تعرف أسعار اللحوم البيضاء على مستوى الأسواق هذه الأيام، ارتفاعا قياسيا ألهب جيوب المواطنين، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 500 دج في بعض المحلات، في وقت لا يجد فيه المواطن بديلا عنها، فاللحوم الحمراء تعرف هي الأخرى ارتفاعا منذ مدة طويلة، والأمر نفسه ينطبق على السردين الذي تجاوز سعره هذه الأيام 700 دج للكيلوغرام الواحد، بينما تتضارب آراء التجار حول سبب ارتفاع الأسعار بين زيادة الطلب ونقص الوفرة. في جولة قادتنا إلى عدة أسواق بالعاصمة ومحلات تجارية لبيع اللحوم، تقابلك لافتات الأسعار وهي لا تختلف عن بعضها البعض، فالسعر يكاد نفسه ينطبق عند معظم الأسواق ليتجاوز 450 دج، في حين لم يتجاوز سعر لحم الدجاج خلال الشهر الماضي 250 دج للكيلوغرام، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول الارتفاع القياسي للأسعار في فترة قصيرة، وهو ما أثار سخطا لدى المواطن البسيط الذي لا يجد بديلا عن اللحوم الحمراء. توجهنا إلى السوق الشعبي ببلدية باش جراح، حيث قدر سعر كيلوغرام الدجاج 480 دج والديك الرومي ب500 دج، في حين بلغ سعر البيضة 12 دج. ويرجع بعض التجار سبب ذلك، إلى نفاد المخزون ونقص التموين باللحوم الدجاج التي استهلكت بكثرة خلال الأشهر الماضية نظرا لتزامنها مع المناسبات الدينية، في حين يرى بعض آخر أن ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام يعد عاملا أساسيا وراء ارتفاع الأسعار. في هذا الصدد، يجمع التجار على أن الحرارة أثرت كثيرا على الدجاج وتتسبب في انتشار بعض الأمراض القاتلة، لاسيما مع ضعف إمكانات المربين في توفير التبريد الذي يكلف أموالا باهظة، وإن تم ذلك فتسترفع الأسعار بارتفاع تكاليف التربية، خاصة بالمناطق التي تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة منذ انتهاء شهر رمضان المبارك. واصلنا جولتنا الاستطلاعية عبر بعض أسواق ومحلات بيع اللحوم بالعاصمة باتجاه سوق علي ملاح بساحة أول ماي، وقفنا على الارتفاع الذي شهدته أسعار اللحوم البيضاء والاستياء لدى المستهلك، حيث تراوح سعر الدجاج في جميع المحلات ما بين 400 و450 دينار للكيلوغرام الواحد بجميع المحلات، التي أرجع أصحابها هذا الارتفاع الجنوني للأسعار إلى الندرة وغلاء الأسعار عند مربي الدواجن الذين احتكروا بدورهم الثمن على حساب قدرة المواطن الشرائية. في حين عرف مربو الدواجن بعدة مدن نفوق عدد كبير من الدواجن بسبب مرض خطير لم يتم تشخيصه بعد، حيث تكبد بعض المربين خسائر فادحة، الأمر الذي جعل وزارة الفلاحة تفتح تحقيقا واسعا من أجل إيجاد حل لهذا المرض الذي أثر على المنتوج وقل بسببه العرض وارتفعت الأسعار التي لم يعد بمقدور المواطن البسيط مجابهتها أمام ارتفاع القدرة الشرائية والغلاء الذي تعرفه أسعار اللحوم وغيرها من منتجات. من جهة أخرى، يطرح سبب آخر لارتفاع الأسعار وهو كثرة الطلب على هذه اللحوم الحمراء واسعة الاستهلاك خلال موسم الصيف من المطاعم والعائلات حيث تكثر الأعراس والأفراح، إذ يزيد الطلب عليها بكثرة خلال موسم الصيف، لاسيما بعد ارتفاع سعر السردين الذي تجاوز 700 دينار. وتأسف الكثير من المواطنين لارتفاع الأسعار مع اقتراب كل موسم، معتبرين أن الأسباب التي يقدمها التجار تبقى غير مقنعة وإلا كيف يفسر انخفاضها خلال مناسبات خلت، لاسيما وأن درجة الحرارة هذه السنة تبقى منخفضة مقارنة بالسنة الماضية، الأمر الذي يبدد أطروحة تأثير الحرارة على الدجاج، ليبقى المستهلك المتضرر الأول في كل الحالات.