منح الثقة لمن هم أهلا لحمل الأمانة شهدت بعض مناطق وسط وغرب الجزائر العاصمة مشاركة متوسطة في العملية الانتخابية لاسيما في الساعات الأولى من انطلاقها، إلا أن الوضع تغير تدريجيا في اللحظات الأخيرة، حيث تزايد عدد المقبلين على صناديق الاقتراع نظرا للظروف الحسنة لسير العملية والتي لم يتم تسجيل فيها أية خروقات يمكن أن تفقد العملية الانتخابية قيمتها ونزاهتها. «الشعب» رصدت أجواء الموعد الانتخابي الهام الذي تجندت له جميع الهيئات ومؤسسات الدولة لإنجاحه، وخلال جولتنا الاستطلاعية تقربنا من الناخبين ببعض بلديات العاصمة من بينها باب الواد والرايس حميدو و درارية وكذا خرايسية، حيث أجمع المواطنون على أهمية أداء واجبهم الانتخابي من أجل مصلحة البلاد مؤكدين أنهم ضد ترك أصواتهم للتلاعب بها واستعمالها بل يفضلون التصويت للمترشحين الذين استطاعوا إقناعهم خلال فترة الحملة الانتخابية والذين يملكون الكفاءة التي تمكنهم من تسوية انشغالات المواطنين وتلبية احتياجاتهم. كانت البداية من مركز شرشالي بوعلام ببلدية باب الواد لاحظنا خلال الساعات الأولى من بداية العملية الانتخابية إقبال محتشم للناخبين سوى كبار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و 60 سنة، حيث لم يفوتوا هذا الموعد الهام بل فضلوا التوجه إلى مكاتب الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي نساء ورجالا، في حين كانت مشاركة عنصر الشباب محتشمة في الساعات الأولى من انطلاق العملية قبل أن تتغير نسبة توافد الناخبين خلال فترة ما بعد الزوال. من جهتها أكدت المواطنة نريمان تركي التي حضرت من خرايسية إلى مركز شرشالي بوعلام كونها مسجلة ببلدية باب الواد أن مشاركتها في العملية الانتخابية تعد لأول مرة وذلك بفضل والدها الذي حثها على أهمية أداء واجبها الانتخابي الوطني رغم أنها لم تكن مقتنعة بأداء المترشحين. كما أوضح المواطن محمد من بلدية باب الواد أنه سيختار المترشح الجدير بالثقة الممنوحة له والذي يرى أنه يستحق أن يفوز بمقاعد على مستوى البرلمان كونه سبق وأن سلط الضوء على معاناة المواطنين وأكد أنه سيعمل على تسوية جميع انشغلاتهم الاجتماعية والمهنية في حال التصويت لصالحه، متمنيا أن تجسد الوعود المقدمة على أرض الواقع. ولاحظنا خلال سير العملية الانتخابية انتشار مكثف من قبل أعوان الأمن الوطني الذين سهروا على ضمان استمرارية الانتخاب في ظروف أمنية جيدة دون تسجيل تجاوزات ومشاكل للتسهيل على المواطنين أداء واجبهم الانتخابي في ظروف أمنية حسنة، حيث قامت الجزائر بتجنيد أكثر من 100 الف عون أمن ودرك في مختلف ربوع الوطن. من جهة أخرى، أكد لنا رئيس مركز التصويت بابا عروج بالرايس حميدو أن نسبة الانتخاب خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية الانتخابية كانت متوسطة، حيث قدرت على المستوى المركز ب 20 بالمائة، في حين عرفت النسبة ارتفاعا بعد الساعة الثانية عشر أين كان الإقبال قوي لاسيما من قبل النساء والشباب. وعبر المواطنون بمركز بابا عروج عن ارتياحهم للسير الحسن للعملية الانتخابية على مستوى بلدية الرايس حميدو نظرا للتنظيم الجيد بمكاتب الاقتراع والظروف الأمنية الجيدة، زيادة على الدور الهام الذي لعبه المراقبون المحليون والدوليون لضمان انتخابات شفافة ونزيهة. أما مركز ابن رشد ببلدية درارية الذي يعد أكبر مركز تصويت بالمنطقة بتوفره على 10 مكاتب اقتراع، فقد قدر عدد المسجلين بهذا المركز ب 4320 مواطن، في حين كان إقبال الناخبين على مكاتب التصويت متوسط على العموم، إذ لم يتعدى ال 200 ناخب من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية عشر . كما وفرت بلدية خرايسية جميع الإمكانيات المادية والبشرية لضمان السير الحسن للعملية الانتخابية وهو ما لاحظناه بكل من مركز الإخوة أميود المحاذي للبلدية ومركز بن عبدي الذي عرف مشاركة معتبرة من قبل المواطنين لاسيما فترة بعد الزوال،حيث توجه المواطنون من جميع الفئات رجالا ونساء إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أحسن الظروف. وحسب مسؤول مركز الاقتراع الأخوة أميود فإن عملية التصويت تجري في أحسن الظروف ونسبتها تراوحت ما بين 35 و40 بالمائة من الساعة الثامنة إلى غاية الثانية عشر بعد الزوال ولا يزال المواطنون يتوافدون بكثرة على مكاتب الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي إلى غاية الساعة الأخيرة من انتهاء العملية. وميزت العملية الانتخابية ببلدية خرايسية الحضور المكثف لعناصر الشرطة التي كانت موزعة توزيعا محكما لضمان السير الحسن للانتخابات البرلمانية والتصدي لمحاولات القيام بعمليات الشغب.