كشف لطفي بوشوشي مخرج الفيلم الروائي الطويل "البئر" ل "المساء"، أن قرار اختيار اللجنة الجزائرية ليكون عمله السينمائي ممثلا للجزائر ومنافسا في جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي، شرفٌ له، وجميل أن يشارك في أهم منافسة سينمائية في العالم، مشيرا إلى أن "المعركة" بدأت الآن في ترويج أوسع للفيلم والاشتغال حتى يستوفي معظم شروط القبول في الترشيحات. وأكد بوشوشي أنه رغم صعوبة المنافسة؛ ذلك أنه تم اختيار أكثر من 300 فيلم جيد من مختلف الدول، فإنه يمكن رفع سقف الحظوظ إذا ما تحركت الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الثقافة وكذا تطوع ممولين من رجال أعمال وأصحاب مؤسسات اقتصادية لدعم الفيلم، والقيام بعدة عروض حول العالم، والتأكيد على عرضين في أهم مدينتين أمريكيتين، هما لوس أنجلس ونيويورك. وقال لطفي بوشوشي إنه (البئر) لم يعد فيلمه لوحده، وبات يمثل الجزائر في أهم محفل سينمائي عالمي، وأنه على الجميع من وزارة واقتصاديين، الوقوف إلى جانب هذا العمل خلال الشهرين القادمين. ونقلت وسائل إعلامية عربية أن فرص "البئر" ضئيلة مقارنة بعدد من الأفلام العربية. وأعازت ذلك إلى عدم مشاركته في مهرجاني كان وبرلين، لكن المخرج لطفي بوشوشي أكد أن هذه المعلومة غير دقيقة، ففيلم لخضر حامينة الذي تحصّل على السعفة الذهبية في مهرجان كان 1975، لم يتم ترشيحه لجوائز الأوسكار. ونال فيلم "البئر" (إنتاج 2015-وزارة الثقافة)، عشر جوائز، أربعة منها جوائز كبرى، وجائزتان لأفضل سيناريو، وأخريان لأحسن ممثلة، عادت لنادية قاسي، وجائزتان لأفضل إخراج. وبهذا الشأن قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: "رسميا، أقرّت لجنة انتقاء الفيلم الذي يمثل السينما الجزائرية في مسابقة جوائز الأوسكار برئاسة المخرج العالمي محمد الأخضر حامينا، فيلم "البئر" الذي أخرجه لطفي بوشوشي وأنتجته وزارة الثقافة، علما أن "البئر" نال عددا من الجوائز الكبرى في الإسكندرية وعمان والمغرب وغيرها.. وهو فيلم جدير بتمثيل الجزائر والسينما العربية والإفريقية". ويقدّم الفيلم مأساة قرية عانت العطش من جهة، والخوف من تصفية المحتل الفرنسي لكل من أراد التوجه لجلب الماء من جهة أخرى، وهي المقاربة التي أراد المخرج إسقاطها حول أحداث أثقلت كاهل الشعب الجزائري لنيل حريته، وكيف جابه الموت بعد أن انتهت جميع الحلول، فكان له النصر الذي لم يكن مجانيا، بل خلّف العديد من الضحايا. ويروي فيلم "البئر" في 100 دقيقة، قصة مجموعة جنود من الجيش الفرنسي حاصروا قرية اشتُبه في وجود مجاهدين بها قاموا بقتل قيادات من الجيش المحتل، ليجد القرويون أنفسهم بين موتين؛ إما الموت عطشا بسبب القحط الذي ضرب المنطقة، أو الموت برصاص الجنود إن حاولوا الخروج من حدود القرية، و"بلغت القلوب الحناجر" ولم يجد القرويون سبيلا لبر الأمان سوى التضحية، فالموت منتظرهم لا محالة. الجنود الفرنسيون بقوا متربصين بهم، وسبق أن قتلوا "أم إبراهيم» عندما خرجت تبحث عن ابنها. وسلط المخرج الضوء على الجانب اللاإنساني للعدو، عندما أرادت الأم "فريحة" إرسال ابنها "منصور" حتى يتحدث مع الجنود وإفهامهم بأن القرية لا تحوي مجاهدين، وأنهم يريدون الماء فقط، اعتقدت أن المحتل هم بشر يحملون شيئا من الإنسانية ولو إزاء الأطفال، لكن الولد عاد بعد أن ضرب الجنود الرصاص عشوائيا على سبيل التخويف والتهديد.