تشهد أسعار اللحوم البيضاء، هذه الأيام، ارتفاعا قياسيا في معظم الأسواق، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد، أمس، إلى حدود 420 دينار في بعض المحلات بالعاصمة، في وقت لم يكن يتجاوز سعره 250 دينار بداية الشهر الجاري، ليترك ذلك استياء كبيرا وسط المواطن البسيط الذي أحرقت أسعار مختلف المواد الغذائية جيوبه. في جولة استطلاعية قامت بها “الخبر” في بعض أسواق العاصمة، على غرار سوق علي ملاح بساحة أول ماي وسوق 12 ببلوزداد وسوق المرادية، وقفنا على الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم البيضاء والاستياء الكبير للمواطنين، حيث تراوح سعر الدجاج في جميع المحلات ما بين 380 دينار و420 دينار للكيلوغرام الواحد، بينما لم ينزل لحم الديك الرومي عن 420 دينار بجميع المحلات التي أرجع أصحابها هذا الارتفاع الجنوني للأسعار إلى الندرة وغلاء الأسعار عند مربو الدواجن الذين احتكروا بدورهم الثمن على حساب قدرة المواطن الشرائية. بينما أكد بعض أصحاب محلات الدواجن، أن بعض المذابح أغلقت بسبب العطل، مما أثّر سلبا على إنتاج الدجاج “لم تعرف اللحوم البيضاء هذا الارتفاع الجنوني من قبل، حتى خلال شهر رمضان لم تكن كذلك، من المعروف أن أسعار الدواجن تنخفض خلال فصل الصيف وارتفاع الحرارة فما الذي يحدث؟” يقول أحد التجار. وخلّف ارتفاع ذسعر اللحوم البيضاء ذصدمة لدى المواطن البسيط الذي ذهل للارتفاع الهائل لأسعار المواد الغذائية التي ما فتئت تنهك جيوبه في كل مرة. نفاذ مخزون الدجاج بالبويرة بعد إغراق السوق به في رمضان وفي ولاية البويرة التي تحتل المراتب الأولى وطنيا من حيث تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء، فقد ارتفعت هذه الأيام أسعار الدجاج إلى مستويات قياسية مقارنة مع أسعارها خلال شهر رمضان الكريم وقبله، فبعدما كانت تتراوح أسعارها بين 190 و220دج ارتفعت هذه الأيام إلى 390دج. وحسب ما أكده لنا بعض مربي الدواجن، فإن سبب هذا الارتفاع يعود إلى نفاد مخزون الدجاج بعدما ثم إغراق السوق باللحوم البيضاء خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى انتشار داء نيوكابل في مناطق الأخضرية، مما أدى إلى نفوق آلاف الطيور بمداجن تلك المنطقة، لا سيما بلدية ڤرومة. علما أنه زيادة عن توفر الولاية على أربع وحدات تابعة للديوان الجهوي لتربية الدواجن وهي وحدتي عين العلوي وبئر غبالو ومدبح الدواجن بالبويرة والأسنام، فإنها تتوفر على حوالي 7 آلاف مدجنة خاصة، وهذا ما جعلها تتصدّر الريادة وطنيا في إنتاج اللحوم البيضاء. “الحرارة والأعلاف” يتسببان في التهاب أسعار الدجاج بسيدي بلعباس وفي سيدي بلعباس، أرجع بعض تجار لحوم الدجاج، الارتفاع الكبير في الأسعار المسجل، إلى الحرارة الكبيرة التي تجتاح المنطقة حاليا والتي عادة ما تؤثر سلبا على الجانب الصحي لهذا النوع من الطيور الداجنة. وهنا يصبح اللجوء إلى الاستثمار في تربية الدجاج أشبه بالمجازفة، بحكم أن خيارا من هذا القبيل يبقى غير محمود العواقب، يقول أحد كبار المربين بإحدى المناطق الريفية خاصة في حال عدم إتباع المربين، وهنا أخص بالذكر الصغار منهم، الطرق العصرية التي عادة ما تتطلب إمكانيات ضخمة، ألخصها في توفير كامل الظروف الصحية والحياتية الخاصة بهذا النوع من الطيور وسط المستودعات”. وترجع أطراف أخرى الغلاء الفاحش للكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء، إلى الارتفاع المذهل لسعر العلف الذي بلغ 4500دج للقنطار الواحد, وهو المعطى يقابله أيضا تراوح سعر الصيصان الواحد ما بين 40 و50 دج للوحدة وهي قيمة مرتفعة. السردين يعوّض الدجاج في البليدة سجلت بورصة اللحوم البيضاء في البليدة، ارتفاعا في أسعارها خلال اليومين الماضيين، فاقت بذلك لهيب الأسعار التي تم تسجيلها في رمضان المنصرم . وأرجع بعض التجار لهيب سعرها، إلى نقص الكمية التي كانت تطرح في غالبية الأسواق، و تداول أيضا إشاعات عن نقص تربية الصيصان في هذا الموسم، فيما استغرب البعض الارتفاع الجنوني في الأسعار وعدم فهم وتحديد السبب خلال هذه الفترة من فصل الحرارة، فيما أوّل البعض السبب إلى تعرض مداجن تربية الطيور وبعض الإسطبلات للحرائق التي ضربت أعالي سيدي سالم جنوبالبليدة الأسبوع الماضي. ووجدت بعض العائلات حيلة مرحلية لتجنب اللحوم البيضاء، باالسردين كبديل عنها، خاصة وأن أسعار السردين هذه الأيام استقر مرحليا في حدود ال400 دينار للكيلوغرام الواحد. ارتفاع يلهب الجيوب في تيبازة وفي تيبازة، وصل سعر الكلغ الواحد من الدجاج إلى حدود 400 دينار في بعض البلديات، فيما لم يكن سعره يتعدى قبل شهر رمضان 200 كمتوسط ارتفاع ألهب جيوب المواطن الذي وقف حائرا وسط المنحى التصاعدي الذي عرفه سعر الدواجن، بما فيها أسعار لحوم الديك الرومي التي ارتفعت هي الأخرى، حيث وصل سعر الكلغ من شرائح صدر الديك الرومي 950 دج للكلغ، فيما ظل مستقرا قبل شهر في حدود 600دج، وسعر الكلغ من لحم فخذ الديك الرومي إلى 700دج، بينما لم يكن يتجاوز قبل شهر 400دج، وهي أسعار تبقى حسب العارفين بخبايا المهنة مرشحة للارتفاع أكثر. وبرر مربو الدجاج هذا الالتهاب بالخسائر الفادحة التي تعرضوا لها نتيجة ارتفاع أسعار أعلاف الدجاج المشكّلة أساسا من الذرة والصوجا والمكملات الغذائية، من عند المستوردين الذين رفعوا سعر الكلغ من الأعلاف إلى 5200، فيما لم يكن سعرها يتجاوز 4200 دج قبل 4 أشهر.