تشرف مركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية باستضافة سماحة الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشؤون الدينية سابقا، نشط خلالها ندوة فكرية عنوانها »القدس اليوم..«. ولن نقول ان الشيخ الكريم عرف الجزائريين بأهمية القدس وماتعانيه وانما ذكر بمآسي الشعب الفلسطيني الجريح والذي لايكاد ينعم براحة بين الهجمات والضربات العدوانية للصهاينة. وخلال كلماته فاحت عبقات التاريخ الذي مازال شاهدا منذ الأزل أن فلسطين مسملة وانه الوحيد الذي بقي ثابتا على الحقيقة المقرة بالحق الشرعي للفلسطينيين في ارضهم الفلسطينية. فكانت تلك الارتباطات قوية بين الفلسطينيين وارضهم وبين الارض والفلسطينيين. وهكذا صار اسلام القدس حقيقة لاينازعها فيها احد وبلا الاسلام لم تكن القدس بتلك العظمة فهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. فأرضها الشريفة كل حجر وكل شجر فيها يتكلم بلسان عربي ولن تكفي اليهود السنوات الماضية من 1948 الى يومنا ومستقبلا ابحاثهم لإيجاد أثر يخصهم فوق تلك الأرض،، فهم قبلا رفضوا الدخول مع سيدنا موسى، واليوم هم يتحايلون ويخادعون ليمتلكوها ولكن أبدا لن تكون لهم. لا التهويد ولا التزييف يستطيع ذلك ولن ينفعهم بكاءهم عند حائط البراق ولن تكفي دموعهم لغسل الآثار الإسلامية هناك ولا إزالة الحقيقة الراسخة هناك، ان القدس مسلمة ولابديل لمآذنها ولن تكون يوما تنادي الى مايسمونه بالكتاب المقدس. ونبه الشيخ الدكتور الى سياسة التغيير الديمغرافي في مدينة القدس اين تهدف اليهود الى اقلال نسبة الفلسطينيين في المدينة أو حتى طردهم منها بقرار الهدم والطرد وغرس المستوطنات في كل زواياها ولكن لن يكون صاحب الحق كمغتصبه. مرابطون ، صامدون، كلمات رددها الشيخ كثيرا مؤكدا ثبات الفلسطينيين وقوتهم في الدفاع عن حقهم، فاليهود يقتلون والفلسطينيون يموتون ليزداد عددهم فالقدس ارض الحشر والمحشر . واشار في كثير من المرات الى الدور الريادي للجزائر في القضية الفلسطينية منذ السبعينات الى يومنا هذا، ولن اتكلم عن الدور لأنه لايعتبر كذلك بل هو واجب لايشكر فاعله عليه ولو اجتمعت كلمة العرب والمسلمين على قول واحد لما استطاع اليهود تنكيل وتعذيب الفلسطينيين ولما أذلونا اذ لا لا كبيرا، فاستغلوا تفرقنا وتشتتنا ليصنعوا قوتهم. ولعل قوله أملنا في الله كبير دلالة كبيرة على الضعف الذي نعيشه جمد ايدينا وارجلنا وقبلها عقولنا فصرنا نقر بكل شيء ونعترف بكل ماقيل ويقال وحققنا تسمية الرسول (صلى الله عليه وسلم) »بغثاء السيل«، فنحن كالقش الذي تجرفه السيول بلا مقاومة ضعفاء لاحول لنا ولاقوة. كانت الندوة الفكرية بكل ابعادها صرخة قوية ضد الاحتلال الغاشم وضد الاغتصاب العلني للارض، وضد قوة يهودية فوق القانون، فهي لاتحتكم سوى الى حاخاماتها وعقليتها المتعصبة. ولعله يجدر بنا تذكر تاجر البندقية التي صورت الشخصية اليهودية الحاقدة بوصف رائع من شكسبير فلن اقول قال مسلم بل هو مسيحي بريطاني صور تلاعبات اليهود وحقدهم الدفين على كل الملل. ولكن تناسوا أن الامر كله بيد الله تعالى وفي يده ان يبدل ضعفنا قوة لكن حتى تلك الساعة يجب أولا تغيير انفسنا فنترك لباس الذل والخنوع بلباس آخر يعكس قوة الدين الإسلامي الذي جعله الله تعالى يسود العالم كله. فتيحة كلواز