رافع لمشروع وطني أساسه الثقافة أحيت جيجل، أمس، الذكرى 31 لوفاة أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فرحات عباس، من خلال تنظيم الملتقى الوطني الثاني حول الشخصية البارزة في تاريخ الجزائر الحديث وأحد أوجه التحرر الوطني. الملتقى المعنون «الرئيس فرحات عباس المناضل، المفكر والإنسان»، أبرز خصال الراحل ومآثره والمكانة السياسية لهذه الشخصية التي تركت بصمتها على مسار نضال الجزائر وبنائها وتطورها. «الشعب»، كانت حاضرة في الملتقى ورصدت تفاصيله. الملتقى تناول العديد من نقاط الظل في حياة رئيس الحكومة المؤقتة، بحضور الوزير السابق عبد الرحمن لمين خان ومجموعة من الأساتذة المؤرخين والباحثين، الأستاذ سفيان عبد اللطيف، كما تطرق إلى فكر فرحات عباس وظروف نشأته وتعليمه، فهو من مواليد 24 أوت 1899 بالطاهير، جيجل، ينحدر من أسرة متوسطة الحال، دخلها من العمل الفلاحي والتجاري، تلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه وواصل تعليمه الثانوي بمدينة سكيكدة، والجامعي بكلية الصيدلة بالجزائر العاصمة. في سنة 1933 أقام فرحات عباس بمدينة سطيف وفتح محلا للصيدلة. الإعلامي والمؤرخ محمد عباس، عرّج على حياة الراحل من الجانب السياسي ومسيرته النضالية النزيهة، حيث كان من مؤسسي المؤتمر الإسلامي الجزائري في 7 جوان 1936، وأحباب البيان والحرية في 14 مارس 1944. انضمّ للثورة الجزائرية ولقيادة جبهة التحرير بالقاهرة يوم 22 أفريل 1956 دعما للكفاح المسلح، وعيّن أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ابتداء من 1958/09/19 إلى غاية 1961/09/17، وفي 1962 عين نائبا بالمجلس الشعبي الوطني لعمالة سطيف، وفي 19 سبتمبر من نفس السنة انتخب رئيسا للمجلس الوطني الشعبي. في 1963/08/12 استقال من المجلس الوطني الشعبي. أما الأستاذ الصادق بخوش فقد حاول توضيح موقف فرحات الراحل من قضية الهوية والوطنية، على غرار الأستاذ الزوبير دويبي، الذي أبرز مقومات الراحل كرجل دولة. عرض بالتظاهرة شريط فيديو عن حياة الراحل، تخللت هذه الفعالية مقاطع شعرية للشاعرين علي بوملطة وعادل بوبريطخ. كما كانت التظاهرة غنية بالأنشطة الثقافية والفكرية، كقافلة الذاكرة والأمجاد «فرحات عباس» بمشاركة 50 شابا، توجهت إلى ولاية باتنة، مرورا بولاية سطيف، لزيارة المواقع التاريخية المرتبطة بالثورة التحريرية المجيدة، وتستمر إلى غاية 28 من الشهر الجاري، إضافة إلى تنظيم الصالون الوطني الثاني للخط العربي بمشاركة 20 خطاطا من مختلف ولايات الوطن و15 خطاطا من الولاية المنظمة للتظاهرة، ومعرض للمخطوط وألواح تحفيظ القرآن الكريم بمشاركة الزاوية الحملاوية وزاوية بن الشيخ بميلة وزاوية الراسفلي بسطيف، إقامة فنية بيداغوجية في الرسم الفحمي بمشاركة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بسطيف. كما تمت زيارة وتدشين المعرض المتنوع حول المسار النضالي للرئيس فرحات عباس من قبل السلطات الولائية وضيوف الملتقى الذي نظم بمساهمة متحف المجاهد والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية لثورة 01 نوفمبر 1954 بالجزائر العاصمة، ومتحف المجاهد ودار الثقافة بسطيف، زيادة على تخصيص جناح للصور الفوتوغرافية، جناح الوصية السياسية وخطاب الإعلان عن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، جناح الكتب والإصدارات، جناح الأغراض الشخصية للرئيس فرحات عباس. في الجانب الرياضي، نظمت مقابلة رياضية في كرة القدم بملعب العقيد عميروش، جمعت بين قدماء لاعبي اتحاد سطيف، الذي كان فرحات عباس أحد مؤسسيه ورئيسه الشرفي سنة 1933، وقدماء لاعبي ولاية جيجل. للإشارة، فاز الفنان الشاب الياوراسي عبد الغني، من جيملة، بالجائزة الأولى في المسابقة التي أطلقتها مديرية الثقافة حول شخصية المفكر والرئيس والمناضل عباس فرحات، ليتحصل بذلك على مبلغ 500 ألف د.ج. فيما عادت المرتبة الثانية إلى الفنان بوالمداود عبد الرؤوف من جيملة أيضا، ومبلغ 300 ألف د.ج. أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الفنان باصي أحسن ومبلغ 200 ألف د.ج وقد أقيم حفل توزيع الجوائز بمتحف كتامة، وهذا بمشاركة 06 فنانين فقط.