمتها الأدبية و الفكرية ، و في هذه السنة وان الدخول الأدبي يتزامن مع فعاليات الصالون الدولي للكتاب حيث قمنا بسابقة فريدة من نوعها و هي نشر مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية للشباب المتميز في أعماله كالفائزين بجوائز معروفة مثل جائزة علي معاشي للأدب وهي جائزة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للروائي الشاب وعبد الوهاب عيساوي و روايته الفائزة - سنما جاكوب - و الشاعرة كنزة مباركي - التي فازت بالجائزة التشجيعية بمجموعتها الشعرية - هوس بلون وجهي - و كذالك مجموعة الشاعر أمجد مكاوي و التي تحمل عنوان - يكفي قليل من الصمت و كذالك بعض الأسماء المتألقة في الساحة الجزائرية و العربية مثل الشاعرة صليحة نعيجة و مجموعتها - لماذا يحن الغروب إليّ - وهناك الاسماء التي لها باع في النشر كعبد الرزاق بوكبة و تجربته الزجلية و الشاعر محمد الأمين سعيد ي سيدخل بدراسة تحت عنوان شعرية المفارقة في الشعر الجزائري المعاصر و الروائي المغربي الكبير عز الدين التازي و الروائي الجزائري الكبير الحبيب السايح سيكون ممثلا في روايته - تلك المحبة- في طبيعة راقية كما سيكون السعيد بن زرقة في كتابة المعنون - قلت أدب - و هي سرديات ساخرة و الشاعر توفيق ومان سيكون حاضر بعنوانين - الأول و هو أول ديوان زجلي في الجزائر تحت عنوان لبسني الكلام و المؤلف الثاني - رقصة النخيل و هي نصوص مسرحية وستقدم الدار أيضا رواية مملكة الزيوان والمميز فيها إنها أول عمل روائي عن الجنوب الكبير و كاتبها الدكتور حاج محمد الصديق الزواني و هو من ادرار كما ان القاصة و الروائية نعيمة معمري ستكون حاضرة بمجموعتها القصصية التي تحمل عنوان ماذا سأفعل بعدك ... هذه مجموعة من الإصدارات التي ستكون حاضرة بفعاليات هذه الدورة . _ إن داركم فيسيرا حضرت نفسها ب 40 عنوانا جديدا تحضيرا لهذا الدخول الأدبي كيف ترى مدى الإقبال في رأيكم على الصالون الدولي للكتاب في الجزائر ؟ كما اعرف أنا شخصيا أن صالون الجزائر مهم في الوطن العربي و الذي يعتبر ثاني اكبر صالون في العالم العربي و من أهمهم من الناحية الإقبال و كذالك من الناحية التجارية أنا أتوقع هذه السنة مع العناوين و التحضير له من طرف الدور الجزائرية و حتى العربية سيكون حدثا ثقافيا بامتياز و سيتخطى عتبة المليونين زائر لكثافة المشاركين من دور النشر _ و من الإنتاج الجديد ما يميز دار فيسيرا عن غيرها من دور النشر؟ تميز دار فيسيرا للنشر عن غيرها في الجزائر هي انتقاء الأعمال الجادة فكريا و أدبيا و الذين يضيفون للساحة أعمالا ذات قيمة علمية و أدبية كما انها تتميز و هذا الشيء الذي يؤرق كل دور النشر في الجزائر و هوا عملية التوزيع و لهذا عملت دار فيسيرا سياسة توزيع و كانت ناجعة حيث إنها عملت شبكة توزيع عبر 32 ولاية مما زادها مصداقية اكبر لدى الكتاب و المكتبيين و كذالك شراكتها مع دار الجيل اللبنانية في التواجد خارج الجزائر حيث تقوم هذه الأخير بالتوزيع عبر سبعة دول لكل إنتاج فيسيرا و متواجدين في كل الصالونات العربية _ لنعد لتوفيق الشاعر .... ما هي القصيدة التي تكتبك و تجد طريقا إلى عمق وجدانك؟ القصيدة الأقرب إلي هي القصيدة التي تكتبني ، و التي تفرض نفسها بحدة و إلحاح على وجداني سواء كانت غزلية أو سياسية أو ساخرة تولد الفكرة من شيء (ما) فتغوص كالنطفة في رحم أفكاري و أكناني و تتشكل في عمقي و تتهيكل ثم يأتي المخاض و تولد في شكلها و تكبر في مسامع المتلقي . _ هل كتبت القصيدة التي كنت تحلم بها ؟ لحد الآن لم أكتب القصيدة التي أحلم بها، تلك القصيدة لم ترى النور حتى يومنا هذا ، تلك القصيدة التي تشفي غليلي و تطفو فوق تخمة القصائد التي تكتب كل يوم من طرف مئات الكتاب، كل ما كتبت لم يترجم أحاسيسي التي تغلي بدواخلي تمزق أحشائي فتكون المرهم الذي يضمد تلك الجراح، قد يأتي يوم وأجد تلك القصيدة الغائبة عني والتي تشفيني و تشفي الآخر. _ الثقافة الشعبية في الجزائر بغنى كل روافدها ما تزال مهمشة لماذا حسبكم؟ الجزائر تحتوي تراثا شعبيا ثريا بحكم الموقع الجغرافي وتستقطب العديد من الحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها من الزمن الإفريقي والأوربي والإسلامي، إضافة إلى الطرق الصوفية والإرث الصوفي والروحي الكبير الذي يعكس عراقة الجذور الثقافية لهذا البلد والتي حملت الثورة في يوم من الأيام حتى لو لم تكن يومها وسائل الإعلام متاحة بالشكل الذي هي عليه اليوم، لكن استطاعت العديد من القصائد والقصص والأساطير الشعبية في الجزائر أن تعبر الحدود وتكرس الجزائر في الفضاء العربي، غير أن السياسة الثقافية لهذا البلد ما تزال تعتبر أن الأدب والموروث والثقافي ألشعبيي دائما في الدرجة الثانية وهذه جريمة في حق الشخصية والثقافة الجزائرية. وقد أدرك غيرنا من البلدان العربية هذه الأبعاد فخصصوا لأدبائهم وثقافتهم الشعبية قنوات ناطقة باسمها ومسابقات بملايين الدولارات وهالة إعلامية كبيرة جدا رغم أن ما يملكونه لا يرقى لمستوى الثراء الذي تعرفه الثقافة الجزائرية. _ هل حقيقة أن الشعر الشعبي في الجزائر لم يستطع تجاوز الفتحات الشعرية التي قادها كبار الشعراء مند قرون ؟ يجب أن نعترف أن الشعر الشعبي الجزائري لم يتمكن بعد من تجاوز تلك الفتوحات التي دشنها الشعراء الكبار كابن قيطون وابن كريو والتي تعد أكثر زخما و ألقا في كل تاريخه نظرا لحجم رصيد هؤلاء الشعراء كما يجب الاقرار بأن القصيدة الشعبية لم تعرف مند دلك الحين أي تجديد في شكلها أو لغتها وظلت ترجيعا نمطيا لنماذج معروفة في تاريخ الشعر الشعبي لا يمكن مقارنته بذلك التطور الذي عرفته حركة شعر العامية في مصر مثلا من بيرم التونسي إلى صلاح جاهين وصولا إلى شعراء الجيل الجديد. ولذلك يخيّل لي في الكثير من الأحيان بأن هذا اللون الأدبي في مصر أهم بكثير من الشعر الفصيح،، لا بالاستناد إلى لغته العامية وإنما بالاستناد إلى الجماليات التي يتأسّس وأن تأثيره على الذائقة العامة أكبر منه بكثير. لكن هذا لا يلغي ريادة بعض الشعراء الحاليين باعتبارهم مكسبا للأدب الشعبي الجزائري أمثال على علوي خالد شعبان قادة دحو زهرة صفصاف جميلة حداد..وغيرهم من الأقلام النابضة التي تدق الحياة في هذا الموروث الشعبي من خلال كل الجهود والانجازات التي حققتها. _ هل حان الوقت لاستثمار تجارب المشافهة وإخراجها إلى النور أكثر عبر الدواوين المطبوعة التي تحفظها أكثر وتساهم في مساحات الانتشار ؟ للأسف ضاع من موروثنا الشعبي الكثير وهذا لعدم الاهتمام به منذ القديم، وبما أنه أدب شفهي لم يحظ بالاهتمام والحفاظ عليه من الاندثار والنسيان، أقول أننا متأخرون كثيرا في تدوينه وترويجه، لكن هذا لا يعني أننا لا يمكن أن نحاول جمع ما يمكن جمعه وتدوينه وخير دليل على ذلك هو ما قامت به الرابطة الوطنية للأدب الشعبي من جمع مجموعة مهمة وتدوينها للحفاظ على الإرث الثقافي الشعبي الجزائري ومازالت في عملية الجمع مع أنها عملية صعبة جدا ومكلفة، والسعي لهذه العملية في حد ذاتها شيء نبيل وستذكره الأجيال المتعاقبة على أننا حاولنا بكل ما في وسعنا أن نحفظه لهم. وبما أن الجزائر كبيرة بموروثها ومساحتها وتعدد ثقافتها الشعبية لابد على كل من له علاقة من مواطنين ومجتمع مدني والدوائر الحكومية التي لها علاقة بهذه العملية أن تكثف من عملية الجمع والتدوين والحفاظ عليه من الاندثار لكي لا تحاسبنا الأجيال القادمة على أننا انسلخنا وضيعنا هويتنا وأصلنا وتاريخنا. _ قمت بجمع قصائد المجذوب وأصدرتها في كتاب، هل هذا كنوع من التكريم الرمزي لهذا الشاعر المتميز ؟ عبد الرحمان المجذوب لا يحتاج إلى توفيق ومان أو أي أحد آخر يكرمه بل كرمته الأجيال منذ القرن السادس عشر، فالرباعيات المشهورة تناقلت من جيل إلى آخر وغزت كل الأقطار العربية وإلى حد الآن مازالت كل الكميات التي تنشر عن رباعياته تنفذ في وقت قصير. وعندما احتجت للرباعيات أنا شخصيا لم أجدها في السوق فقررت إعادة طبعها وترتيبها وتنظيمها ولعلمكم أن هذه الطبعة هي الرابعة على التوالي وهي في طريق النفاذ. لكن اهتمامي أكبر في الحفاظ على نسب الرباعيات لعبد الرحمان المجذوب، فهناك بعض الدول العربية وخصوصا الدول الخليجية أخذوا الرباعيات وحولوها إلى لهجتهم ونسبوها لتراثهم الشفهي وهذه سرقة موصوفة، ولهذا الغرض قمت بترتيبها وإعادة نشرها كما قمت بتسجيلها باسمه في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الجزائر وفي ديوان حقوق المؤلف في فرنسا وهذا لحمايتها من السرقات المتعددة . _ قمت بتسجيل بعض قصائدك على قرص مضغوط حمل عنوان "صهد النار" ماذا تقول عن هذه التجربة ؟ هذه التجربة كانت ناجحة جدا، حيث أن هذا الوقت أصبح سريعا و متسرعا وضيق في نفس الوقت وكما هو معروف أن الشعر الشعبي يستحسن سماعه لحلاوة موسيقاه وأوزانه، فوجدت أن المهتم والمستمع يجد لذته في سماع القصائد خاصة مع صوت وأداء جيد ولهذا لجأت لهذه التجربة بعد نجاح تجارب سبقتني في هذا العمل المعروف عند العام والخاص، إن قراءة الملحون صعبة خاصة في تغيير اللهجات المحلية الجزائرية، هذا دافع آخر من دوافع استحسان المسموع، هناك كذلك عنصر الرواج وسرعة الانتشار والنسخ وهذا مما يؤدي بالشاعر أن يكون بصوته وأداءه غازيا كل الأجواء. كما أنني سأقوم بتسجيل قرص جديد أخصصه للقصائد الحداثية وهذا مباشرة بعد الملتقى العربي الثالث الذي ستنظمه الرابطة نهاية شهر فيفري القادم إن شاء الرحمان. _ شاركتم في فعاليات الملتقى العربي للزّجل في عدة طبعات بالمغربية ، فكيف تقرؤون التجارب الشعرية الموجودة على الساحة الجزائرية ؟ تجدر الإشارة إلى أن الشعر الشعبي في الجزائر لا يزال بعيدا نوعا ما عن الركب الذي التحق به الملحون أو الزجل في المغرب مثلا، فمن المؤسف أن القصيدة الشعبية الجزائرية مازالت لم تواكب العصر ولم تتطور، بحيث أن شعراء الملحون في الجزائر يتناولون القصيدة الشعبية الكلاسيكية دون أن يحذوا حذو شعراء العالم العربي وهذا سبب عدم تألقهم عربيا وبقاء الشعر الشعبي داخل القوقعة يتخبط في المحلية الضيقة. لكن لا يمكن أن ننسى أن السنوات الأخيرة قد عرفت نهضة شعرية برزت على إثرها أقلام واعدة. _ في أكثر من قصيدة نراك تتغنى بالثورة والثوار، لماذا ؟ نعم لي العديد من القصائد التي أمجد فيها الثورة والثوار ونحن نعلم أن للشعر التأثير والخلود فعند نظم قصيدة عن تاريخنا أو الثورة المجيدة هي بالتأكيد ستبقى للأجيال القادمة فهي نوع من تأريخ لحقبة عزيزة علينا، وعند الرجوع إلى الماضي مثلا هناك عدد كبير من القصائد التي أرخت لتاريخنا حقبا ومعاركا أصبح يستشهد بها الطلبة والمؤرخون وأهل الإختصاص إلى يومنا هذا مثل قصيدة مزغران المشهورة لسيدي لخضر بن خلوف، وأرجع وأقول بفضل المجاهدين والشهداء الأبرار نحن نكتب بكل حرية وطلاقة ومن واجبنا أن نقول في حقهم كلمات إعتراف بما تركوه لنا من شيء عزيز وغالي جدا وهو "الحرية". _ هل وفى الشعر الشعبي في تأريخه لأحداث الثورة التحريرية ؟ إلى حد ما نعم لكن هذا النوع من الإبداعات قليل جدا إلا أن هناك بعض المحاولات مثل ما دونه الشيخ سيدي لخضر بن خلوف الذي أرخ لمعركة مزغران و هي معركة شهيرة ، محمد بلخير الذي أرخ لمقاومة بوعمامة، بن قيطون الذي أرخ لقصة حب شهيرة حدثت في الجنوب الجزائري و بالضبط ببسكرة و هي '' حيزية'' و ثورة الزعاطشة. كما أن الشعر الشعبي ساهم في الثورة التحريرية من خلال تحفيزيه للمناضلين على مواصلة الحرب ضد الاستعمار عن طريق رسائل مشفرة في شكل قصائد موجهة للمواطنين و الثوار. لعل معجم الثورة التحريرية الذي يتكون من 7 آلاف بيت و الذي أنجزه الدكتور لعربي دحو اكبر دليل على تأريخ شعراء الشعبي في أشعارهم لأحداث الثورة التحريرية بعد الاستقلال. _ تم تكريمك في عدة مناسبات منها الأردن بدرع الريادة العربية، ما رأيك خاصة أن التكريمات والتتويجات لصنف الشعر الشعبي قليلة جدا وتكاد تكون منعدمة ؟ لقد كرمت بدرع الريادة العربية في عمان العاصمة الأردنية من طرف الجامعة العربية على ما أقدمه من جهد في حماية وترقية الأدب الشعبي سواء في الجزائر أو الوطن العربي، وكان قبلها تكريمي في العديد من المرات منها في سنة 2006 تحصلت على ميدالية نجمة للثقافة الشعبية من الجمهورية التونسية، وفي 2007 وسام الاستحقاق الثقافي من طرف المكتبة الوطنية الجزائرية، وفي 2007 دائما بدرع حلقة الحوار الثقافي بلبنان وتم تكريمي أيضا من طرف الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، وفي 2008 كرمت بميدالية الدلتا من جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية. وهذا يعني أن التكريم موجود في الوطن العربي وهو تقليد حسن للاعتراف بالمجهود الذي يقدمه المبدع الحقيقي. أما في الجزائر لا توجد هذه التكريمات الخاصة بالأدب الشعبي لكن بعد ظهور وتأسيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي أصبحت ومن خلال ملتقياتها تقوم بتكريم الشعراء والمبدعين والباحثين في هذا الاختصاص. همسك الاخير هدية لقراء الجمهورية ؟ اهديهم قصيدة بعنوان يا صاحبي : شمعة ... دمعة وريق عطشان من سوالف الصُمعة جَرَّيْت معايا الخيبة فكل طريق و خيالي ما بغى يفيق يا صاحبي لملم أعضايا راه هجري حتى الرحيق يا صاحبي شْكيْت للكلام حتى هوا ما عادلي رفيق أطلعت و هبطت و شفْت نجومي ذبلانة و نشفلها الريق يا صاحبي زيدني من لمدام ذاك العتيق يا صاحبي كلملي شيخي يمكن يجي نهار ونفيق و نرسم بين جبالها و سهولها حرفي لمدلل ويسَّرحْ لمكان ما يعود يعيق يا صاحبي يا صاحبي كلملي صاحب الكلام شاعر وقوال ، زجال شوفلي الراشق ، لمسيح وأمغار بلعطار ذاك كلامهُ بلسم ع البال زيعر ، ياسين و قادة رفيق أزمور عليها نسال يا صاحبي صار عقلي هبال من ذيك أم دلال واه ياقوال أنا قلت و قلت وقلت يا صاحبي كلامي هجرو لمكان و الخيال حالفهُ النسيان و زاد عدايا من فلان وفلان يا صاحبي نشوف نكتب حرْز و نخرزهُ في ملقى الوديان إيه يا صاحبي وين كُنا نتلاقى زمان وكنت نهديلها زهر الريحان و توكلني هيا أحمر الرُمان آه يا صاحبي عروقي جمدّتْ من رعْد الكلام و شيخي ما طهرْني من ذاك المدام نواحي ما فرْهَدْ أعليا و القروح تحالفت اعليا و الزمان يتشفى فيا واه يا صاحبي خيّطتْ كفني لبيض و جا عليا تحضنتهُ و قابلت السحاب و حبّتْ لمطر بين جبيني حطّتْ اعليا لحمي شَوّكْ من كلام سمعتهُ في وذنيا صْراخْ شيخي يجلجل في القرآن و يقول يا بني هاذ الزمان ما فيه ديّة أخزي شيطانك ، و سرج عودك ، و صول في سحاريك راه ربي سبحانهُ هوا بالي البلية