نقل التلفزيون الإيراني عن مصادر مطلعة قولها أن بريطانيا ضالعة بشكل مباشر في هجوم أمس الإرهابي على الحرس الثوري الايراني، الذي أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة. كما اتهم الحرس الثوري الإيراني عناصر أجنبية ترتبط بالولاياتالمتحدةالأمريكية بالضلوع في التفجير، الذي أودى بحياة عدد من كبار قادة القوة الخاصة. و نقل التلفزيون عن الحرس الثوري قوله بالتأكيد عناصر أجنبية خاصة تلك التي لها صلة بالغطرسة العالمية متورطة في الهجوم، وعادة ما تستخدم إيران مصطلح الغطرسة العالمية لتشير الى الولاياتالمتحدة. واعتبر المحلل السياسي الإيراني عباس خاميار، أن التفجير هو من تبعات السياسة الأمريكية التي تدعم حركات متطرفة تتخذ من المناطق الحدودية مركزاً لها. ولفت إلى أن الاستهداف لم يكن ضد عملية عسكرية، بل ضد مؤتمر يهدف لتوثيق العلاقات بين السنّة والشيعة، وهو ما أدى إلى مقتل زعماء قبائل من الطائفتين. وأشار خاميار إلى أن المنطقة التي وقع فيها التفجير لا تتمتع بأمن مشدد، لعدم توقع عملية بهذا الشكل في هذه المنطقة النائية. ومن جهته، رجّح الدكتور ما شاء الله شمس الواعظين، مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن تكون جماعة جند الله وراء العملية انتقاما من إعدام السلطات الايرانية لشقيق قائد الجماعة منذ أسابيع. وقال: إنه هناك من يشير إلى وقوف تجار المخدرات في المنطقة وراء العملية، إذ أنهم يواجهون الحكومة الايرانية منذ فترة طويلة في سعيهم لنقل المخدرات عبر البلاد إلى أوروبا، لكني أميل إلى اتهام جماعة جند الله، وهناك مواجهات مفتوحة بينها وبين السلطة الايراني منذ 6 سنوات حيث سقط ضحايا من الحرس وتم إلقاء القبض على أعضاء في الجماعة وإعدامهم. و أضاف: أعتقد سيكون هناك رد فعل إيراني سريع على العملية، لكن المنظمة ليست واضحة وليس لها قواعد واضحة وتقوم بأعمال تخريبية إرهابية ثم تنتقل إلى خارج الحدود، كما أن هناك مخاوف أن تكون لها علاقات بطالبان باكستان أي ما وراء الحدود، ولذلك في هذه المرحلة سيقوم الحرس الثوري بتكثيف دورياته وتوجيه ضربات لأي قاعدة يراها على طول الحدود. و شهد الاقليم اشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومتمردين من السنة ومهربي المخدرات. لكن هذا الهجوم هو الأعنف الذي يستهدف الحرس الثوري خلال السنوات الاخيرة، ويبرز تزايد الاضطرابات في منطقة جنوب شرق إيران المتاخمة لباكستان وأفغانستان. وتتهم إيرانالولاياتالمتحدة بدعم جماعة جند الله لإحداث اضطرابات في البلاد وتنفي واشنطن هذه الاتهامات. وتقول جماعة جند الله ذاتها أنها تحارب الحكومة الايرانية لنيل حقوق الاقلية من السنة في الجمهورية الإسلامية.