ارتفعت، امس الجمعة، اسعار النفط، مجددا، في الاسواق العالمية لتتجاوز عتبة ال 81 دولارا، بعد تراجع نسبي، اول امس الخميس، عن المستوى القياسي الذي سجل، لاول مرة، منذ عام، وكان ذلك يوم الاربعاء الماضي بتجاوزه جاجز 82 دولارا للبرميل وبزيادة تقدر ب 10 دولارات، منذ بداية الشهر الجاري. وحسب بيانات صباح امس، فقد ارتفعت اسعار العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي فوق 81 دولارا بعد تراجع سعر الورقة الخضراء وارتفاع قيمة الاسهم الامريكية، كما ارتفعت اسعار عقود النفط الامريكي الخفيف تسليم شهر ديسمبر الى 81,39 دولارا للبرميل. وجاء هذا الانتعاش النسبي في الاسعار بعد تراجع سعر الخام بنسبة ضئيلة متأثرا بصدور بيانات حول زيادة طلبات اعانة البطالة في الولاياتالمتحدةالامريكية وانتعاش طفيف في سعر العملة الامريكية، انعكس مباشرة على اقبال المستثمرين على اسواق السلع الاولية. نفس منحى التنازلي عرفته اسعار النفط في لندن، يوم الخميس الماضي، بتراجع سعر مزيج برنت المرجعي الى 78,59 دولارا للبرميل، فيما تجاوز متوسط سعر برميل الخام من انتاج الدول الاعضاء في منظمة اوبيك 76 دولارا للبرميل. الارتفاع التصاعدي لاسعار النفط، رغم بعض التراجعات التي تخللته من حين لآخر منذ ازيد من عام، دفعت ببعض المراقبين الى توقع استمرار ارتفاع الاسعار، خاصة في المرحلة القادمة، اذ صرح وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل، في ندوة عقدها اول امس بوهران على هامش الزيارة التي قادته الى المدينة تحضيرا للندوة الدولية حول الغاز الطبيعي التي ستعقد بها في ديسمبر القادم، بأن جميع المؤشرات تبين استقرار الاقتصاد الدولي وارتفاع سعر النفط، مجددا، مع بداية العام المقبل. واوعز، وزير الطاقة، ارتفاع الاسعار الى عودة المضاربين لاسواق النفط بعد بداية تحسن مؤشرات انتعاش الاقتصاد العالمي، ليستخلص ان اسعار النفط اصبحت رهينة للمضاربة ولحجم الاستثمارات النفطية ولم تعد تخضع لقانون العرض والطلب. اما الامين العام لمنظمة اوبيك السيد عبد الله البدري، فقد اعتبر، من جهته، ان المنظمة قد ترفع انتاجها من النفط خلال اجتماعها المقبل المقرر في 22 ديسمبر القادم في انغولا اذا واصلت الاسعار ارتفاعها واذا تدعم انتعاش الاقتصاد العالمي. ومن جهتها، حذرت وكالة الطاقة الدولية التي ترعى مصالح كبار المستهلكين، من ان صعودا سريعا لاسعار النفط قد ينعكس مباشرة على انتعاش الاقتصاد العالمي سلبا، وقد يعرقل جهود عودة النمو الاقتصادي وحسب المدير التنفيذي للوكالة السيد نويوتاناكا، فانه من المتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط بمقدار 1,6 مليون ب/ي في العام المقبل مقارنة بالسنة الجارية التي توقعت لها الوكالة ان يبلغ متوسط الطلب على النفط 84,6 مليون ب/ي وبتراجع سنوي قدر ب 1,7 م ب/ي مقارنة بالعام الماضي. يذكر انه بعد تراجع اسعار النفط على نحو غير مسبوق منذ اوت عام 2008 استمر الى غاية بداية السنة الجارية، اتخذت اوبيك سلسلة من الاجراءات العملية للتأثير على تدهور الاسعار من خلال خفض انتاجها بأزيد من 4 ملايين برميل في اليوم، كان آخرها في ديسمبر الماضي في الجزائر باتخاها قرار تخفيض 2,2 مليون ب/ي، وذلك كرد فعل على تقلص الطلب على النفط الناجم عن دخول الاقتصاد العالمي في ازمة مالية كبيرة. وان كان الامين العام للاوبيك، قد اطلق تصريحه من لندن حول امكانية رفع القيود على انتاج المنظمة في اجتماعها القادم اذا تبين ان هناك نموا اقتصاديا حقيقيا وان المخزونات ارتفعت الى المستوى الطبيعي الذي يصل في المتوسط الى خمس سنوات، فانه لا يعتقد ان تسير دول اوبيك في هذا الاتجاه طالما ان البيانات والمؤشرات المالية والاقتصادية لا توحي بامكانية العودة السريعة الى تحقيق نمو اقتصادي فعلي على المدى القصير جدا، اي قبل اجتماع اوبيك المقرر بعد شهرين فقط، خاصة وان سياسة الحذر ميزت سلوك المنظمة منذ تفاقم ازمة النفط الاخيرة.