تواصل الأممالمتحدة بمعية الهلال الأحمر العربي السوري إيصال المساعدات الإنسانية عبر عشرات الشاحنات إلى مناطق بحلب وريف دمشق و معضمية الشام الأكثر تضررا. ووسط تحذيرات أممية من أن الجوع يتهدد حياة الآلاف من الأشخاص بالمناطق المحاصرة والتي عانت الاقتتال تمكنت شاحنات أمس ولاول مرة منذ التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار من إدخال مساعدات إنسانية إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غرب دمشق. وأعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن "عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة" دخلت إلى مدينة معضمية. وتحوي الشاحنات مواد غير غذائية من أغطية وبطانيات وصابون ومسحوق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين في الأممالمتحدة. ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات إلى المدينة اليوم. وكان دخول مساعدات الإغاثة إلى المناطق المحاصرة في جميع أنحاء البلاد من المطالب الرئيسية إلى جانب خطة وقف الأعمال العدائية في سوريا التي تدعمها الولاياتالمتحدة وروسيا. الأممالمتحدة تخطط إغاثة 154 ألف شخص بالمناطق المحاصرة فقد أعلن مفوض الأممالمتحدة أن لحقوق الإنسان أمس الاثنين من ان الجوع جراء الاقتتال وعمليات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص بسوريا قد يؤدي بحياة "الآلاف". وتخطط الأممالمتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة اما من قبل القوات السورية أو من فصائل المعارضة المسلحة. وأعلن يعقوب الحلو، منسق الأممالمتحدة المقيم في سوريا، أمس أنه في حال موافقة أطراف الصراع، فإن الأممالمتحدة مستعدة خلال الربع الأول من 2016 لتسليم معونات لنحو 1.7 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها. وتقدر الأممالمتحدة أن نحو 500 ألف شخص يعيشون تحت حصار، وأن 4.6 ليون شخص يعيشون في مناطق يصعب إيصال المساعدات إليها. لكن المنظمة الدولية تأمل في أن يضع اتفاق وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه ليلة الجمعة إلى السبت نهاية للمناطق المحاصرة وعددها 15. وبدأ تطبيق "وقف الأعمال العدائية" بموجب اتفاق أمريكي روسي أقره مجلس الأمن. ويشمل جزءا محددا من الأراضي السورية، الا انه تعرض لخروقات محدودة. ويعتبر المسؤول الأممي يعقوب الحلو إن وقف العمليات القتالية يمثل أفضل فرصة للشعب السوري خلال الأعوام الخمسة الأخيرة للتوصل إلى سلام واستقرار دائمين، لكنه أضاف أنه بدون وجود عملية سياسية ذات مغزى وحل سياسي فإن وقف العمليات القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية لن يكون كافيا لإنهاء الأزمة في سوريا. وتأمل الأممالمتحدة في إيصال مساعدات على غرار المعضمية إلى "المدن الأربع" الزبداني و كفريا و الفوعة و مضايا يوم الأربعاء وكفر بطنا يوم الجمعة. الا ان "دير الزور" هي المنطقة المحاصرة التي بها أكبر عدد من الأشخاص وعددهم نحو 200 ألف شخص. ولا يشمل اتفاق وقف العمليات القتالية هذه المنطقة لأنها محاصرة من قبل تنظيم "داعش" المستثنى من الاتفاق. استجابة غير مسبوقة من المانحين لعمليات الدعم الإنساني بسوريا وبخصوص الدعم الإنساني للمتضررين من الأزمة السورية خاصة المهجرين منهم أعرب برنامج الغذاء العالمي بتفاؤل كبير من أنه و"بفضل الدعم غير المسبوق من قبل المانحين، والذين كانوا قد تعهدوا بتقديمه في مؤتمر لندن في وقت سابق من هذا الشهر فإن المنظمة الدولية سوف تكون قادرة على إعادة كامل المساعدات الغذائية إلى السوريين". وقال البرنامج ، أمس الاثنين، أنه ستتم إعادة المساعدات الغذائية الكاملة إلى اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان ومصر في الفترة من شهر مارس وحتى نهاية العام الجاري 2016، كما سيسمح التمويل الجديد أيضا بمد سلة غذائية كاملة للأسر داخل سوريا من شهر أبريل وحتى أكتوبر القادم. وأشار البيان إلى أن الاستجابة غير المسبوقة من المانحين والتي توفر تمويلا لبرنامج الغذاء العالمي لعملياته المتعلقة بسوريا بما يقرب من 675 مليون دولار سوف تساعد في إنقاذ حياة الأشخاص الأكثر ضعفا في سوريا والمنطقة، كما سيدعم زيادة الوجبات المدرسية والأنشطة المتعلقة بالأطفال ويساعد على استعادة الأمل في مستقبل أفضل للملايين من الأشخاص المتضررين من الأزمة. وتسبب النزاع السوري بعد أزيد من خمس سنوات في مقتل أكثر من 270 ألف خص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد خارجها. تطمينات أممية باستمرار الهدنة الهدنة التي طال انتظارها ويعقد الأمل في أن تتجه بسوريا إلى مستقبل أفضل لازالت صامدة كما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في جنيف. وقال في هذا الصدد "يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموما رغم أننا سجلنا بعض الحوادث"، مضيفا أن مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا "تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الأمور". المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حذر من جانبه من خطورة انهيار الهدنة في سوريا نتيجة لحوادث عرضية ونشاطات الإرهابيين. وتقول تقارير أن الهدنة الحالية تعد الأولى بهذا الحجم التي يلتزم بها طرفا النزاع منذ بدءه. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الإرهابيتين لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. وذكرت تقارير إعلامية أن السكان في المناطق المشمولة باتفاق الهدنة عاشوا أجواء هادئة على العموم حيث خلت ليلة امس وصباح اليوم أحياء حلب الشرقية من دوي القصف والمعارك. كما تحدثت التقارير عن نشاط في الحركة منذ ازيد من 24 ساعة سواء لتلاميذ المدارس او المتاجر . كما ساد الهدوء العاصمة دمشق ،حيث ضجت شوارعها بحركة المارة ولم يسمع أصوات لانفجارات في أرجاء شوارعها أو تحليق للطيران الحربي في سمائها وكانت حركة الناس في الأسواق أكثر من اعتيادية تقول تقارير اعلامية. وحسب اخر ما أصدرته وزارة الدفاع الروسية فقد تم تسجيل 7 انتهاكات لنظام وقف الأعمال القتالية في سوريا خلال 24 ساعة الماضية في حين أكدت الولاياتالمتحدة على لسان وزيرها الخارجية جون كيري انها تأخذ التقارير حول وقوع انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مأخذ الجد مع دخول الاتفاق يومه الثالث.