أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، أن الوضع الاقتصادي الصعب وليس الحرج، لا يؤثر على الميزانية المرصودة للمنظومة التربوية، مذكرا بتصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال في عدة مناسبات، وفي السياق كشف عن 1000 منصب جديد في القطاع لتوظيف المكونين في سنة 2016، ويتم استقبال 650 ألف متربص سنويا موزعين على 442 تخصص واردة في القائمة، التي ستتعزز ب 5 تخصصات جديدة. كشف الوزير مباركي عن تخرج ما لا يقل عن 287 ألف متربص من مختلف معاهد ومركز التكوين والتعليم المهنيين في العام 2015، لدى استضافته في فوروم يومية «المجاهد» أمس، منبها إلى أن النظرة إلى القطاع من قبل الطلبة وأولياءهم تغيرت تماما، فعلى عكس السنوات الماضية لا ينظر إلى التكوين المهني على أنه مخصص للراسبين والفاشلين، ولعل ما يؤكد هذا الطرح، الإقبال المتزايد للحاصلين على شهادة البكالوريا وعلى شهادات الليسانس، على تكوين تقني سامي. الإقبال المتزايد على القطاع لاسيما في تخصص سامي، يبرره وفق ما أوضح الوزير الوصي التخصصات المتوفرة في عدة قطاعات هامة على غرار الطاقات المتجددة وتخصصات في البيئة، نسبة الإدماج الكبيرة في عالم الشغل، فالمتربص عادة ما يحصل على منصب شغل بعد أقل مكن 6 أشهر من التخرج، على عكس المتخرجين من الجامعة الذي يعانون من شبح البطالة لعدة سنوات، لأن المتربص يكون جاهزا لاستلام عمله، وكانت «أنساج» قد أكدت بأن 60 بالمائة من أصحاب المشاريع تخرجوا من التكوين المهني، وأشارت وكالة «الأنام» إلى أن 7 من 10 متخرجي القطاع يحصلون على منصب شغل بعد 6 أشهر من التخرج. ولم يخف المسؤول الأول على قطاع التكوين والتعليم المهنيين، في معرض رده على سؤال حول ما يقترح القطاع للطلبة الراسبين في شهادة البكالوريا، لفت مباركي الانتباه إلى أنه من مجموع 800 ألف طالب، لم يتعد عدد الناجحين 350 ألف، ورجح أن يعود 150 ألف من الراسبين إلى مقاعد الدراسة لاجتياز البكالوريا مرة ثانية، فيما تلتحق البقية على الأرجح بمعاهد ومراكز التكوين المهني، والأمر الايجابي في المسألة أنهم من الأقسام النهائية، وبإمكانهم الحصول على دبلوم تقني سامي في عدة تخصصات يكثر عليها الطلب في المؤسسات الاقتصادية، أما النقطة السلبية فتتمثل في التسرب المدرسي المسجل حيث يترك سنويا 450 ألف تلميذ مقاعد الدراسة، وفق ما أكدت وزير التربية الوطنية نورية بن غبريت، سيكون من الجيد أضاف يقول لو استرجعنا على الأقل 200 ألف منهم في التكوين المهني، ومن بين الأرقام المخيفة أيضا حسبه أن 4 تلاميذ فقط من 100 تلميذ يسجلون في الابتدائي ينجحون في شهادة البكالوريا. مباركي الذي أقر بأن الطلب كبير جدا على تخصص تقني سامي، حرص على التوضيح بأن المنظومة تكيف في كل مرة التخصصات مع الاحتياجات المعبر عنها من قبل الحكومة، تجسيدا لمختلف المخططات الاقتصادية في إطار التنويع الاقتصادي، بينها البناء والأشغال العمومية و السياحة والفلاحة والطاقات المتجددة والاتصالات، وإذا كانت بعض التخصصات لم تعد تواكب المستجدات والاحتياجات وتم التخلي عنها، فان تخصصات أخرى لا تزال تسجل نفس الإقبال على غرار الإعلام الآلي والميكانيك. وفي معرض رده على سؤال يخص فتح تخصصات حصرية للفائزين بشهادة البكالوريا، ومنح الأولوية للحائزين عليها في حال التسجيل في معاهد التكوين المهني، فند الوزير الوصي هذه المعلومة، مؤكدا التعامل مع جميع المتربصين سواسية، كما أن شرط السن غير موجود في الشروط المحددة للالتحاق باستثناء التمهين حيث لا يجب أن يتجاوز المتربص 35 عاما، وبعدما اعتبر مراجعة القانون التوجيهي ضرورة بعد مرور 8 سنوات على تطبيقه ضرورة لمواكبة المستجدات، أشار إلى أن القطاع لا يغفل أي فئة اجتماعية سواء تعلق الأمر بذوي الاحتياجات الخاصة أو المرأة الماكثة في البيت وحتى المحبوسين.