ألعاب تسلية وترفيه تجلب الأطفال لممارسة هواياتهم رحلات منتظمة للبراءة تسهر عليها مديرية الشباب والرياضة تعتبر حظيرة دنيا بارك “الرياح الكبرى” من أهم الحدائق على مستوى العاصمة بالنظر إلى موقعها الإستراتيجي الرائع حيث تشمل 3 بلديات هامة، دالي براهيم، الشراقة، أولاد فايت، يتوسطها الطريق السيار شرق تتربع على مساحة شاسعة تفوق ال 1500 هكتار. تتوفر على الشروط الضرورية التي تبوّأها مكانة هامة، هذا ما وقفت عليه جريدة “الشعب”، خلال استطلاعها حول الحديقة الساحرة التي زادت المحروسة جمالا باخضرارها الدائم. تتميز “دنيا بارك” بالهدوء الذي كان له دور بارز في جلب أكبر عدد من العائلات التي تقطن بالعاصمة والولايات المجاورة، من أجل الاستمتاع بالمناظر الخلابة الممزوجة بين ألوان الطبيعة التي تنسيهم ضجيج المدينة وزحمتها وضغط العمران وكوابيس اليوميات، بما أنها بعيدة عن التجمعات السكنية. تأتي العائلات في الفترات المسائية مستمتعة بشروط الراحة خاصة في أوقات الفراغ وعطلة الأسبوع وكذا توفر الأمن الذي يسهر على ضمان طمأنينة المتوافدين على هذه الوجهة التي فرضت نفسها سياحيا وترفيهيا في فترة وجيزة.. هدوء زاد المكان جمالا بحسب المشرفين على “دنيا بارك” ل “الشعب” فإن أغلب العائلات التي تأتي للحظيرة بهدف جلب الأطفال، لأنهم يجدون متنفسهم بها بالنظر إلى المساحات الشاسعة التي تسمح لهم باللعب والمرح وممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية بكل راحة وبشكل عادي تحت أعين أوليائهم، خاصة أن مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، سطرت برامجا متنوعة، خلال الأيام العادية حتى تجلب أكبر عدد من السكان لتأخذ الحديقة مكانتها اللائقة من ناحية الوافدين بالنظر إلى مساحتها الكبيرة التي تسمح باستقطاب ألاف الزوار دون أي مشاكل. كشف رئيس مصلحة النشاطات الشباب لمديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، نصر الدين مسعودي، ل “الشعب” أنهم يسطرون برامج متنوعة تتماشى مع متطلبات الأطفال بالدرجة الأولى، قائلا في هذا المجال: “حظيرة دنيا تحتل مكانة رائعة من ناحية المساحة، ولهذا نعمل بشكل دائم من أجل الحفاظ على هذا المكسب الكبير الذي يعد ملجأ للعائلات العاصمية والولايات المجاورة بدليل أن الإقبال كان كبيرا من أجل اكتشاف هذا الموقع الجديد الذي يتوفر على الشروط اللازمة التي تجعل الزوار يجدون الراحة والهدوء ويستمتعون رفقة أبنائهم خلال فترة تواجدهم سواء في الأيام العادية التي تعرف توافدا كبيرا بعد الظهيرة أو في عطلة نهاية الأسبوع”. العائلات استغلت عطلة الربيع وتوافدت بأعداد كبيرة تطرق مسعودي إلى البرنامج الذي شهدته الحديقة، خلال العطلة الربيعية، قائلا في هذا الشأن: “سطرنا برنامجا خاصا لأطفال العاصمة بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب، ووجدنا استحسانا كبيرا من طرف الجميع حيث كان مقسما إلى جزئين، جانب للترفيه والتسلية، ورشات ثقافية وفنية متنوعة، عروض بهلوانية، استعراضات بالدرجات الهوائية، الأحصنة التي كانت حاضرة أيضا وزينة المكان، ورشات فكرية، أما الشطر الثاني تضمن النشاطات الرياضية والذي كان من إعداد الرابطات الرياضية المتعاقدة مع مديرية الشباب والرياضة للولاية، والبالغ عددها حوالي 20 رابطة ساهمت في خلق جو من المنافسة وسمحت للأطفال بالاستراحة من تعب الدراسة طيلة فصل كامل”. أكد مسعودي أن مديرية الشباب والرياضة كانت تسعى في نفس الوقت إلى هدف آخر والمتمثل في التعريف بالأنشطة الموجودة في المؤسسات الشبانية بالعاصمة والسماح للأطفال بإبراز مواهبهم وتطويرها أكثر، كل واحد بحسب الاختصاص الذي يرغب فيه. ولهذا فهي تعمل بطريقة منتظمة من خلال وضع برامج تتلاءم والفترات التي تسمح للأطفال بالمجيء رفقة أوليائهم للاستمتاع بهذا المكان الرائع، خاصة أنهم في مأمن بالنظر لعدم وجود سيارات يخشون منها، ما يجعل الأولياء مرتاحين أكثر من هذا الجانب لأنه هناك أماكن عديدة للعب تحت رقابة كل العاملين بمديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع دور الشباب والرابطات الرياضية. منفذ جديد خفّف الضغط على الأماكن الأخرى كما تعتبر الحظيرة منفذا جديدا للعائلات الجزائرية، لأنها خففت الضغط على الأماكن الأخرى، بحسب رئيس مصلحة النشاطات، الذي أعطى تقييما للحركية التي تشهدها بولاية الجزائر، مع اضافة متعة ترفيهية وسياحية بالعاصمة والتي كادت تفتقد الى هذه الوجهات في وقت سابق بزحف الاسمنت على كل شيء مخضر: “العائلات الجزائرية وجدت في دنيا بارك متنفسا جديد لها لأن هذا المكان آمن ويتوفر على كل الشروط الضرورية، بدليل أننا سجلنا توافدا كبيرا عليه في الأيام الأخيرة للعطلة الربيعية ما شكل علينا ضغطا كبيرا ولكن هذا مؤشر إيجابي يعكس مدى نجاح البرنامج الذي قمنا بتسطيره مع مختلف دور الشباب التي تجاوز عددها ال 70 والجمعيات والرابطات الرياضية، وفرحنا كثيرا بهذا الانجاز خاصة أننا قمنا بتوفير النقل عن طريق حافلات كانت تنقل الأطفال وأوليائهم من أمام التجمعات السكنية وركزنا بدرجة أكبر على المقرات السكنية الجديدة وتراوح عدد الأطفال بين 3000 و4000 طفل يوميا على مدار 15 يوما كاملة من ال 9 صباحا إلى غاية ال 17:00 بمجموع 45000 طفل طيلة العطلة”. ظروف الاستقبال ملائمة تطرق مسعودي إلى تفاصيل أخرى، تهم الراغبين في التوافد على “دنيا بارك”، مطمئنا العائلات والمواطنين عامة بأن الدخول للحديقة مجاني وألعاب التسلية تحت تصرفهم دون مقابل: “ونحن نتكفل بكل شيء حتى الطعام لأن هدفنا الأساسي هو الترويج لهذا المكان الذي لم يلق الاهتمام الأمثل من طرف المواطنين رغم عملية الترويج والإشهار التي قمنا بها ونرغب في أن يكون التوافد أكبر، لأن هذه الحظيرة تعتبر مرفقا حيويا وستفك الخناق على باقي المساحات الخضراء بالعاصمة لأنها قليلة وتعرف اكتظاظا كبيرا ولهذا فإن العائلات بحاجة ماسة لمثل هذه الفضاءات لكي يرتاحوا قليلا”، هكذا قال مسعودي. للإشارة، فإن الحديقة تتوفر على مساحات خضراء بها أشجار متنوعة من أجل نظافة الهواء، إضافة إلى وجود بحيرة طبيعية بها تعرف توافد العديد من الزوار للجلوس أمامها التمتع بالنظر إليها وجسر اصطناعي يربط بين طرفي الحظيرة بشكل هندسي رائع يجعل المارين فوقه يشاهدون العاصمة من مكان مرتفع وتحته الطريق السريع، كما تم وضع كراسي في مختلف أرجاء الحظيرة لضمان راحة الوافدين خاصة الأطفال لأنهم جيل المستقبل ومن الضروري الاعتناء بهم وترسيخ ثقافة الاعتناء بالبيئة الذي جاء تحت شعار “التعايش والحفاظ على البيئة”، وهذا من أجل تبادل الأفكار الإيجابية وحرق الطاقة السلبية من خلال النشاطات الرياضية والترفيهية التي قاموا بها رفقة المؤطرين البالغ عددهم 300 مؤطر وإطارات من المديرية سهرت على نجاح هذه التظاهرة الكبيرة طيلة ال 15 يوما. الأولياء .. وجهتنا الأولى للترفيهية عن النفس من جهتهم عبر الأولياء ل “الشعب”، عن فرحتهم الكبيرة للخدمات الراقية التي وجدوها في حديقة “الرياح الكبرى” مطالبين القائمين عليها ببذل المزيد من الجهود لتغطية بعض النقائص التي مازالت موجودة لأنهم وجدوا فيها المتنزه الحقيقي الذي يسمح لهم بتجاوز التعب وزحمة المدينة على غرار السيدة نادية التي قالت: “جئت لحظيرة دنيا لأول مرة أحضرت ابنتي من أجل اللعب وفرحت كثيرا للأجواء التي وجدتها هنا الهدوء والمكان واسع وهناك ألعاب كثيرة ومتنوعة تسمح للأطفال بالاختيار بحسب رغبتهم إضافة إلى أنه لا يوجد اكتظاظ بالمقارنة مع الأماكن الأخرى، وهذا ما جعلني أقرر المجيء مستقبلا”. من جهته، السيد علي الذي جاء من ولاية البليدة رفقة أبنائه الثلاثة أكد ل “الشعب”، أنه لم يكن ينتظر هذا التنظيم وهذه الأجواء الرائعة خاصة أن الأطفال وجدوا كل الأمور التي يحبونها وفي نفس الوقت هي بعيدة عن حركة المرور واكتظاظها وبإمكانه تركهم يلعبون من دون خوف لأن إطارات مديرية الشباب والرياضة وضعوا كل الإمكانيات البشرية اللازمة لضمان الأمان ومتابعة الأطفال عن قرب والسماح للأولياء بالاستراحة. أما نسرين وشهناز صديقتان تدرسان في جامعة تيبازة فقد كشفتا لنا أنهما تتداولان على الحظيرة بصفة مستمرة من أجل الجلوس بالقرب من البحيرة الساحرة بها والاستمتاع بالمناظر الخضراء والطيور التي ترفرف وتزقزق فوقها مستمتعة بالهدوء والسكينة. كما أكدت الصديقتان أنهما وجدتا راحة النفس متجاوزتين ضوضاء المدينة وضغط الدراسة أيضا وهذا ما يعني أن المرفق الجديد الذي تدعمت به العاصمة يعد هاما جدا، لأنه بدأ يأخذ مكانته من ناحية اهتمام الناس خاصة القاطنين بالبلديات المجاورة، لأنه مكسب كبير للعاصمة وسيكون له اهتمام أكبر في المستقبل من طرف القادمين إليه حيث سيعرف توافد زوار من كل فج. الأطفال.. ألعاب تسّلينا والرياضة هوّيتنا الساحرة من جهتهم، عبر الأطفال الذين اقتربنا منهم، خلال جولتنا التي قمنا بها في مختلف أنحاء الحديقة عن فرحتهم الكبيرة لأنهم وجدوا في “دنيا بارك” المكان المناسب لممارسة مختلف النشاطات الثقافية، الترفيهية والرياضية. هنا قال عادل، البالغ من العمر 10 سنوات لنا “جئت مع أمي وأختي الصغيرة لأول مرة ولعبنا كثيرا وفرحنا بهذا المكان لأنه واسع ويتوفر على الألعاب التي أحبها، مثل الدراجات، الأحصنة، الألعاب الفكرية ولهذا طلبت من أمي إحضارنا مستقبلا، لأنني استمتعت كثيرا، كما تعرفت على أصدقاء جدد وتعلمت عدة أمور أخرى تتعلق بطريقة الحفاظ على البيئة”. محمد البالغ عمره 7 سنوات هو الآخر فرح كثيرا بمجيئه إلى “دنيا بارك “، مدليا بشهادته في هذا المضمار: “جئت مع أبي وهذه المرة الخامسة التي آتي فيها لهذه الحديقة لأنني أعجبت كثيرا بالألعاب خاصة التنس، لأنني أحب كثيرا هذه الرياضة التي أمارسها رفقة والدي الذي يشجعني على ممارستها، كما اكتشفت ألعابا أخرى مثل الفيتيتي، الشطرنج والتزحلق وكل هذا جعلني أكرّر المجيء وسآتي في المواعيد القادمة وأطلب من الأطفال الحضور والاستمتاع، لأنه مكان هادئ ومناسب لنا حتى نلعب من دون أي مخاوف”. سلمى صاحبة ال 12 سنة جاءت رفقة ابنة عمها كوثر واستحسنت المكان، لأنها سمعت زميلاتها في المدرسة يتحدثن عنه، وهذا ما جعلها تطلب من والديها إحضارها لإكتشاف الحظيرة عن قرب وفرحت كثيرا لما وجدته، لأنه حقا مكان رائع وخلاب ويتمتع بالهدوء وستأتي في فرص أخرى حتى تلعب وتشاهد العروض البهلوانية التي كانت حاضرة، طيلة أيام العطلة، إضافة إلى أنها ركبت الخيل الذي كانت تشاهده عن بعد وصنعت عدة أشغال يدوية رفقة المؤطرين الذين أشرفوا على النشاطات المبرمجة في العطلة الربيعية. رحلات للبراءة لاكتشاف الطبيعة وترسيخ ثقافة بيئية للإشارة، فإن دور الشباب والجمعيات والنوادي الرياضية توافدوا بكثرة من كل البلديات العاصمية حيث قاموا بتنظيم رحلات يومية لفائدة الأطفال المنخرطين في صفوفهم من أجل السماح لهم بالوقوف على البرنامج الذي سطرته مديرية الشباب والرياضة، والذي تزامن مع العطلة الربيعية حتى يتمكنون من استرجاع أنفاسهم وإعادة ترتيب أفكارهم قبل العودة إلى مقاعد الدراسة التي دخلوها بروح جديدة ومعنويات عالية، بعدما استفادوا كثيرا من البرنامج وكذا الحملات التحسيسية التي تنادي بضرورة الحفاظ على البيئة لأنها صديقة الإنسان. كشف مسعودي ل “الشعب” أن البرامج مازالت مستمرة خلال الأيام العادية وبإمكان العائلات التوافد على الحظيرة للاستمتاع بها وترك أولادهم يلعبون في مكان جميل وآمن، كما ستكون برامج أخرى خاصة بالعطلة الصيفية وشهر رمضان الكريم للراغبين في التوافد على المساحات الخضراء للاستمتاع بالحديقة، بما أن الدخول إليها مجاني ويتوفر على الشروط اللازمة وطالب الجميع المساهمة في عملية الترويج من أجل استقطاب أكبر عدد من الناس مستقبلا.