عودة آخر فوج من المناصرين الجزائريين من الخرطومعادت، مساء أمس، إلى أرض الوطن آخر مجموعة من أنصار الفريق الوطني لكرة القدم، قادمة من الخرطوم يرافقها وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، الذي مدد إقامته بأرض السودان الشقيق، طبقا لتعلميات فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التي تنص على بقائه هناك إلى غاية ركوب آخر مناصر الطائرة للعودة إلى الجزائر، وذلك من باب حرصه الشديد للإطمئنان على أبنائه وعودتهم سالمين. وهذا ليس بغريب على سيادته، كونه أنه أب ونصير كل الجزائريين والجزائريات، أينما كانوا ووجدوا، وهو موقف شهم ينطوي على الكثير من الأبعاد والدلالات البالغة، فهو بعد إنساني كبير يستحق منا جميعا أن نقف له وقفة إجلال وإكبار، يجسد الرّوابط القوية التي تجمعه بمواطنيه، ويزيدهم إلتفافا حوله، وكان وقد وجد الآلاف منهم بين ليلة وضحاها أنفسهم بالخرطوم بفضل التدابير الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة بناء على توجيهاته لتمكينهم من حضور مباراة 18 نوفمبر التاريخية، المتوجة بفوز ''الخضر'' عن جدارة واستحقاق وانتزاع تأشيرة التأهل الى المونديال 2010 على حساب منتخب الشقيقة مصر. وفي الواقع، فإن اهتمام أعلى هرم في السلطة بالفريق الوطني وبأنصاره هناك بالخرطوم، التي تبعد عن الجزائر بآلاف الكيلومترات أعطى ل''الخضر'' زخما قويا في تلك المباراة، التي قهر فيها الفراعنة على أرض هم من اختاروها لتجري بها مباراة الفصل، ولكنهم انقلبوا فجأة على السوادان مباشرة بعد الهزيمة لتبرير الإقصاء من كأس العالم واتهم الإعلام المصري الأمن السوداني بالتقصير في توفير الأمن لهم!؟ ولم يتردد بعض العاملين في الصحافة (إياها) في وصف على المباشر السودان بالبلد (المتخلف) بدليل أن مطار الخرطوم حسبهم صغير لا يقدر على استيعاب الكم الهائل من المناصرين، ولا يليق باستقبال (القامات) و(البهاوات)!؟ الى غير ذلك من الكلام الجارح والمسيئ. إنها هستيريا إعلامية منظمة شنتها منذ أسابيع فضائيات تجارية وصحف صفراء بهدف الإثارة والابتزاز الاعلامي للنيل من الجزائر ومن رموزها الوطنية، لم يسلم منها مع الأسف الشديد حتى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ولكن هيهات ثم هيهات، ونقول للمخططين لها ومنفذيها »خسئتم« ولا يتوقع أن تتوقف هذه الهستيريا والهجمة الإعلامية الشرسة على الجزائر، التي (يتفنن) فيها المحسوبين على الإعلام الرياضي ما دام أن وقع الصدمة ما يزال قائما على أشده في نفوس المصريين وسيبقى كذلك في أوساط »الشوفينينيين« شهورا طويلة، لقد تحدث هؤلاء في غوغائهم عن (مؤامرة) حبكتها الحكومة الجزائرية من أجل فوز فريقها الوطني في الخرطوم، الى غير ذلك من الكلام الجارح الحقير المردود على أصحابه، كلام يجعل منهم أقزاما أمام الجزائريين، وهم الذين يعتبرون أنفسهم (قامات). وأعتقد كما يعتقد العقلاء والشرفاء في الجزائر ومصر أن كل ما قيل ويبث بالرغم من خطورته والتجني على الجزائر ورموزها وما يمكن أن يترتب عنه من انعكاسات تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين وعلى نسيج الروابط بين الشعبين الشقيقين لا يرتقي في خطورته ما اتهم به وزير الاعلام المصري ''أنس الفقي'' المناصرين الجزائريين بالاعتداء على المصريين في الخرطوم، حيث صرّح في حصة ''دائرة الضوء'' عفوا ''دائرة الظلام'' التي تبثها قناة ''النيل الرياضية''، (وهي حكومية) بعد المباراة بأن: ''الجزائريين هناك اشتروا كل السكاكين إلى درجة أنه يستحيل العثور على سكين واحد، حتى ولو دوّرت على كل المحلات في الخرطوم''.