اعتبر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، المثقف والمفكر الجزائري في الانتربولوجيا والأديان الأستاذ مالك شبل من الكفاءات العلمية المتخصصة في شؤون الإسلام والديانات المقارنة، ويعرف باطلاعه الواسع في قضايا الدين المعقدة، واستطاع على مدار أكثر من ثلاثة عقود أن يقدم للقارئ العربي والغربي على حد سواء برؤية أكثر جرأة وحداثة قراءة مختلفة عما كان سائدا، واستطاع بمعرفته الواسعة خاصة في الجانب الديني أن يدافع عن الإسلام بطريقة علمية وموضوعية بعيدة عن الراديكالية والتطرف، مما أكسبه احتراما كبيرا في الأوساط الثقافية والفكرية بفرنسا وفي العالم، ويعد شبل أول من أدخل مفهوم «إسلام التنوير» ضمن أدبيات الإعلام الفكري والديني في الغرب، وذلك من خلال تحاليله المميزة ومحاضرته التي ألقاها عبر العالم، فوقف في وجه كل من حاول تشويه الدين أو استعماله لأغراض سياسية مدمرة. إن عالم المعرفة والفكر سيشهد له بمساهمته الثمينة في التفكير حول الإسلام والحداثة، واعتباره واحدا من المفكرين الذين كرسوا جهودهم في كيفية إقامة جسور تواصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. كان الراحل دائم التردد على وطنه ومسقط رأسه، مؤمنا بجزائريته حتى النخاع، معزيا في الأخير الأسرة الثقافية وعائلة الفقيد.