الإلكترونيك، الميكانيك وصيانة السيارات... ورشات مفتوحة تسارعت خطوات عاصمة الغرب الجزائريوهران لمواكبة التطورات الهامة التي تعرفها سوق العمل، من خلال اعتماد نظام تكوين مندمج وناجع بمنهجية تشاركية مع مختلف المتدخلين والفاعلين في الميدان، لاسيما الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، كفاعلين رئيسيين في تحديد الحاجيات وتقوية القدرات. تأتي خطط تطوير قطاع التكوين والتعليم المهنيين ضمن التوجهات التي تتمحور حولها رؤية وهران، وإسهاما منها في الديناميكية التنموية المتميزة التي تعرفها الورشات الكبرى التي مكّنت الباهية من تدارك سنوات من التأخر في العديد من المجالات، لعل أبرزها السكن والبناء والأشغال العمومية، ناهيك عن السياحة والفندقة وغيرها من الإنجازات والتطورات الأخرى. أقطاب امتياز بمعايير دولية حسب المستشار الرئيسي بالمديرية بزيد العيد ل “الشعب”، فإن الرؤية الجديدة لقطاع التعليم والتكوين المهنيين هدفها دعم مساعي التطوير والنوعية، إلى جانب تحديد احتياجاته من هياكل ومؤسسات تكوينية ووسائل بيداغوجية ومؤطرين وتخصصات وشعب مهنية جديدة، تأخذ بعين الاعتبار خاصيات وحاجيات المحيطين الاقتصادي والاجتماعي. أشار نفس المسؤول إلى أن تحسين جودة التكوين يمكن أن يستجيب لمتطلبات الاقتصاد الوطني عبر إنجاح الاندماج القائم حاليا بين التربية الوطنية والتكوين المهني، وكسر الصورة النمطية التي جعلت منه طيلة سنين رديفا للفشل الدراسي، مشددا على دور القطاع الخاص في نجاح أي إستراتيجية للتكوين. وكانت وهران حسبه سبّاقة إلى إنشاء أقطاب امتياز في مجال التكوين المتخصص، نظرا لدورها الرئيسي في مسايرة تطور الاقتصاد العالمي، بما في ذلك قطاع الصناعة الذي عرف في السنوات الأخيرة في الجزائر قفزة نوعية، تستوجب توفير مختصين في مختلف المجالات التقنية والفنية من حاملي الشهادات العلمية والمؤهلات التقنية. وهو ما دفع الوصاية إلى تخصيص المعهد الوطني بالسانيا للشعب المتعلقة بالإلكترونيك والميكانيك والإلكتروتقني، بعدما تم تهيئته وتوسعة الورشات المفتوحة على مستواه لاستقبال المعدات المتخصصة لهذا النوع من التكوين، وفق ما تتماشى مع المعايير الدولية للممارسة المهنية. كما تسارعت وتيرة العمل في رفع الطاقة الاستيعابية لمركز التكوين المهني المتخصص في الفلاحة بمسرغين، وتجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة، مع تنصيب مهندس فلاحي على رأس المركز للارتقاء بكفاءة التكوين وتحسين النوعية، من خلال الشراكة مع اقتصاديين معروفين في الميدان الفلاحي. التّعليم المهني... تحدّي الدّورة من التحديات التي كسبت في التعليم المهني، فتح تخصص صيانة صناعية، الذي سيكون على مستوى معهد أرزيو، كون أنه يتواجد على مستوى قطب هام للصناعة البتروكيمائية خصوصا، مما سيسمح للمتربصين الاستفادة من تكوين داخل المؤسسات الصناعية. ويتوجه التعليم المهني على مستوى هذا المرفق التكويني استنادا لنفس المصدر إلى تلاميذ السنة الرابعة متوسط المنتقلين إلى السنة الأولى الثانوي وتلاميذ السنة الأولى ثانوي المعاد توجيهم، ويتيح للمعنيين الحصول على شهادتي التعليم المهني الدرجة الأولى (24 شهرا) والدرجة الثانية (18 شهرا) ثم التحضير إلى شهادة تقني سامي (16 شهرا)، وهذا بمجموع 3 فصول وخمس سنوات ونصف تكوين. يذكر أنّ معهد التعليم المهني لأرزيو ذو طابع جهوي، تصل طاقة استيعابه إلى 450 منصب بيداغوجي، إلا انه في هذه الدورة فتح 73 منصبا، فيما تصبو المديرية إلى زيادة عدد التلاميذ في التعليم المهني في حالة وجود رغبات لأولياء التلاميذ من أجل تحويل أبنائهم خلال هذه الفترة.
إقبال على البناء، الأنفوغرافيا والمعلوماتية وقد خصّصت مديرية التكوين المهني لوهران 8390 منصبا بيداغوجيا جديدا، خلال دورة سبتمبر 2016، منها 5831 منصب بيداغوجي للتكوينات المتوجة بالشهادة و2595 منصب بيداغوجي بالنسبة للتكوينات التأهيلية، كما أشير إليه. وعلى عكس المتعارف عليه، تعرف تخصصات البناء إقبالا كبيرا من قبل المتربصين، ارتفع إلى أربعة أضعاف في عام واحد، لا سيما منها شعبة متار محقق ودراسة الأسعار، إلى جانب وكالة أسفار في المجال السياحي على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني مرفال، وكذا تخصص مصمم معلوماتي في مجال الأنفوغرافيا وخيار قاعدة المعطيات والبيانات التابع لتخصص معلوماتية، والذي تم استحداثه السنة الماضية في المعد الوطني المتخصص في التكوين المهني الحمري. ويواصل مركز تنشيط التمهين ومجلس الشراكة الذي انعقد في 29 جانفي 2014 تحت رئاسة والي وهران جهودهما في مجال تنصيب الممتهنيين والبحث عن الشركاء، وذلك لتميزه بتنفيذ كل الإجراءات والنشاطات التي من شأنها دعم وتنشيط التمهين على مستوى الولاية، بعد عقد اتفاقيات شراكة مع مؤسسات عدة، على غرار رونو الجزائر، سيور للمياه والتطهير، وكل من مديرية البيئة، السياحة ومديرية التجهيزات العمرانية، التهيئة العمرانية وديوان الترقية والتسيير العقاري وغيرهم من الفاعلين الإقتصاديين والإجتماعيين. كما تدعّم القطاع ب 05 مراكز جديدة هي حاليا قيد الإنجاز على مستوى حي النجمة وسيدي البشير، اللذين تجاوزا نسبة إنجازاهما 80 % تليهم بوفاطيس 70 %، مرسى الحجاج 60 % وبلدية سيدي الشحمي 30 %، بالإضافة إلى معهدين على مستوى بطيوة وحي بلقايد بلغت نسبة أشغالهما 80 و40 %على التوالي، ليرتفع عدد المرافق التكوينية، التابع لقطاع التكوين والتعليم المهنيين بوهران أواخر 2017 إلى 31 مؤسسة، من بينها 6 معاهد متخصصة في التكوين زائد معهد التعليم المهني بأرزيو.