تحتضن هذه الأيام مختلف الحدائق العمومية الأطفال رفقة عائلاتهم للاستمتاع بالعطلة الربيعية، في أجواء مشمسة ولطيفة، حيث وجد الصغار ضالتهم في الركض واللعب بين أحضان الطبيعة للخروج من روتين الأيام الدراسية التي عاشوها طيلة الفصل. وقد وقفت «المساء» منذ اليوم الأول من العطلة الربيعية، على أجواء البهجة التي رسمها الأطفال رفقة عائلاتهم في الحدائق العمومية في بعض المتنزهات بالعاصمة، التي سجلت توافد مئات الأطفال منذ الساعات الأولى من افتتاحها. وبين حديقة الساعة وحديقة صوفيا ومنتزه كيتاني أو حديقة الحامة أو شاطئ الصابليت وحديقة تيتو وغيرها من الحدائق العمومية، التي عرفت مؤخرا إعادة تهيئة، وجعلتها مقصدا للعائلات الراغبة في التنزه. وقد انقسم هؤلاء «المتجولون» بين تلك الأماكن؛ بحثا عن فضاء فسيح، يسمح لهم ولأطفالهم بمشاطرة أوقات من المتعة رفقة العائلة التي لا يلتقي أفرادها غالبا خلال أيام الدراسة. ولقد برمجت مختلف تلك الحدائق تزامنا مع العطلة الربيعية، برامج ترفيهية لتسلية الأطفال، منها ما تم الإعلان عنها عبر لافتات في مختلف أرجاء العاصمة، على غرار برنامج «دنيا بارك»، الذي فتح أبوابه للعائلات خلال العطلة الربيعية، كفضاء مثالي للاستمتاع باخضرار هذا الفصل، بالتجول بين أحضان الطبيعة بالدراجة، أو بركوب الخيل أو السير على الأقدام. ويجد الكثير من الأولياء صعوبة في اختيار المكان المناسب الذي يتجه إليه الأطفال، لتفضّل الأغلبية الحدائق الكبيرة، كالحامة أو حديقة بن عكنون، أو منتزه الصابليت وكذا شاطئ كيتاني، إذ تتوفر تلك الحدائق المذكورة على ميزات قد تفتقدها الأخرى، وهي شساعة المكان، وألعاب التسلية الخاصة بالأطفال، فضلا على برامج التسلية التي تنشطها مديريات تسيير تلك المساحات الخضراء والمنتزهات. وقد جلب انتباهنا العدد الهائل للعائلات التي اصطفت أمام مدخل حديقة الحامة في الفترة المسائية، منتظرة دورها للدخول من أبوابها العريضة، إلى جانب العدد الكبير للحافلات التي كانت راكنة بمحاذاتها والخاصة بالرحلات الاستكشافية للأطفال المتمدرسين من مختلف ولايات الوطن، الذين ينظمون رحلات خلال العطلة الربيعية لهذه الحديقة، التي تُعد المقصد المثالي لعشاق الطبيعة التي تتلون خلال هذا الفصل بتفتح زهورها واخضرار نباتاتها. وعن الحديقة أكد أغلب أولياء الأمور أنها أفضل مكان يمكن أن يقصده الأطفال، إلى جانب سهولة الوصول إليها بفضل محطة المترو، التي تخرج مباشرة أمام مدخل الحديقة؛ ما ضاعف التوافد عليها منذ انتهاء الأشغال مقارنة بما كانت عليه في مرحلة سابقة. للإشارة، فقد استحسن بعض الأولياء الذين مسهم استطلاعنا ما بادرت به الجهات المعنية بإعادة تهيئة مختلف الحدائق العمومية والمنتزهات بالعاصمة. وفي الوقت الذي اشتكى البعض الآخر من قلة المرافق الترفيهية، ثمن آخرون جهود الدولة في هذا الإطار، داعين إلى الاهتمام أكثر بالطفولة التي تبحث عن التسلية للتوفيق بين ما لها وما عليها من استلزام بعد العطل المدرسية والدخول المدرسي والعودة إلى روتين التعلم. كما استحسن آخرون مختلف النشاطات التي تم تسطيرها خلال العطلة الربيعية لفائدة الأطفال؛ ما جعل هناك تنوعا يسمح بالاستمتاع بالعطلة الربيعية بدون تكبّد عناء التنقل من ولاية إلى أخرى؛ بحثا عن ترفيه الطفل.