حقق المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال مباشرة عقب انطلاقه خطوات إيجابية نحو تفعيل الشراكة والتعاون بين دول القارة السمراء.. وبعيدا عن كل ما يقال في الكواليس حول فوضى التنظيم والهفوات البروتوكولية التي أريد استغلالها للتشويش على مجريات اللقاء الذي - ورغم كل شيء - حافظ على هدفه وتمسك ببعده الرامي في الأساس إلى خلق حركية اقتصادية إفريقية، إلا أن الوفود المشاركة سواء القادمة من دول إفريقيا أوالجزائرية، خرجت عن اللقاءات والندوات الرسمية واستغلت فرصة اللقاء لإبرام عقود تفاهم واتفاقيات استراتيجية وأخرى إنسانية تعكس الروح الجزائرية المبنية على التآخي والتآزر والتعاون خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها العديد من دول الجوار والقارة عموما. شهدت أشغال اليوم الثاني من المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال الذي تجري وقائعه بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، بحضور زهاء 2000 رجل أعمال ورئيس مؤسسة، التوقيع على عديد العقود وبروتوكولات اتفاق بين متعاملين خواص جزائريين ونظرائهم من دول إفريقيا، بالإضافة إلى شركات عمومية كبيرة وقعت عقود استثمار استراتيجية. من جهته، وفي خطوة إنسانية، كسر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات حاجز اللاأمن الذي تعرفه الجارة الشقيقة ليبيا من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين الآفسيو والإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة بدولة ليبيا وكذا مجلس أصحاب الأعمال الليبيين. «الآفسيو» يدعّم الليبيين بصادرات بأسعار تنافسية وقع رئيس منتدى رؤساء المؤسسات السيد علي حداد أمس، على مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين المتعاملين الجزائريين والليبيين في خطوة ترمي إلى تشجيع التعاون بين البلدين، الإتفاق الذي جرى بحضور سفير ليبيا بالجزائر وأعضاء من الآفسيو، يقضي بتشجيع وتقوية وتوسيع التعاون التجاري والصناعي وعلاقات أصحاب الأعمال والشركات والمؤسسات العالمية بالقطاع الخاص في كل من ليبيا والجزائر وذلك وفقا للقوانين السارية المفعول في كلا البلدين. ويسعى الطرفان من خلال الاتفاقية إلى تسهيل وتنفيذ كافة الوسائل التي تدعم التعاون التجاري والصناعي والزراعي بين أصحاب الأعمال وشركات القطاع الخاص هو تمكن الاتفاقية الأطراف الموقعة من تبادل المعلومات الاقتصادية والتجارية والتشريعات والمطبوعات التعريفية التي تعنى بشؤون التجارة والصناعة والزراعة لتطوير التعاون والرفع من المبادلات.. وعبّر رئيس الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة بدولة ليبيا السيد محمد عبد الكريم الرعيض بالاتفاق المبرم مع أرباب العمل، واصفا إياه بالخطوة الممتازة لضمان استمرار التعاون بين البلدين. المسؤول عبّر عن ثقته في قوة الجزائر وفي إمكانياتها في مجال الصناعة والمقاولاية والخدمات، مضيفا أن الاتفاق بمثابة انطلاقة جديدة للتعاون والشراكة بين رجال الأعمال الليبيين والجزائريين. كما أثنى على مجريات الملتقى الذي شكل فرصة لمتعاملين ليبيين لربط علاقات مع نظرائهم من الجزائر وباقي دول القارة.. من جانبه، قال حداد إن الاتفاق سيسمح بتطوير الشراكة بين البلدين، مشيرا إلى أن «الجزائر لا يمكنها التخلي عن الليبيين، ورجال الأعمال الجزائريين جاهزون لمساعدة نظرائهم الليبيين ومنه الاقتصاد الليبي، مؤكدا إمكانية التصدير إلى ليبيا بأسعار منخفضة على أوروبا وأمريكا. قمة لأكبر 20 مقاولا دوليا بالجزائر نهاية 2017 من جهة أخرى، وقع منتدى رؤساء المؤسسات أمس، اتفاق تعاون مع مجموعة العشرين للمقاولين، تقضي بتكثيف التعاون بين كبار المقاولين العالميين ونظرائهم الأفارقة وبشكل أخص الجزائريين، التوقيع الذي تم على هامش أشغال المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال بالمركز الدولي للمؤتمرات تقرر خلاله الاستعداد والتحضير لعقد قمّة للمجموعة بإفريقيا وتحديدا بالجزائر، تجمع أكبر المقاولين الأفارقة على طاولة نقاش موحدة حدد لها تاريخ نهاية السداسي الثاني من 2017 موعدا لعقده. وحسب رئيس مجموعة ال20 للمقاولين الدوليين السيد غريغوار سنتيل هيسن، فإن قمة إفريقيا سمحت بتشكيل صورة عن الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الجزائر من خلال مؤسساتها المقاولاتية، علما أن G 20 للمقاولين، هي منظمة دولية تضم أزيد من 1500 مؤسسة كبرى ناشطة بالعالم. ويهدف لقاء إفريقيا G 20 إلى التأكيد على أن المقاولين الأفارقة هم محرك القارة ومستقبلها وسيكونون بلا شك في قلب ثالث ثورة صناعية ستشهدها القارة. مجمع سونلغاز يستثمر في مالي والسودان وقعت شركة التركيب الصناعي «التركيب» التابعة لمجمع سونلغاز أمس، على اتفاق شراكة استراتيجية مع مجموعة السالمة السودانية في مجال الطاقات المتجددة والري. ويتعلق الاتفاق بإنشاء في مرحلة أولى محطة كهربائية شمسية بقدرة 4 ميغاواط لتزويد محاور الرش وآبار السقي الموجهة لإنتاج أعلاف الماشية بالسودان. وتبلغ قيمة الاستثمار 5ر2 مليون دولار. وبموجب هذا الاتفاق، ستقوم شركة «التركيب» خلال مرحلة أولى بإجراء الدراسات الهندسية وأعمال الإنجاز الخاصة بهذه المحطة.. التوقيع على الاتفاق جرى على هامش المنتدى الإفريقي للإستثمار والأعمال بحضور وزير الطاقة السيد بوطرفة نورالدين والرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز مصطفى قيتوني، علما أنه، وبموجب الاتفاق، سيتم إرسال أكثر من 50 تقنيا ومهندسا جزائريا من مجمع سونلغاز لتأطير إنجاز المشروع وتكوين الإطارات السودانية لفترة تزيد عن الستة أشهر. وينتظر الشروع في أشغال الإنجاز بعد شهر من الآن على أن يتم تسليم المشروع بعد خمسة أشهر. وحسب الشروحات المقدمة، فسيتم في إطار الاتفاق، إنجاز محطة كهربائية تشتغل بالغاز الطبيعي بقدرة 480 ميغاواط في منطقة الفولة الفلاحية بالجنوب السوداني من طرف ذات الشركة التابعة لمجمع سونلغاز، إلى جانب إنشاء نحو 500 محطة مصغرة لتزويد الآبار ومحاور الرش بالطاقة الكهربائية الشمسية خلال سنة 2017. الرئيس المدير العام لسونلغاز أكد في تصريح ل»المساء» أن هذه الشراكة تمثل أول عملية لتصدير نشاطات سونلغاز في مجال الدراسات والإنجاز خارج التراب الوطني، مضيفا أن إطارات المجمع «اكتسبوا خبرة معتبرة في هذا المجال»، مضيفا أنه من المتوقع أن تباشر سونلغاز عمليات مماثلة في مالي تخص مشاريع للكهرباء الريفية إضافة إلى بلدان إفريقية أخرى. 150 رجل أعمال جنوب إفريقي لاستكشاف السوق الجزائرية كشف رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد العيد بن عمر عن تواجد 150 رجل أعمال من جنوب إفريقيا بالجزائر لبحث واستكشاف فرص التعاون والشراكة. المتحدث قال إن الجزائر فاعل سياسي هام بإفريقيا، وهي تعمل اليوم على الجانب الاقتصادي، وهو ما يترجمه التواجد الكبير للمتعاملين الأفارقة، منهم وفد هام من جنوب إفريقيا استغلوا فرصة الندوة لاستكشاف السوق الجزائرية التي يسعون إلى جعلها محطة استراتيجية لنشاطاتهم التجارية. الوفد يتحرك وفق نظرة استراتيجية لا تقتصر على البيع والشراء، بل التكامل والتشارك الذي يسمح بتطوير الإنتاج بشكل جماعي. المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال يحاول يقول بن عمر- تسليط الضوء على قوة وضعف كل جانب والعمل على تكاملها، مبرزا أن سوق السيارات بالجزائر مثلا بدأ يتشكل وهناك دول إفريقية شرعت في بناء سوق للمناولة خاصة بالسيارات، وعلينا -يقول - الاستفادة منها لتسريع نمو سوق السيارات بالجزائر. ويحظى تواجد الوفد جنوب إفريقي بأهمية بالغة خاصة وأن رحلتهم إلى الجزائر كانت مبرمجة من قبل، ومن هذا المنطلق، تمت برمجة طائرة خاصة جاءت من جنوب إفريقيا تضم كبار المتعاملين في مجال المناجم والفلاحة والصناعة الغذائية والطاقة وتكنولوجيات الاتصال وكذا الصناعة الصيدلانية، ومن المنتظر في الساعات القادمة التوقيع على اتفاقات في قطاعات استراتيجية هامة. فادركو يحقق 12 اتفاقية واتصال فعلي كشف المدير العام لمجمع فادركو المتخصص في المنتجات القطنية والصحية، عن عقد وإبرام ما يفوق ال12 لقاء عمليا جادا واتفاقية بينه وبين متعاملين من دولة إفريقية حاضرة بالمنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال. السيد عمر حابس قال إن مجمعه لم ينتظر فرصة لقاء الجزائر لإبرام اتفاقيات، بل سبقته تحضيرات معمّقة من قبل وما هذا المنتدى - يقول - إلّا فرصة لتوطيد العلاقات والتقرب أكثر من السوق الإفريقية. المنتدى فرصة للتواصل مع زبائن المجمع وشركائنا الناشطين في إفريقيا، والاطلاع على فرص جديدة، لقاءات بينية هامة تمت منها لقائين مع متعاملين وزبائن من ليبيا والسينغال، والذين حضروا خصيصا للمنتدى من أجل فادركو، السيد حابس أكد أن نتائج إيجابية كبيرة تم تسجيلها في قمة إفريقيا بالجزائر التي وصفها بالمبادرة الهامة للحكومة التي تسعى من خلال المبادرة إلى خلق القيمة المضافة والثروة للمؤسسة الجزائرية وليس الاكتفاء فقط بجلب العملة الصعبة. عن الصعوبات، قال المسؤول إن فادركو واجهت العديد من المشاكل لدى اقتحامها الأسواق الإفريقية تتعلق أساسا بالمرافقة البنكية واللوجيستيك وتثمين فعل التصدير والترخيص بفتح تمثيليات وقواعد لوجيستيكية بدول إفريقية ..مضيفا أنه لا يمكن أن يخلو فعل التصدير من المشاكل وعلى المصدرين مواجهتها والتأقلم معها، والأكيد أن كل من ينطلق صغيرا ينتهي في مرحلة ما في موقع قوة وصلابة.. للعلم ينظم مجمع فادركو ورشة خاصة للصناعة الورقية بالجزائر وهو الذي يغطي 80 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية بفضل إنتاج 30 ألف طن من اللفافات الأساسية سنويا، وهو يصدر مواد أولية للعديد من الدول منها فرنسا وإسبانيا وإيرلندا والنيجير.. كما أن منتجات المجمع تتواجد بعديد الأسواق الإفريقية على غرار تونس والمغرب ومالي وموريتانيا، ليبيا وكوت ديفوار..