يعمّ الهدوء معظم الجبهات في سوريا في رابع أيام الهدنة، بينما تنتظر المناطق المحاصرة بفارغ الصبر وصول قوافل المساعدات الإنسانية الموعودة التي لاتزال عالقة، رغم انحسار أعمال العنف إلى حد كبير. منذ دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ، مساء الأثنين، توقفت المعارك بشكل كامل تقريبا، بين قوات النظام ومسلحي المعارضة على مختلف الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة. وتم التوصل إلى الهدنة بعد أسابيع من المداولات بين واشنطن وموسكو، بهدف تشجيع استئناف عملية التفاوض لإنهاء النزاع الذي أوقع أكثر من 300 ألف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ مارس 2011. ويفترض أن تتيح الهدنة نقل المساعدات الإنسانية بدون عراقيل إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين في حوالى عشرين مدينة وبلدة. وقال ديفيد سوانسون، الناطق باسم مكتب الشؤون الإنسانية في غازي عنتاب في تركيا، إن الهدنة التي تبدو صامدة «تعطينا الأمل، وهي الفرصة الوحيدة منذ فترة طويلة لإيصال المساعدات». وتابع، «لكن التحدي بالنسبة إلينا هو ضمان أن كل أطراف النزاع هي على الموجة نفسها»، مطالبا بضمانات أمنية. وأكد سوانسون أن عشرين شاحنة محملة بحصص غذائية كافية لحوالى أربعين ألف شخص جاهزة لعبور الحدود التركية. وقال: «ما ان نحصل على الموافقة، يمكننا التحرك». وتابع، «المساعدة لن تسلم فقط إلى حلب. إن الأممالمتحدة في سوريا تسعى أيضا إلى تقديم المساعدة إلى مناطق أخرى محاصرة أو يصعب الوصول إليها». وكان مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، طالب، أمس الأول، «بضمانات بعدم التعرض للسائقين وللقوافل». وتعتزم الأممالمتحدة البدء بتوزيع المنتجات الغذائية في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، حيث لم يتلق أكثر من 250 ألف شخص المساعدات من المنظمة الدولية منذ جويلية. وبهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب، حيث ينتظر السكان المواد الغذائية بشكل يائس، أقام جنود روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات من تركيا إلى أحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. في السياق أعلن الكرملين، أمس، أن الهدنة في سوريا هشة، لكنها تمنح الأمل في الوصول إلى حل سلمي للصراع. وأضاف، الهدف الرئيس من الهدنة هو فصل المعارضة المعتدلة عن «الجماعات الإرهابية».