أظهرت، العديد من الفضائيات العربية، موقفا غريبا تجاه الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني لكرة القدم بالقاهرة، أول أمس، حيث انحازت تلك الفضائيات لمصر وفتحت المجال للمصريين لتبرير الاعتداء، ووصل بهم الأمر إلى اتهام جزائريين بالقيام بذلك الاعتداء وهو الكلام الذي يعتبر ضربا من الخيال والجنون. إن انحياز الإعلام لدولة أو فريق ما في أطر منطقية أمر معقول بسبب الذاتية والعواطف ومصالح كل طرف لكن أن يصل الأمر إلى اهانة الجزائريين فهذا غير معقول وعلى تلك الفضائيات التي تصفي حساباتها مع الجزائر لا لشيء إلا لأن الجزائر عادت إلى الساحة الدولية والإقليمية وتخلصت من متاعب الإرهاب وهو ما بات يقلق الكثير من أشباه العرب. ووجدت بعض الفضائيات العربية في الجزائر مادة إعلامية سائغة خاصة منذ تألق المنتخب الجزائري لكرة القدم الذي لم يعجب الكثيرين وخاصة عندما هزمنا مصر في لقاء الذهاب ب 3 / 1 وهي النتيجة التي تم تأكيدها في المقابلات الأخرى، وهو ما دحر كل تبريرات المصريين الذين اختفوا وراء أسباب غريبة لتبرير تراجعهم، فالجزائر بفوزها على مصر تكون قد قدمت خدمات جليلة للشعب المصري وأيقظته من سبات كبير، سبات كانوا يحلمون فيه بأنهم أقوى فريق ولا تستطيع أية دولة افريقية أو عربية أن تهزمهم، لكن الجزائر أثبتت بأنها الشبح الأسود للمنتخب المصري، وهو ما لم يتقبله المصريون وبعض المتعاطفين معهم. فلاعبو المنتخب الجزائر الذين يكتسحون كبرى الملاعب والأندية الأروبية من انجلترا إلى ألمانياوفرنسا وايطاليا والبرتغال وبريطانيا.. يملكون سمعة عالمية وما شهادة الفيفا وميسي، أحسن لاعب في العالم ومختلف المدربين الكبار إلا دليل على أن الجزائر أكبر بكثير من المنتخب المصري الذي تم تضخيمه كثيرا وهو الذي عجز عن تجاوز زامبيا بالقاهرة ونجا بأعجوبة من هزيمة بملعب الكلية الحربية أمام روندا التي ظلمها الحكم بالقاهرة، وهي مؤشرات أثبتت للمصريين بأنهم لن يقاوموا أمام الجزائر وتأكدوا من ذلك عند قرب موعد المباراة في القاهرة، فالمصريون متأكدون من خسارتهم أمام الجزائر في القاهرة، وهي القنبلة التي لا يريد المصريون أن تنفجر عليهم. لقد استقبلت الجزائر المنتخب المصري أحسن استقبال في جوان الماضي، ولم نسجل أي تجاوز من باب أن الأحسن لا يلتفت للضعيف، وهو ما أغضب المصريين الذين كانوا ينتظرون معاملة سيئة غير أن السلوك الحضاري للجزائريين اقلق المصريين كثيرا وهو الذي يحاول تسويق صورة سيئة عن عصبية الجزائريين التي يأولونها بأمور سلبية غير أن جميع دول العالم تكون قد غيرت نظرتها تجاه الجزائر من خلال اكتشافها للصورة الحقيقية للجزائريين الذين يعتبرون من أحسن الجاليات في الخارج، ويتطلع العرب كل يوم على أخبار تولي جزائريين مناصب حساسة في مختلف الهيئات العالمية من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى فرنسا وبريطانيا وهو ما يثير حسد وبغض البعض الذي ألف في الجزائر نظرة القنابل والدم ولا يريد البعض للأسف تغيير هذه النظرة، فهم يريدوننا دائما في موقع ضعف حتى يعلنوا عن تضامنهم وتأييدهم، أما أن يرونها متفوقة، فهذا هراء وضعف وتعصب وغيرها من الأوصاف. وتعود نظرة بعض وسائل الإعلام للجزائر إلى ضعف ووهن الجزائر إلى كبت نفسي أصاب هاته الفضائيات التي تنشر وتبث الرداءة للشعوب العربية، وتريد أن تسقط ضعفها ووهنها على الجزائر التي تبقى أكبر من أن تهينها شرذمة من أشباه الاعلامين أو أن تصغر مكانتها مقابلة كرة قدم.