بوشوارب: الدستور الجديد سمح للجزائر بولوج الجيل الثاني من الإصلاحات اختتمت أمس فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بمنطقة البحر الميت في الأردن والذي انعقد على مدار ثلاثة أيام متواصلة بالتأكيد على ضرورة تمكين الشباب من مستقبل أفضل في الوقت الذي طغت فيه نقاشات السياسة على الاقتصاد في معظم جلسات هذا المنتدى. قال مدير منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي ميروسلاف دوسيك في ختام اشغال اللقاء ان هذه القمة “نجحت إلى جانب ابرازه دور الشركات الريادية في المنطقة والتي تم تسليط الضوء عليها من خلال إطلاق مبادرة المائة شركة ناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جمع عدد من ممثلي الاطياف الدينية في العراق و من المؤثرين من الشباب على مستوى العالم في مختلف مجالات العلم والتكنولوجيا وكذا عرض بعض المبادرات المهمة ومنها مبادرة (الانترنت للجميع)”. ومن بين نتائج المنتدى اطلاق مبادرة جديدة للتنمية المستدامة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا “ليكون الاردن مركزا رئيسيا لدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المشاريع الحيوية الكبرى” حسب دوسيك. وحثت بعض مداخلات الجلسة الختامية للمنتدى على ضرورة بعث الامل في جيل الشباب العربي من خلال توفير كل فرص النجاح لهم وتمكينهم من المساعدات التقنية والمالية لتجسيد مشاريعهم الخلاقة للثروة مشيرين الى ان صناع القرار الاقتصادي في البلدان العربية “ يجب ان يفتحوا المجال واسعا لاقتصاد عربي بيني حر يكون منصفا من الناحية الاجتماعية “. ونوه بعض الشباب الرياديين من جهتهم بمسعى المنتدى الرامي الى تشجيع الشركات العربية الناشئة معتبرين بان اللقاء كان فرصة لتسليط الضوء على قدرات الشباب العربي الكبيرة في مجال صناعة التكنولوجيا وللتأكيد مرة أخرى على أن هؤلاء الشباب ليسوا اقل ذكاء ولا إبداعا من نظرائهم في العالم المتقدم. ومثل الجزائر في المنتدى وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب الذي شارك في ثلاث جلسات حوارية أكد فيها طموح الجزائر لان تكون من “أكبر” مراكز التصنيع القادم في المنطقة وإفريقيا خاصة وهي تمر بمرحلة تحول مهمة في قطاع الاستثمار والصناعة. وهي مرحلة - كما قال - “مليئة بالتحدي لكنها تحمل فرصا كبيرة وهي الفرص التي نقترحها على رواد الاعمال الحاضرين بالمنتدى”. كما تطرق الوزير مع مختلف المشاركين في الجلسات التفاعلية الى “النظرة الاستشرافية للجزائر وسلامة مواقفها من الأحداث التي تعرفها بلدان المنطقة و كذا دورها الريادي كوسيط ذي مصداقية في حل الأزمات وإعادة السلم والأمن الدوليين والاستقرار لبلدان المنطقة”.وحول موضوع الانتقال الطاقوى أكد الوزير بان هذا الانتقال “ يشكل تحديا حقيقيا للمنطقة رغم أنها تعد أول ممون للعالم بالطاقات التقليدية وهي تزخر بأكثر من نصف الاحتياطات العالمية من البترول والغاز”. اما عن دور الإصلاحات في تطوير الاقتصاد فقد أكد السيد بوشوارب في هذا الخصوص على ان الإصلاحات التي بادرت بها الجزائر في السنوات الاخيرة أصبحت اليوم “حتمية وضرورية”، مشيرا إلى أن الدستور الجديد سمح للجزائر بولوج الجيل الثاني من الإصلاحات سواء السياسية منها او الاقتصادية.وقال السيد بوشوارب بان الدستور الجديد لعام 2016 “رسخ سياسيا الديمقراطية اللينة في الجزائر ومنح هوية خاصة للاقتصاد الوطني من خلال حزمة القوانين الجديدة التي أصبحت تساير اكثر وبصفة فعالة التطورات الاقتصادية الحاصلة سيما منها قانون الاستثمار الذي ادخلت عليه 22 مادة بهدف تسهيل وتسيير الاستثمارات الأجنبية والمحلية”. وفي تصريح لواج على هامش المنتدى افاد وزير الصناعة والمناجم نية المدير العام لشركة “بروكتر وغامبل” المتخصصة في المنظفات ومستحضرات التجميل محمد سمير الاستثمار في الجزائر مشيرا الى ان رجل الاعمال المصري محمد سمير استفسر عن ظروف وشروط الاستثمار في الجزائر والقوانين المحددة لهذه العملية في ظل قانون الاستثمار الجديد.وأكد الوزير أنه “طمأن” هذا المستثمر الذي من المرتقب ان يحل بالجزائر بعد شهر رمضان المبارك بإمكانية العمل في الجزائر وفق ما يقتضيه القانون الجزائري والتطلع مسبقا مع الجهات المعنية في وزارة الصناعة والمناجم وقطاعات اخرى على كل الإجراءات المتعلقة بهذا الاستثمار سواء في اطار الشراكة مع مؤسسات عمومية وطنية أو في اطار استثمار مع متعامل خاص.