ضرورة إعادة النظر في الوضع قبل فوات الأوان عبّرت المدربة السابقة للفريق الوطني لكرة اليد إناث جميلة نايلي، في حوار خاص ل «الشعب»، عن أسفها الكبير للوضع الذي آلت إليه اللعبة في السنوات الأخيرة وانعكس بشكل مباشر على نتائج المجموعة خلال البطولة الإفريقية التي تتواصل وقائعها بأنغولا وحملت المسيرين على مستوى الاتحادية المسؤولية ونادت بضرورة تغيير وعودة أبناء كرة اليد حتى تتحسن الأمور في المستقبل. «الشعب»: تعليقكِ على النتائج التي تحصل عليها الفريق الوطني خلال المنافسة الإفريقية؟ «نايلي»: بكل صراحة كنا ننتظر إخفاق الفريق الوطني، لأنه لم يكن هناك عمل منذ بطولة إفريقيا التي احتضنتها الجزائر سنة 2014 وانتظر القائمون على كرة اليد الجزائرية حتى بقي شهران فقط عن انطلاق الطبعة 22 التي تجري حاليا بأنغولا وقاموا باستدعاء اللاعبات للتحضيرات الخاصة بالموعد وهذا غير كاف لضمان استعداد كاف لمنافسة في المستوى العالي. لهذا فإنه لا توجد مفاجآت إلى حد الآن ولهذا يجب أن تكون نظرة شاملة للوضع. كيف تصفين هذا التراجع من ناحية المستوى في كرة اليد؟ التراجع الذي نجده لدى الفريق الوطني خلال البطولة الإفريقية، جاء نتيجة غياب التحضيرات والإهمال الذي طاله لفترة طويلة، إضافة إلى تعيين مدرب لا يعرف اللاعبات وليست لديه فكرة عن إمكاناتهن وهذا ما يعني أنه لن يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية خلال المنافسة، لأن الأمور ليست بالسهولة التي يراها البعض. وفي نفس الوقت، لا نستطيع تقديم اللوم للاعبات، لأنهن قدمن كل ما عليهن وأكثر خلال المباريات اللائي خضنها لحد الآن كان من الممكن يكون العكس لو تغيرت المعطيات. ما هي المعطيات التي تساعدنا على النجاح في مثل هذا المستوى؟ لو كان هناك استقرار ومتابعة للفريق الذي حقق نتائج جيدة خلال طبعة الجزائر عام 2014، لأنه كان يتكون من لاعبات تملكن الخبرة والتجربة وهذا ما سيسمح لهن بتقديم الإضافة اللازمة للمجموعة رفقة بعض الوجوه الجديدة اللاتي تملك الإرادة والعزيمة لتشريف الألوان الوطنية، على غرار نجاح سولي، سعاد حسناوي وإيزم لمياء وهذه الأخيرة لديها إمكانات كبيرة، رغم تقدمها في السن، إلا أن تواجدها كان سيكون له تأثير إيجابي على المجموعة داخل وخارج البساط، لكن الأمور كانت عكس ذلك وقرر المسيرون تغيير الفريق بنسبة شبه كلية، إضافة إلى غياب العمل خلال التحضيرات جعل الفريق يفشل في تحقيق نتائج إيجابية في المنافسة القارية. من المسؤول عمّا يحدث لكرة اليد الجزائرية؟ المسؤول المباشر عما يحدث لكرة اليد الجزائرية هم القائمون على الاتحادية الجزائرية، لأن ليست لهم أدنى علاقة بهذه اللعبة، خاصة النسوية. ودائما أصف الوضع داخل هذه الهيئة بالمرض الكبير الذي طال كرة اليد وستبقى الأمور على حالها إذا لم يكن هناك تغيير. لهذا أتمنى أن تأتي الانتخابات القادمة بالجديد، من خلال عودة أهل هذه الرياضة لأماكنهم وبداية العمل لإعادتها إلى المستوى الحقيقي، مثلما كانت عليه خلال العصر الذهبي، لأننا نملك الإمكانات البشرية ويبقى فقط وضع استراتيجية محكمة وبرنامج تحضيري جيد يليق بالفرق الوطنية حتى نتمكن من المنافسة على الساحة الإفريقية ونتأهل لبطولة العالم وهناك نقاط أخرى مهمة. ما هي هذه النقاط؟ في السابق كنا نشارك في كل المنافسات الإفريقية لدى الفئات الشبانية، لأنها خزان الفريق الأول وهذا ما عملنا عليه سنة 2011، حيث قمنا بتأسيس فريق «أ» وفريق«ب»، الأول يتنافس على المستوى العالي والثاني من أجل تحضيره للبطولة التي تجري حاليا، إلا أن المسؤولين الذين أشرفوا على الاتحادية منذ سنة 2013 أنهوا كل ذلك ووصل الأمر إلى عدم مشاركتنا في البطولة الإفريقية لأقل من 20 سنة، ما جعلنا نتأخر كثيرا، بالمقارنة مع الفرق الإفريقية الأخرى. ومن أجل النجاح يجب أن تكون استمرارية، استقرار، عمل متواصل ومتكامل واستراتيجية وفقا لبرنامج تحضيري قوي ومن هنا بإمكاننا الحديث عن تحقيق نتائج إيجابية في المنافسات الدولية. هل بالإمكان تحقيق نتائج إيجابية بالفريق الحالي؟ بالطبع، بإمكاننا تحقيق نتائج إيجابية، لأن اللاعبات الحاليات صغيرات في السن وإذا كانت هناك متابعة ووفرت لهن كل الظروف أكيد أنهن سينجحن على المدى البعيد، مثلما تفعل تونس التي غيّرت التشكيلة بنسبة كبيرة، إلا أنها نجحت بالعمل. أما إذا استمر الوضع على هذه الحال، لا نستطيع أن ننتقد اللاعبات، لأنهن كبش فداء لا أكثر وعلى المسؤولين تحمل المسؤولية. لكن أتمنى أن يكون تغيير شامل في الانتخابات القادمة حتى تتحسن الأمور وهذا هو الحل الأنسب. عدا ذلك لا نستطيع أن نكلم على عودة كرة اليد الجزائرية إلى الواجهة، لأن الأشخاص الموجودين غير أكفاء.