تطالعنا الصحف الوطنية في الجزائر بعدة اخبار منها من تركز على كامل الاشارة ومنها من تعمل جاهدة على استغلال العامل الأمني، وبطبيعة الحال الغرض من ذلك لكليهما هو توصل كل جريدة لتحقيق أكبر عدد من المبيعات. أغلب الجرائد الموجودة في السوق وبالاضافة الى الاشهار الذي تعتمد عليه لضمان وضعية مالية مريحة، تسعى لاستغلال ما يمكن استغلاله من الأحداث وابرازها في الصفحات الاولى لضمان أكبر عدد ممكن من القراء. والملاحظ أن كل الجرائد تركز على الأحداث الوطنية وبالتحديد السياسية منها والاقتصادية. وعلى سبيل المثال نجد أن قانون المالية قد أسال الكثير من الحبر، لما احتواه من اجراءات جديدة منها الغاء القروض لاقتناء السيارات، وبالمقابل تشجيع القروض للحصول على سكن وهو موضوع يشكل اهتمام أغلب المواطنين. ماعدا الاحداث الكبرى السياسية والاقتصادية نجد أن القضايا المحلية قليل جدا أو نادرا ما نراها تتصدر الصفحات الاولى من الجرائد، بينما من المفروض أن يفتتح لها صدر الصحف الوطنية أو على الاقل الإشارة اليها في الصفحة الأولى، نظرا لكونها تحمل هموم وانشغالات المواطن في كل الولايات، حتى في القرى النائية والمداشر، حيث ما تزال هذه الأجهزة تفتقر لمتطلبات الحياة من ايصال للماء الشروب والغاز الطبيعي. وبناء المدارس بالاضافة الى نقص المشاريع الاستثمارية التي من شأنها أن تساهم في امتصاص البطالة الخانقة التي يعاني منها الشباب هناك الذين يمثلون أغلب سكان الأرياف. وهنا يكمن دور الصحف التي ينتظر منها أن تساهم بالقدر الكافي في نقل بكل موضوعية وبدون مزايدات ولا مساومات هموم الشباب في الأرياف والمداشر، وفي جميع المناطق بحثا عن حلول فورية وجادة للمشاكل التي يعانون منها. ولكن لماذا نجد أن القضايا المحلية لا تأخذ حقها من الاهتمام في الجرائد الوطنية ماعدا المسائل الأمنية التي تحدث في بعض الولايات. ويرى البعض أن للمراسلين دور كبير في ذلك لأنهم هم الذين ينقلون ما يحدث في الأماكن المتواجدين فيها، ولكن ما يحدث أنهم يركزون على العامل الأمني، وكأنه لا يهم القراء سوى في أن السكان في جميع المناطق وفي الولايات ال 48 يتطلعون الى الغد المشرق، وهم ينتظرون متى يرفع عنهم الغبن، وتقام مشاريع تنموية خلاقة للثروة ومناصب شغل، وبالتالي يتعين على المراسل الصحفي أن يقوم بدوره كالمرآة العاكسة للمشاكل والانشغالات لسكان المنطقة التي يتواجدون بها. وهنا نفتح قوس لنتحدث عن علاقة المراسل بالسلطات المحلية، وهل تساهم هذه الأجهزة في تذليل الصعوبات أمامه ليقوم بمهمته على أحسن وجه. وفي نفس الإطار نذكر بأن عدد الاذاعات المحلية قد بلغ 43 اذاعة، حيث يتوقع أن يصل عددها الى 48 اذاعة محلية نهاية السنة الجارية.