أكدّ وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس الأول، بوهران، أن هناك «مساعي جادة لجرد كل الجرائم المرتكبة من قبل المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين والكشف عن كل الظلم والتنكيل والتقتيل والتشريد الذي تعرض له الشعب الجزائري من 1830 إلى غاية الاستقلال الوطني». أوضح زيتوني، أنّ هذه المهمة تتكفّل بها لجان خاصة تابع لدائرته الوزارية، فيما تقوم المؤسسات الجامعية بجمع تاريخ الثورة الجزائرية، معلنا عن وجود لجنة تعمل بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية لإعداد كتاب للطور الابتدائي يروي ثورة التحرير الوطني بأسلوب بسيط وكتابين آخرين يخصان الطورين المتوسط والثانوي. جاء ذلك خلال إشرافه على أشغال الندوة الجهوية المنظمة من قبل معطوبي حرب التحرير الوطني بوهران، ألقى خلالها كلمة شدّد فيها على أنّ «الجزائر لها ماض وتاريخ والذي يحب الجزائر يحب ماضيها وتاريخها وثورتها والمجاهدين والشهداء ويحترمهم ويذكّر بهم». وذكر زيتوني، أن وزارة المجاهدين أنشأت 44 متحفا عبر كامل التراب الوطني ولم يبق سوى ست ولايات لا تتوفر على مثل هذا المرفق، إلا أنّه أكد أن الدراسات والأرضيات جاهزة لإنجاز هذه المتاحف وهناك مباحثات مع الحكومة ووزارة المالية للتمويل لإنجاز «متحف في كل ولاية»، على حد تعبيره. وأشار زيتوني إلى أن عدد «الزوار الذين دفعوا تذكرة الدخول إلى المتاحف الولائية والمتحف الوطني للمجاهد تجاوز المليون زائر في 2016». وعاد الوزير ليؤكّد، أن «قضية التاريخ والمجاهدين خط أحمر وليس فيه تلاعب». وزاد بالقول، «بل هي أكثر من هذا، من بين الثوابت والمقدسات للدولة الجزائرية». وأضاف الوزير، أن «ديباجة الدستور منبثقة أو مستمدة من بيان أول نوفمبر، مواده تذكّر بالمجاهدين والشهداء والعلم الوطني والنشيد الوطني ومن بين بنوده احترام المجاهدين والشهداء»، مبرزا أن «الخط الوطني سيبقى الأساسي والإسمنت والطريق، اليوم وغداً». كما تطرّق إلى خطة عمل دائرته الوزارية ومن أولياتها تحسين الوضعية الاجتماعية للمجاهدين وذوي الحقوق عبر حزمة من القوانين التي ستسنّ قريبا، مشيدا بالإنجازات التي حققتها الجزائر في مختلف المجالات في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، منوّها بالمجهودات المبذولة في سبيل «تحسين وضعية المجاهدين وذوي الحقوق من الجوانب الاجتماعية والنفسية والصحية ومواصلة تطبيق القوانين وإثرائها والبحث والتنقيب عن القوانين لخدمة هذه الفئة». حيث اعتبر أنّ وزارة المجاهدين تعمل باستمرار، لتسهيل الإجراءات ومحاربة البيروقراطية. معلنا عن الانتهاء من «رقمنة الأرشيف وإعداد البطاقية الخاصة بهذه الفئة التي تم فيها إدراج حتى الأجانب المشاركين في حرب التحرير الوطني»، على حد تعبيره. مستطردا: «ربطنا كل المديريات بالإعلام الآلي وبالبطاقية الخاصة بالحالة المدنية، بدءاً بوزارة الداخلية ومنعنا وحرمنا على الإدارة أن تطلب أي وثيقة من المجاهدين وذوي الحقوق ولاتزال العملية منتظمة». وتم خلال هذا اللقاء، الذي عرف حضور رئيس جمعية معطوبي حرب التحرير محمد بوحفصي، توزيع كراس متحركة على مجموعة من المجاهدين وذوي الحقوق من قبل ذات الجمعية المنظمة للملتقى، الذي أقيم بالمركز الوطني لصناعة الأجهزة الاصطناعية لمعطوبي حرب التحرير بوهران. وتوج هذا اللقاء بإصدار بيان ختامي، يدعو إلى «التأييد المطلق لرئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة في مساره والبرنامج الوطني لتدعيم الخط الوطني النابع من أصالة الأمة ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة وإخراج الجزائر من بؤرة التخلف ووقايتها من الأزمات وإدانة كل المحاولات الهادفة إلى خلخلة الاستقرار وزرع بذور الشقاق والتعفن السياسي على الساحة الوطنية».