في أعنف انفجار شهدته ايران منذ أكثر من سبع سنوات، أعلنت طهران أمس مقتل أزيد من 20 شخصا من بينهم قادة كبار على رأسهم الجنرال نور علي شوشتاري، نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الإيراني، في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً للقبائل السنية والشيعية في محافظة سيستان بالوشستان جنوب شرق إيران، وهو الانفجار الذي استهدف المؤسسة العسكرية، حيث وجهت أصابع الاتهام الى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالوقوف وراء التفجير، في محاولة منها لردع طهران ومنعها من مواصلة تطوير ملفها النووي. ووقع التفجير عندما اقتحم أحد الانتحاريين والذي كان يرتدي حزاما ناسفا، قاعة ملتقى الوحدة بين السنة والشيعة والذي يضم عددا من زعماء العشائر، وذلك قبيل عقد اجتماع بين القبائل والطوائف المختلفة في المحافظة بحضور عدد من قادة الحرس الثوري، مما اسفر عن مقتل وإصابة 60 شخصا على الأقل في حصيلة أولية، من بينهم كبار جنرالات الحرس الثوري، في أكبر ضربة للمؤسسة العسكرية الإيرانية. من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في خطاب له ألقاه في البرلمان وبثه التلفزيون الايراني، أمس، عقب الانفجار، مقتل هؤلاء القادة العسكريين الكبار، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الا أن الحرس الثوري اتهم أطرافا أجنبية ذات صلة بالولاياتالمتحدة، بالضلوع في الهجوم الانتحاري الذي استهدف المؤسسة العسكرية الايرانية، لا سيما وأن الولاياتالمتحدة كانت قد لوحت بفرض عقوبات على طهران بسبب ملفها النووي الذي أضحى هاجسا يقلق اسرائيل المدعومة من طرف الادارة الأمريكية. كما اتهمت طهرانواشنطن، بالوقوف وراء استهداف ومقتل القادة العسكريين في الحرس الثوري، خاصة وأن أمريكا ساندت ودعمت فيما سبق "جند الله" والذين قاموا بعدة عمليات عسكرية استهدفت مناطقة ايرانية، محملة اياها المسؤولية في الهجوم الانتحاري الذي استهدف تحديدا المؤسسة العسكرية، الأمر الذي يوضح محاولة زعزعة أمن واستقرار ايران، خاصة وأن المحاولات السابقة التي كانت تهدف الى المساس بأمن ايران، بسبب اصرارها على المضي قدما في تطوير ملفها النووي، من بينها المظاهرة الكبيرة التي اجتاحت البلاد نتيجة فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، باءت جميعها بالفشل. وكانت قيادات في قوات حرس الثورة، قد وصلت إلى مدينة سرباز في محافظة سيستان وبلوشستان التي شهدت عدة تفجيرات، للمشاركة في اجتماع رؤساء العشائر السنية والشيعية، حيث تنشط جماعة "جند الله" المعارضة في تلك المنطقة، والتي نفذت العديد من الهجمات ضد السلطات الإيرانية، من بينها تفجير مسجد في مدينة زاهدان جنوب شرق البلاد والذي خلف 25 قتيلا.