سمحت زيارة وفد رجال أعمال مؤخرا لبلدان إفريقية بالتوقيع على اتفاقيات لتسهيل عمل المتعاملين الاقتصاديين. ومكّنت الجولة التي شملت كلا من كوت ديفوار وطوغو والبنين باستكشاف فرص الاستثمار والشراكة، وكذا عرض القدرات الجزائرية في قطاعات متنوعة منها الصناعة وتحويل المواد الأولية والصناعات الغذائية. كما كانت فرصة للترويج للموعد الاقتصادي الهام المتمثل في ندوة الجزائر – إفريقيا المزمع تنظيمها بداية ديسمبر المقبل. وأكدت مصادر من الوفد أن الجولة كانت ناجحة بالنظر إلى إمكانيات الاستثمار الممكنة في هذه البلدان، لاسيما وأن الوفد الجزائري خص باستقبال حار من طرف مسؤولي هذه البلدان. ظهر ذلك خصوصا في استقبال الوفد الذي ترأسه محمد العيد بن عمر، رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة من طرف رئيس البنين باتريس تالون، ووزير التجارة بهذا البلد، فضلا عن الأمين العام للرئاسة المكلف بترقية الاستثمار بطوغو باتريك تيفي بينيسان. وحسبما صرحت به ذات المصادر ل«المساء" فإنه تم بهذه المناسبة توقيع برتوكول اتفاق بين الغرفة الجزائرية للتجارة الصناعة ونظيرتها الطوغولية من أجل تسهيل علاقات العمل بين متعاملي البلدين، لاسيما وأن هذا البلد الإفريقي يتيح فرص هامة لتوقيع عقود عمل بالنسبة لرجال الأعمال الجزائريين، بالنظر إلى الطلب الهام على المنتجات الجزائرية بسبب تنافسيتها وقدرتها على الاستجابة للخصوصيات الإفريقية. وأكد المدير العام لمجمّع "موساوي" لآلات العدة السيد بلال موساوي ل«المساء" أن وجوده ضمن الوفد الجزائري الذي زار هذه البلدان الإفريقية كان مثمرا، من خلال المحادثات التي أجراها مع متعاملين أبدوا اهتمامهم بعقد اتفاقات تعاون، بل إنه أضاف بأن الرئيس البنيني بحد ذاته، تحدث عن وجود نيّة للعمل مع مجمّعه ومجمّعات جزائرية أخرى مثل "كوندور"، مشيرا إلى أنه أبدى اهتماما كبيرا بما عرض عليه الوفد الجزائري من فرص تجارية واستثمارية. وأوضح محدثنا أن ما جلب استحسان الأطراف الإفريقية هو أولا التواجد الإفريقي المميّز للمنتجات الجزائرية وكذا نوعيتها وقدرتها على التكيّف مع احتياجات هذه البلدان. نفس الانطباع لمسه السيد موساوي، والوفد الجزائري في طوغو، حيث أبدى الأمين العام للرئاسة المكلف بالاستثمار، اهتماما كبيرا بالفرص التي تم عرضها، واعدا بإقامة علاقات واسعة مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة. ومن بين الأمور التي أكدت هذا الاهتمام من المسؤولين الطوغوليين – كما أضاف محدثنا- هو وضع طائرة رئاسية تحت تصرف الوفد الجزائري للانتقال من لومي إلى كوتونو العاصمة البنينية. هذه الأخيرة احتضنت مثلما جرت عليه العادة في مثل هذه التنقلات، منتدى لرجال أعمال البلدين توج بتوقيع بروتوكول تعاون بين غرفتي التجارة بالبلدين. وتم بالمناسبة التطرق لجملة من المسائل التي تشغل بال المتعاملين الاقتصاديين لاسيما المسائل الجبائية، وتلك المتعلقة بالعقار والجمارك، إضافة إلى قضايا تجارية وصناعية. واستغل الوفد الجزائري فرصة جولته الإفريقية للترويج للمنتدى الإفريقي للاستثمار، الذي سينظم لأول مرة بالجزائر من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل، والذي سيعرف مشاركة رؤساء دول ورجال أعمال ومستثمرين بالقارة السمراء. يذكر أن الوفد الجزائري تمت مرافقته من طرف نائب المجلس الإفريقي للمقاولة والابتكار بوعلام عليوات، وهي هيئة أنشئت مؤخرا تحت رئاسة وزير الخارجية الايفواري السابق فريديريك دوهو، وتضم حاليا 16 بلدا افريقيا، وتعمل على تطوير المقاولة والابتكار في القارة. وتسعى الجزائر في السنتين الأخيرتين إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الإفريقية، وترى في السوق الإفريقية فرصا هامة للمبادلات والاستثمار والشراكة لاسيما في الوضع الراهن. فإضافة إلى استقبالها لعدد هام من الرؤساء الأفارقة خلال 2014 و2015، فإن الجزائر عبر منتداها المنظم نهاية السنة، ستعمل على العودة بقوة نحو إفريقيا باعتبارها امتدادا طبيعيا لها، ولأنها تحمل بشهادة كل الخبراء والاقتصاديين العالميين كل المؤشرات التي تجعل منها أهم سوق مستقبلا.