مهمتنا توفير المادة الخام للباحثين أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن كتابة التاريخ وصلت إلى درجة جد مشجعة وأن هناك صحوة لكتابة الذاكرة الوطنية، قائلا أن مسؤولية القطاع هو توفير المادة الخام للمؤرخين للتصرف فيها، مشيرا فيما يتعلق بمسألة استرجاع الجماجم إلى أنه تم تكليف السفير الجزائري لإعادة بعث المفاوضات والوصول لحل يرضي الطرفين. أوضح زيتوني على هامش اليوم الدراسي حول الدبلوماسية الجزائرية الذي نظم أمس بمجلس الأمة، أن القطاع لا يكتب التاريخ بل يوفر المادة الخام المتواجدة عبر 44 متحف ومركز دراسات في البحث وثورة الفاتح نوفمبر 1954 للباحثين والمؤرخين، وهذا في رده عن سؤال حول مدى استعداد الدولة لفتح ملف التصفيات إبان الثورة، مضيفا أن من قام بحرب التحرير لم يكونوا ملائكة لكنهم أخرجوا المحتل من بلادنا. وفي سؤال آخر قال وزير المجاهدين، أن البطاقية الاجتماعية والاعتراف الموحدة والمزودة بإعلام آلي جاهزة، مضيفا بالنسبة لملف الجماجم أنه تم تكليف السفير الجزائري لإعادة بعث المفاوضات وأن الجزائر مصممة على الوصول إلى حل يرضي الطرفين رغم عدم جدية الفرنسيين. من جهته أوضح المجاهد وعضو مجلس الأمة صالح قوجيل، أن فتح ملف التصفيات إبان الثورة، ليست مسؤولية الدولة الجزائرية بل هي مسألة المؤرخين والمجاهدين بشهاداتهم، مع القيام بمقارنة بين الشهادة الحية المعاشة وما بين كتابة التاريخ، لأنه حين نتكلم عن حدث يجب أن نذكر أسبابه وفي نفس الوقت ما هي انعكاساته السلبية والإيجابية. وعن التغيير الذي وقع في قيادة حزب الآفلان، قال أن هذه الأخيرة هي جبهة أول نوفمبر والشهداء وبرنامج للحاضر والمستقبل وليس ملكا لشخص، داعيا إلى رفع المستوى كي نجد الطريق الصحيح لحل النزاعات الموجودة. وبالمقابل، أكد أن الدبلوماسية الجزائرية كانت ثابتة في المنهج والموقف المستمد من بيان الفاتح نوفمبر 1954، بحكم استقلالية القرار السياسي رغم الفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر، قائلا أن الدبلوماسية الجزائرية هي مكسب للشعب، وافتخار لنا. وفي تدخل للأستاذ الجامعي خالد عبد الوهاب، قال أن قراءة التاريخ تضيف لقارئه عمرا ثانيا، من خلال استخلاص العبر والقيم وبالتالي تحضير العدة واستشراف المستقبل، وحسبه أن سبل امتلاك الوعي التاريخي يكون من خلال الاحتفاء بمناقب الأبطال وتراثهم النضالي الزاخر بالتضحيات، مع الاغتراف من قيمهم وأخلاقهم، مبرزا أهمية الوقوف عند بيان أول نوفمبر 1954 ومؤتمر الصومام من خلال استنطاق القيم الإنسانية والوحدة الوطنية والدبلوماسية التي تضمنتها، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية استعادت للشعب الجزائري بوصلته السياسية وهويته ووجوده. داعيا للابتعاد عن البعد المادي والانتقال إلى استخدام الطرق العلمية والتحلي بالنزاهة، قائلا أننا بأمس الحاجة إلى تلك القيم التي تحلى بها أجدادنا في الوقت الراهن لمجابهة التحديات الراهنة، والمقبلة وضرورة أن تتجاوز مختلف الأطياف السياسية خلافاتهم لضمان المصلحة العليا للبلاد، مع غرس قيم أول نوفمبر 1954 النبيلة في الجيل الصاعد الفاقد لتاريخه، من خلال إدراجها في المنظومة التربوية. نفس الأمر أكده الدكتور يوسف حميطوش، قائلا أن الدبلوماسية الجزائرية مرتبطة بنضال الحركة الوطنية من أمثال مسعود أيت شعلال وعبد السلام بلعيد، مضيفا أن مؤتمر الصومام شدد على العمل الدبلوماسي والإعلامي، كما أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لعبت دورا في إيصال القضية الجزائرية للمحافل الدولية بفضل الحنكة السياسية لأعضائها.