100 بروتوكول اتفاق والطاقة والزراعة في الصدارة توج المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، بتوقيع أزيد من 100 اتفاقية شراكة بين المتعاملين الاقتصاديين. وأكد المشاركون في اليوم الأخير من الأشغال، نجاح المبادرة ودور الجزائر في تحقيق التنمية الشاملة وقيادتها لقاطرة الاستقلال الاقتصادي، مثلما فعلت مع الاستقلال السياسي لإفريقيا. بعد ثلاثة أيام من النقاش والورشات واللقاءات الثنائية والمتعددة وإبرام اتفاقيات الشراكة، أسدل الستار، أمس، على أكبر حدث اقتصادي تنظمه الجزائر حول «الاستثمار في إفريقيا الذي كان وبإجماع المشاركين ناجحا إلى أبعد الحدود». وأجمع رجال أعمال أفارقة خلال ندوة صحفية، نظمتها وزارة الخارجية بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، تعليقا على تنظيم منتدى بهذا الحجم من الناحية الشكلية «عليكم أن تفتخروا بنجاحكم في تنظيم ملتقى اقتصادي حضره أزيد من 3 آلاف مشارك، لقد استطعتم فعل ذلك في ظرف شهر من التحضير وهذا يدل على تنظيم مبادرات أكثر حجما في مختلف بلدان إفريقيا وليس ببلدكم فقط». ثناء الأفارقة على الجزائر لم يكن نابعا من مجاملة لدولة لديها مكانة خاصة في قلب القارة نظير ما قدمته لحركات التحرر وعلى مستوى المواقف الدبلوماسية والتضامنية، بل ترحيبا بتوجهها الاقتصادي الجديد وتأدية دور طبيعي طال انتظاره، بحسب هؤلاء، ما يعني أن للجزائر مكانة خاصة وقيمة لا يمكن لأحد أن يعوضها أو ينافسها. في السياق، قال المدير العام للبنك العمومي الموريتاني، «المنتدى ناجح على جميع الأصعدة وقد شكلنا مناسبة لتوقيع عديد الاتفاقيات مع مؤسسات جزائرية في مجال الصيد البحري، الزراعة، الأشغال العمومية وخاصة الطاقة»، موضحا أنه تم توقيع اتفاق لزراعة أكثر من 3 هكتارات بموريتانيا والاستفادة من الخبرة الفلاحية للجزائر. وتابع: «الأفارقة بحاجة ماسّة للجزائر ونحن سعداء جدا برؤيتها تنفتح اليوم على عالم الأعمال، وسنقوم باستغلال جميع الفرص المتاحة أمامنا». من جانبه أكد رئيس الغرفة التشادية للتجارة والصناعة، أمير دو مارتير، أن بلاده «من أكبر المستفيدين من الشراكة القارية التي تريدها الجزائر اليوم، وبفضلها سنتخلص من عزلة خانقة». وقال إن الطريق العابر للصحراء، سيقلص مدة وصول الحاويات من وإلى بلاده إلى النصف، لكونها في الظرف الراهن من أكثر بلدان إفريقيا عزلة وتبعد عن أقرب ميناء لها ب1300 كلم، «ومع انفتاحنا على الجزائر نستطيع تحقيق تنمية جهوية رائدة، كما ستفتح بلادنا أمام استثمارات عديدة للمستثمرين الجزائريين. ودعت سيدة أعمال من مالي، إلى ضرورة مواصلة العمل لتنفيذ كل ما جرى خلال المنتدى وعدم التوقف عند الاتصالات الأولية التي أجريت خلال الأشغال. وقالت بدورها رئيسة الصناعة والمناجم لجنوب إفريقيا، إن «القارة بحاجة إلى الجزائر لبلوغ الاستقلال الاقتصادي، مثلما ساعدتها للتحرر والتخلص من الاستعمار». حداد يشيد بجهود رئيس الجمهورية تولى رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، مهمة اختتام المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، باعتباره لقاء يخص بالدرجة الأولى المتعاملين الاقتصاديين، ويدخل ضمن توجهات الدبلوماسية الاقتصادية للجزائر. وتوجه حداد خلال كلمة الختام، بشكر خالص لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وطلب من الحضور الوقوف والتصفيق له مطولا، عرفانا برعايته السامية لحدث ضخم ومرافقته ودعمه للمؤسسات الجزائرية في سعيها لوضع موطئ قدم خارج الحدود الوطنية. وأضاف، «كل نشاطاتنا تدخل في الاستراتيجية الخلاقة التي أعدها الرئيس، وبفضله اليوم اجتمعنا في هذا الصرح المعماري الذي سيحتضن لقاءات تاريخية لبلادنا وللعالم». واعتذر حداد عدة مرات، عن «الخطإ البروتوكولي» الذي وقع في حفل الافتتاح، قائلا: «عندما نخطئ فنحن نتعلّم ونتحمّل مسؤولية أخطائنا»، ليتوجه بعدها «بالشكر الخاص إلى الحكومة التي رافقت المنتدى من حيث التحضير والإعداد والمرافقة». وقال حداد، إن علاقة منتدى رؤساء المؤسسات بالحكومة ممتازة. وأوضح أن تعذر حضور وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب فعاليات الاختتام لأسباب صحية، مشيرا إلى متابعة دائمة للأشغال من قبل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. وأردف، أن المنتدى حقق نجاحا باهرا وتوج بتوقيع أزيد من 100 بروتوكول اتفاق وحضره حوالي 3 آلاف و500 مدعو، وكلف ميزانية ناهزت 600 مليون دينار وساهمت في تمويله عدة مؤسسات اقتصادية. وكشف عن إنشاء لجنة خاصة ستتولى رفع كافة المقترحات للحكومة والسهر على تنفيذ القرارات المتخذة، مفيدا بزيارة رجال أعمال جزائريين إلى مختلف بلدان القارة خلال الأسابيع المقبلة لاستكمال العمل الذي بدأوه بالجزائر. ولفت حداد إلى طلب منتدى رؤساء المؤسسات من الحكومة المساعدة في تجاوز العراقيل اللوجيستية لاقتحام القارة من أوسع الأبواب، على غرار النقل الجوي، المؤسسات البنكية والاتصالات. وأفاد بتقديم حصيلة العمل المنجز في المنتدى لوسائل الإعلام في وقت قريب، مشيرا إلى العمل على تنظيم مبادرة ضخمة مماثلة خلال سنتين، وكذا التحضير لإطلاق منتدى إفريقي لرجال الأعمال، يعنى به جميع المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة. من جانبه، قال رئيس الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة العيد بن عمر، إن المنتدى سمح للمستثمرين الجزائريين من اكتشاف عديد البلدان الإفريقية ومجالات الاستثمار بها، مشيرا إلى أن الجزائر «تقوم بغرس بذور ستجني ثمارها لاحقا». وشدد عدد من رجال الأعمال الأفارقةو على أهمية جعل المبادرة تقليدا سنويا، يحتضن أصحاب المال والأعمال لتقييم ما تم بلوغه والتخطيط لمشاريع مستقبلية تخدم القارة.