تظاهر مئات النشطاء وبينهم مجموعة محتجين يتشحون بالسواد احتجاجا على تنصيب دونالد ترامب يوم الجمعة رئيسا للولايات المتحدة واشتبكوا مع الشرطة على مقربة من البيت الأبيض في أحداث يندر حدوثها في يوم تنصيب رئيس للبلاد. وقالت الشرطة إنه جرى اعتقال 217 شخصا على الأقل. وتأتي الاضطرابات بعد حملة رئاسية شرسة تركت البلاد مقسمة وانتهت بفوز ترامب المفاجئ على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. وتوجه كثيرون من أنصار ترامب إلى واشنطن لتحية رئيسهم الجديد في يوم التنصيب ومن المتوقع أن ينظم عشرات الآلاف من المعارضين مسيرة سلمية اليوم السبت. وفي أعمال العنف التي اندلعت أمس الجمعة رشق محتجون ملثمون يتشحون بالسواد رجال الشرطة بالحجارة والزجاجات وردت الشرطة بإطلاق غازات مسيلة للدموع وقنابل صوت وحلقت طائرة هليكوبتر في الأجواء. وألقى محتج جسما على نافذة حافلة صغيرة تابعة للشرطة. وتراجعت الحافلة سريعا وسط هتاف المتظاهرين. وقبل هذا استخدم نشطاء أجزاء انتزعت من الرصيف ومضارب لتهشيم نوافذ أحد فروع مصرف (بانك أوف أمريكا) وأحد فروع سلسلة مطاعم ماكدونالدز وهما من رموز الرأسمالية الأمريكية. وأشعل المحتجون النيران في عدد من السيارات بما في ذلك سيارة ليموزين سوداء وجر بعضهم صناديق قمامة إلى شارع قريب من البيت الأبيض وأشعلوا فيها النيران ثم ألقوا قبعة حمراء تحمل شعار حملة ترامب "لنجعل أمريكا عظمى مرة أخرى" بين ألسنة اللهب. وذكرت الشرطة أن ستة من أفرادها أصيبوا في الاشتباكات. وقال بيتر نيوشام قائد شرطة العاصمة المؤقت في مؤتمر صحفي إن المعتقلين سيبيتون في الحجز قبل أن يمثلوا أمام المحكمة اليوم السبت ونظمت الاحتجاجات على مقربة من شارع بنسلفانيا أفينيو الذي يمر به الموكب التقليدي للرؤساء الجدد ويربط بين مقر الكونجرس الأمريكي والبيت الأبيض. وفي أجزاء أخرى من المدينة ردد محتجون هتافات ضد ترامب ورفعوا لافتات عليها شعارات بينها "ترامب ليس رئيسا" و"لنجعل العنصريين يخافون مرة أخرى". وقال بن آلن وهو مدرس متقاعد من سان فرانسيسكو يبلغ من العمر 69 عاما "لن يتم إيقاف ترامب من أعلى ولكن من أسفل.. من أناس ينتفضون عليه". وأضاف "ندعم حق الجميع في هذا البلد مهما كان جنسهم أو دينهم أو لونهم في أن يحظوا بالاحترام كبشر.. وهذا الرجل لا يحترم أحدا". ووقفت رايان شيرينج (21 عاما) وهي من الداعمين لترامب وسط مجموعة من أصدقائها قرب صناديق قمامة محترقة وقالت "كنا نعلم أنه ستكون هناك احتجاجات ولكننا لم نتوقع عنفا... كنا نأمل أن يكون هناك انتقال سلمي للغاية للسلطة". وأدان مسؤولون من الحزب الديمقراطي العنف وكان من بينهم رئيس بلدية واشنطن ميوريل باوزر.