«الفيلم تكريم للمرأة ولنضال الشعب الجزائري» افتكاك أوسكار سيكون الثاني في تاريخ السينما الجزائرية.. هو حلم مشروع يراود فريق فيلم «البئر»، وعلى رأسهم مخرجه لطفي بوشوشي، ومن ورائه جمهور عريض من الجزائريين الذين يتوقون إلى إنجاز من هذا القبيل. ومن أجل جمع شمل هؤلاء بدأ بوشوشي في حملة ترويجية للفيلم، محاولا التغلب على عراقيل أهمها غياب الموّزع، وساعيا إلى خوض غمار الأوسكار بفيلم له جمهور داخل الوطن الأم. أكد بوشوشي أنه متيّقن من الجودة الفنية لفيلمه، وأن تظافر الجهود سيزيد من فرص النجاح القائمة. بدأ لطفي بوشوشي، مخرج فيلم «البئر» مرشح الجزائر لنيل جائزة الأوسكار للفيلم الناطق باللغة الأجنبية، حملة واسعة للتعريف بالفيلم داخل الوطن قبل الانتقال إلى الترويج له في الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا الفيلم الحائز إلى حد الآن على 10 جوائز في مهرجانات عالمية، والذي عُرض هذه الأيام بالعراق، ويشارك الأسبوع القادم بمالمو بالسويد، سيكون في مركز حملة طموحة، من أجل عرضه في ولايات الوطن ال48، من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المساندين والمعجبين به في الجزائر، قبل التوجه إلى الجمهور الأمريكي. كانت البداية، أول أمس، بقاعة محمد زينات برياض الفتح، أين عُرض «البئر» على الصحفيين والجمهور، قبل أن ينشط مخرجه لطفي بوشوشي لقاءً تميّز بكثير من الصراحة. سألت «الشعب» لطفي بوشوشي عن الهدف من هذه الحملة الترويجية التي يقوم بها من أجل فيلم «البئر»، فأجاب بأن هدفه الأول هو لمّ شمل الجزائريين حول الفيلم، خاصة وأن الأفلام المشاركة الأخرى يحظى بعضها بدعم لوبيهات ذكر منها مثلا اللوبي اللاتيني.. هذه اللوبيهات نشطة وتضع ثقلها وراء أفلام معينة من حيث كثافة العروض ورفع نسبة المشاهدة وإيجابية أو سلبية النقد، والتواجد في مختلف وسائل الإعلام، وهكذا فإن الاستثمار الحقيقي في عمليات الترويج للأفلام قد يزيد من فرص ترشيحها للمراحل المتقدمة من الأوسكار. أضاف بوشوشي أن وسيلة الأنترنت ستمكّن من وصول صدى مساندة الجزائريين لمرشحهم في الأوسكار إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن المبدأ الأساسي لهذه الحملة هو حشد الجزائريين وتعبئتهم وراء فيلم «البئر» وأن يكون لهذا الفيلم سند في بلده قبل أي بلاد أخرى، ولا يوجد سبب لكي لا يُشاهد الفيلم في موطنه، خصوصا وأنه «من الزاوية الفنية السينمائية فإن حظوظ «البئر» قائمة، ولكننا في حاجة إلى هذه المساندة الوطنية»، يقول بوشوشي. عرض الفيلم بأمريكا نوفمبر المقبل كما سألنا المخرج عمّا إذا كان الفيلم سيُعرض بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وأجاب بأن ذلك جزء من خطة العملية: «قد يتم عرضه مطلع شهر نوفمبر، لسنا متأكدين بعد ولكن يلزمنا الكثير من الإمكانيات.. لخضر حمينة تحدّث عمّا يفوق 500 ألف يورو.. ولكنني لست في مرحلة المال الآن، أنا حاليا جامعٌ وأسعى إلى أن ينخرط الناس ويحبوا الفيلم.. الأمر أشبه بالمونديال، الناس يتجمعون حول هذا المشروع الثقافي وكما قيل الجزائر في المونديال، لنقل هذه المرة الجزائر في الأوسكار». قال المخرج إن المرحلة الأولى هي إخراج الفيلم إلى القاعات عبر الولايات، وان المشكلة الأكبر هي عدم وجود موزع في الجزائر، ناهيك عن غياب الموزع العالمي الذي يدفع فريق الفيلم إلى تحمل أعباء العرض والنشر في المجلات المتخصصة.. «حينما يشاهد الناس الفيلم وينال إعجابهم، فسيساندونه بطريقة أفضل من مساندتهم له فقط لأنه جزائري، أريد أن يكون الجمهور متيقنا ومقتنعا بمساندته لنا». وأضاف بوشوشي أن طريقة المساندة هذه مختلفة من شخص إلى آخر، فمن كان لديه قريب في الولاياتالمتحدةالأمريكية يمكنه أن يرسل إليه رسالة إلكترونية خاصة وأن الجزائريين منتشرون في العالم أجمع. القرار الأخير بين يدي الناخبين شرح بوشوشي كيف سيتم الأمر لاختيار الأفلام المرشحة لنيل الأوسكار، حيث سيكون على الناخبين اختيار الأفلام وليس لجنة تحكيم، هؤلاء الناخبون يصل عددهم 500 ناخب، يختارون أفلاما من ضمن قائمة أولية تتكون من 90 إلى 95 فيلما، لتستخلص قائمة قصيرة تقارب 10 أفلام في شهر ديسمبر، ثم في منتصف شهر جانفي لا يبقى من القائمة القصيرة سوى 5 أفلام هي التي ترشح للأوسكار. «كلنا يقين من جودة الفيلم وطابعه الإنساني العالمي، ولسنا ذاهبين إلى الأوسكار لكي نطلب من الآخر فقط تشريفنا بمشاهدته.. كلنا فخر بهذا العمل السينمائي ولم لا نحدث المفاجأة؟». بالمقابل، أشار مخرج «البئر» إلى أن الناخبين يركزون كثيرا على الجوانب الفنية، وأنهم على سبيل المثال يحبذون الأفلام التي يكون فيها إبداع الممثلين حاضرا حتى وإن كان الإخراج متوسطا، فيما تكون الحظوظ أقل إذا كان إخراج الفيلم جيدا مع أداء متوسط للممثلين. من جهة أخرى قال بوشوشي، إن فيلمه تكريم للمرأة ولكنه أيضا تكريم للشعب الجزائري في نضاله ضد الاستعمار ومن خلاله كل الشعوب المضطهدة، ومن بين المواضيع التي يعالجها حرب المياه التي هي من التحديات المعاصرة، إلى جانب الأطفال وتورطهم في حروب الكبار.. «هنالك العديد من القضايا الحاضرة في هذا الفيلم، وهو ما يصنع عالميته.. الأهم بالنسبة لنا كان الخروج من الأفلام التي تصوّر البطل على أنه لا يُقهر ولا يُقضى عليه.. لقد سبق لي أن قلت بأنني لو أنجزت فيلما عن بن مهيدي، هذا البطل الكبير في الثورة الجزائرية، لجعلته يبكي ثلاث مرات في الفيلم، لأنني متيقن بأن الأجمل سيكون إظهار صورته كإنسان وليس كبطل خارق.. السينما بالنسبة لي هي أحاسيس ومشاعر: يجب أن نبكي، أو أن نضحك، المهم أن تكون المشاعر حاضرة».