دعا الشيخ يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى، الشباب الجزائري إلى ضرورة التحلي بالوسطية والاعتدال والتسامح، مع النأي عن التعصب والغلو في الدين مثلما هو حاصل لعديد المغرر بهم. وراهن الشيخ يوسف جمعة على عنصر الشباب باعتباره دعامة الحاضر وأمل المستقبل ودمه المتدفق، وخاطب من ضلت بهم السبل خلال ندوة فكرية أمس بمقر جريدة الشعب ''إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم فاتقوا الله فيما تفعلون''. وأطلق الشيخ يوسف جمعة صرخة استغاثة جراء الخطر الذي يداهم المسجد الأقصى ومدينة القدس نتيجة عمليات التهويد التي تطال المدينة والحفريات التي تقوم بها الدولة اليهودية من أجل هدم المسجد الأقصى. وعلى الرغم من ناقوس الخطر الذي أطلقه الشيخ، فإنه أكد أن ''فلسطين ستلفظ المغتصب اليهودي مثلما لفضت المحتل عبر التاريخ''، مشيرا في ذلك إلى المدة التي عاشتها الجزائر في قبضة الاحتلال الفرنسي وهي نصف المدة حاليا من احتلال فلسطين، وشدد على تمسك الفلسطينيين بدينهم والتزامهم بعقيدتهم ودفاعهم عن عرضهم وأرضهم، لأن أرضهم لن يزيحهم أحد منها، لكون فلسطين دولة الفلسطينيين بقرار رباني، يضيف خطيب المسجد الأقصى. كما أهاب الشيخ يوسف جمعة بالأمة العربية جمعاء الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم ودعم صمودهم في أرض الرباط، محذرا إياهم من من مغبة الاعتراف بالدولة اليهودية ومن بعده التنازل عن القدس، لأن ذلك سيكون بمثابة التنازل عن مكة. وخص الشيخ بالذكر الفرقاء الفلسطينيين في حركتي فتح وحماس والذين ناشدهم توحيد الكلمة والموقف خلال جلسات الحوار المقامة في مصر. ولم يقتصر نداء الشيخ على الدول العربية، بل وجهه إلى شرفاء العالم كما سماهم وعدم الاكتفاء بالكلام بل المبادرة بالأفعال. وفي هذا السياق استنكر ازدواجية مواقف بابا الفاتيكان الذي زار عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس دون زيارة عائلة أي أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وكذلك زيارته لحائط البوراق، ما يعني ضمنيا نكران أحقية المسلمين بالحائط. وفي تسلسل تاريخي، استعرض الشيخ يوسف جمعة مراحل بناء القدس والمسجد الأقصى والعوامل الني جعلت ارتباط المسلم بتلك الأرض المباركة وثيقا، ودحض كذلك المزاعم التي يستند عليها اليهود في الادعاء أنهم أهل فلسطين.