لا شك ان كل معاني الشكر والتقدير والاحترام التي قدمها الجزائريون شعبا وقيادة للسودان الشقيق، لا تكفي للتعبير عن ما يختلج في صدور كل الجزائريين، تجاه السودانيون الذين احتضنوا اخوانهم الجزائريين القادمين من جحيم مصر وما جرى لهم قبل وبعد مباراة السبت الماضي. ففي قمة نشوة الانتصار والافتخار والتباهي بفريق ادخل الفرحة إلى قلوب الملايين لم ينس الجزائريون ان هناك في السودان البعيد عنا جغرافيا والقريب عنا وجدانيا، شعب استقبل من اصبحوا ابطال الجزائر بفوزهم العريض على مصر، بحفاوة واحتضنهم وهون عليهم جحيم القاهرة، والاكثر من هذا استقبال الجموع الغفيرة من المناصرين الذين انتقلوا الى الخرطوم بقوة لمساندة الفريق الوطني، هاته الجماهير وفور عودتها الى ارض الوطن لم تتوقف عن ترديد عبارة الشكر والعرفان في كل المحافل وتذكر خصال السودانيين الذين فتحوا لهم قلوبهم قبل ان يفتحوا بيوتهم لمشجعي الفريق الوطني، وكان بحق درسا جاء من الكبار هناك في السودان ليتبين الفارق الكبير بين حسن الضيافة التي هي من شيم العرب الحقيقيين وبين الجحيم الذي عاشه الوفد الجزائري وكل الانصار الجزائريين في القاهرة، وليبين للجميع الفارق بين من هو متحضر وبين من يدعي التحضر الذي يدوسه ذهابا وايابا. فالعلامة الكاملة تمنح للسودان الشقيق الذي نجح في جعل العرس الكروي يسير في ظروف أقل ما يقال عنها انها عادية ومريحة، وهو ما اكده وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار الذي اشاد بالجمهور الجزائري في ملعب ام درمان رغم محاولات البعض من الطرف الخارجي افساد عرس ملايين المناصرين من خلال افتعال احداث لا تنطلي على الكبار، والتي دارت في مخيلتهم فقط من فرط الهذيان الذي سيطر على عقول البعض وجعلهم يتخبطون من اجل لعبة »جلد منفوخ«. الافراح الملاح مستمرة في الجزائر والفيفا وضعت، مساء اول امس، قائمة الدول المتأهلة لمونديال جنوب افريقيا من بينها الجزائر، والسودان الشقيق كسب رهان تنظيم مباراة كانت صعبة وسيطر على الوضع داخل الملعب وخارجه، والجزائريون لن ينسوا حسن الضيافة، كما اننا لا ننسى اننا دخلنا السودان آمنين وخرجنا منه سالمين، منتصرين وغانمين، فمرة أخرى، شكرا لكم.