تتوقع مصالح مديرية الفلاحة للولاية إنتاج 147 مليون لتر من الحليب خلال الموسم الجاري، منها حليب البقر ب 124 مليون لتر، بتسجيل نسبة نمو ب 10 بالمائة، كما احتلت الولاية في السنوات الأخيرة المرتبة الخامسة على المستوى الوطني بإنتاج 147 مليون لتر والبلديات التي اشتهرت بإنتاج هذه المادة توجد في الجهة الشرقية من الولاية عزاب وبن عزوز. وتبقى الكمية المنتجة لحد الآن بعيدة كل البعد عن الاحتياجات الحقيقية للسكان، التي تبقى في تزايد كبير، وقد أرجع التقرير الذي أعده المجلس الشعبي الولائي سبب بقاء كمية الحليب المنتجة بالولاية لحد الآن، غير كافية على الاطلاق إلى جملة من المشاكل في مقدمتها تعرض العديد من الاسطبلات للغلق بسبب نقص رؤوس الأبقار الحلوبة وكبر سنّها وغلاء مادة الأعلاف، لاسيما وأن هياكلها وتجهيزاتها المخصصة للتربية تعرضت للتلف، بينما تمّ تغيير نشاط البعض الآخر إلى نشاطات أخرى ليست لها أية علاقة مع تربية الأبقار، ناهيك عن عجز المربين عن استيراد رؤوس من الأبقار الجديدة الحلوبة من الخارج لتكلفتها المالية الباهظة، إلى جانب هذا يشتكي المربون من النقص فيما يخص حصولهم على الدعم المالي ومن التحفيزات الأخرى التي تمكنهم من تطوير هذا النشاط وجعله أكثر مردودية، مما يضمن توفر مادة الحليب في السوق بأسعار تنافسية، وهذا بغض النظر عن تفضيل بعض منتجي الحليب بالولاية تسويق منتوجهم خارج تراب الولاية. كما يلاحظ أن معظم المجمعين للحليب من خارج الولاية وأصحاب مصانع المشتقات الحليب حسب تصريحات المربين الدين يسوقون لهم انتاجهم بناءا على اتفاقية مبرمة بينهم في حين تبقى الولاية غير مكتفية من هده المادة الأساسية، مما دفع اللجنة الولائية للمجلس الولائي التأكيد على ضرورة توجيه الشباب للاستثمار في تربية الأبقار الحلوب وإنشاء مصانع صغيرة لمشتقات الحليب وكذا الأجبان لتسهيل الاجراءات الإدارية خاصة على مستوى البنوك المانحة للقروض والتي تكون غالبا سببا في تراجع الشباب عن المشاريع لطول الاجراءات وتعقيدها. ومن أبرز المشاكل الأخرى التي يعاني منها المربون عدم توفرهم على مراعي خاصة بهم، وليست لهم ملكيات زراعية يستخدمونها في إنتاج الكلأ الأخضر الذي يشكل المادة الغذائية الأساسية للبقرة، والذي بدونه لا يمكن أن يكون هناك إنتاج هام للحليب، في الوقت الذي تتوفر ولاية سكيكدة على مساحات شاسعة من المراعي والمساحات الزراعية ذات الجودة العالية وذات الطاقات الإنتاجية القوية من الكلأ الأخضر، إضافة إلى توفر المياه على مدار السنة، زيادة على ذلك ممارسة تربية الأبقار المنتجة للحليب تتم بطرق تقليدية وبدائية جدا بعيدة عن الأساليب العصرية والإمكانيات المتطورة تقنيا وعلميا، إذ تمارس التربية في اصطبلات عبارة عن أكواخ لا تتوفر فيها شروط التهوية، كما أن الممارسين يمتهنون هذه الحرفة من أجل كسب القوت لا غير وبعدد مدخول من الأبقارالتي لا يتعدى عدد الأربعة إلى خمسة على أبعد تقدير، وفي مساحات زراعية محدودة والغالبية منها تابعة إما لأملاك الدولة أو الخواص يضعونها للكراء لفائدة المربين.للتذكير، فإن عدد رؤوس الأبقار بالولاية يقدر ب 132979 رأس من الأبقار حسب الاحصائيات الأخيرة.