من المرتقب بعد آفاق عام 2009 ان تكون الجزائر على موعد للإنفتاح الحقيقي على وسائل نقل عصرية سيتعزز بها قطاع خدمات النقل الحيوي، حيث يسمح ذلك بفك العزلة عن المناطق المحرومة، إلى جانب المساهمة الحقيقية في تعجيل وتيرة التنمية، ويتوقع بذلك أن تختفي البؤر السوداء للاكتظاظ والازدحام عبر الطرقات. يشكل النقل عاملا حيويا حقيقيا في تفعيل اداء الاقتصاد، وتيسير عملية التنقل وحركة المرور من شأنه تمكين القطاع من لعب دوره الذي ظل منقوصا على مدار سنوات طويلة. والجزائر اليوم، تراهن في برامجها التنموية على قطاع النقل لاداء دوره المحوري، وسخرت أموال ضخمة لإنجاز مشاريع عصرية واعدة يتصدرها إعادة بعث مشروع ''ميترو الجزائر''، الذي من المقرر أن يستلم قطاره الأول من مجموع قطاراته (14) خلال شهر جويلية ,2009 ناهيك عن خطوط ''الترامواي'' التي سيتعزز بها قطاع النقل في ثلاث ولايات، ويتعلق الأمر بالعاصمة ووهران وقسنطينة. أما الإصلاحات الجارية في خطوط السكك الحديدية خاصة الشبكات الجديدة التي من المقرر أن تنجز، تعكس حجم الإستثمارات الكبيرة التي استفاد منها قطاع السكك الحديدية، حيث ينتظر أن ينجز نحو 1078 كلم من السكك الحديدية قبل نهاية السنة الجارية، علما أن شركة السكك الحديدية تعززت قدراتها ب30 قاطرة كهربائية. وبالموازاة، مع ذلك يعوّل في استيعاب العدد الهائل للمسافرين عن طريق المصاعد الكهربائية عبر عدة مدن جزائرية على غرار العاصمة وقسنطينة وعنابة ووهران. أما بخصوص النقل العمومي، تقرر أن تشرع أربع مؤسسات جديدة في نشاطها خلال الأيام القليلة المقبلة بكل من ولاية تيزي وزو وتبسة وتلمسان والمسيلة إلى جانب مشاريع معتبرة تتطلع لتزويد 35 عاصمة ولاية بمحطات للنقل البري للمسافرين من بينها ثمانية متعددة الأنماط. وما تجدر إليه الإشارة، فإنه يجري في الوقت الحالي إنجاز 39 محطة و35 موقفا في إطار برنامج الهضاب العليا إلى جانب 15 محطة و11 موقفا في إطار برنامج الجنوب. وبالنظر إلى مشاريع تهيئة أرضية خدمات نقل في مستوى مقبول، وفي متناول جميع المسافرين، بالاضافة إلى إعادة الإعتبار للوسائل الموجودة عن طريق تأهيلها سواء تعلق الأمر بالقطاع البري أو الجوي أو البحري، إلا أنه يبقى تحدي إتمام هذه المشاريع في وقتها وآجالها المحددة مع الإستمرار في فك الخناق عن الخطوط البرية التي تعرف إكتظاظا وازدحاما مريعا عن طريق توسيع شبكة الطرقات قائما، بالنظر إلى التأخر الكبير الذي عرفه قطاع النقل، حيث لم يستفد من أي عملية تفعيل وتعزيز، أمام التزايد المحسوس لعدد المسافرين، واتساع حظيرة السيارات التي قفزت مؤخرا إلى 5 ملايين عربة. ودون شك، فإن النجاح في إعادة الإعتبار لقطاع النقل، سينعكس بآثار إيجابية على الحركة التنموية الاقتصادية والاجتماعية بالاضافة إلى تمكنه من اعطاء إنتعاش حقيقي للاستثمار الذي ما زال في حاجة إلى حيز معتبر تسهل له فيها حركة التنقل. ------------------------------------------------------------------------