أطلقت كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي واتهمت الولاياتالمتحدة بمواصلة ما أسمته ب ''سياستها المعادية لها''. وتزامن ذلك مع إعلان كوريا الجنوبية أنها ستنضم لمبادرة ملاحقة السفن التي يشتبه في أنها تحمل أسلحة دمار شامل، وهو تحرك حذرت كوريا الشمالية من أنها ستعتبره إعلان حرب. ونقلت وكالة ''يونهاب'' الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر حكومي في سول قوله إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين أحدهما أرض جو والثاني أرض بحر قبالة ساحلها الشرقي وبلغ مدى الصاروخين نحو 130 كلم. وكانت كوريا الشمالية قد أجرت، يوم الاثنين، ثاني تجاربها النووية، كما أطلقت ثلاثة صواريخ قصيرة المدى، أرض جو، من قاعدة صواريخ ساحلية بشرق البلاد. يأتي ذلك في وقت انتقدت فيه كوريا الشمالية انضمام جارتها الجنوبية إلى المبادرة التي تقودها الولاياتالمتحدة لوقف السفن التي يشتبه في أنها تحمل أسلحة دمار شامل مهربة في أعالي البحار، وقالت إنها ستعتبر مشاركة سول في المبادرة إعلان حرب. كما اعتبرت تحركات الولاياتالمتحدة الأخيرة لتغيير مواقع طائراتها المقاتلة دليلا على عدم تغيير السياسة الأميركية المعادية لها حتى في عهد أوباما. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية في مقال إن الجيش والشعب مستعدون استعدادا كاملا للمعركة لصد أي محاولة أميركية طائشة لشن هجوم وقائي . وتأتي هذه التطورات في وقت تعهد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم الدعم لكوريا الجنوبية واليابان في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية. وجاء تعهد أوباما في اتصالين هاتفيين أجراهما مع الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، ورئيس الوزراء الياباني، تارو أسو، وبحث معهما سبل رد المجتمع الدولي على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. واتفق أوباما مع نظيره الكوري الجنوبي على أن التجربة الكورية تعد خرقا طائشا للقانون الدولي وتتطلب اتخاذ الرد المناسب. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيسين اتفقا، أيضا، على العمل معا بشكل وثيق لإصدار قرار قوي من مجلس الأمن الدولي يتضمن إجراءات ملموسة للحد من البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية. كما اتفق أوباما مع رئيس الوزراء الياباني على تنسيق الجهود مع كوريا الجنوبية والصين وروسيا في مواجهة التهديد الكوري الشمالي. وقالت كوريا الجنوبية إن التجربة النووية الكورية الشمالية تمثل خطرا حقيقيا على السلام في شبه الجزيرة الكورية وفي منطقة جنوب شرق آسيا وخارجها وكذلك على المساعي الدولية للقضاء على انتشار الأسلحة النووية. وقال سفير كوريا الجنوبية لشؤون نزع الأسلحة، إيم هان توك، في مؤتمر ترعاه الأممالمتحدة حول نزع الأسلحة، في جنيف، إن المجتمع الدولي أصبح مطالبا بتوجيه رسالة واضحة وقوية لبيونغ يانغ. وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد كوريا الشمالية، ودعا هذا البلد إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. وكان المجلس قد دان بالإجماع، الاثنين، التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية واتفق على فرض عقوبات عليها. وفي موسكو نقلت وكالة ''إنترفاكس'' الروسية للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله إن روسيا تتوقع أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا مشددا ضد كوريا الشمالية لأن سمعة المجلس أصبحت على المحك. كما دان وزراء الخارجية من آسيا وأوروبا التجربة النووية الكورية الشمالية، ووصفوها بأنها خرق واضح لقرارات الأممالمتحدة. وحث وزراء أكثر من 40 دولة، كوريا الشمالية بقوة، على ألا تجري مزيدا من التجارب وأن تذعن لقرارات الأممالمتحدة ودعوا بيونغ يانغ إلى العودة على الفور إلى المباحثات السداسية.