لا اعرف إذا كانت معاهدة كامب ديفيد المصرية الإسرائيلية تنص فيما نصت عليه من مصائب ، الالتزام بالتعاون المشترك بين البلدين على واد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة خنقا وبالطرق والوسائل التي تراها كل منهما على حدة أكثر جدوى وأنجع فاعلية ؟ فقد طالعتنا الصحف المصرية والإسرائيلية وبشكل متزامن تقريبا عن شروع حكومتيهما بتنفيذ الموت البطيء على سكان الضفة وغزة . صحيفة معار يف الإسرائيلية أوردت خبرا مفاده .. أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتخذ قرارا بإقامة الجدار الأمني العازل على امتداد الحدود الإسرائيلية المصرية بما فيها حدود فلسطين التاريخية مع مصر ، بتكلفة 5 مليارات دولار، بحجة لا تنطلي على احد ، مثل ، منع تسلل المهاجرين الأفارقة إلى إسرائيل . وذلك بعد ان استكملت إسرائيل بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية الذي يبلغ طوله 750 ك.م ، ويبتلع نصف مساحتها . أما خبربالشروق المصرية ا مفاده ..أن مصر تقوم حاليا بتحصين أمن منطقة الحدود الشرقية لمصر ببناء حائط حديدي على الحدود مع قطاع غزة المحاصر ، لضمان عدم تكرار اقتحام مواطني غزة للأراضي المصرية كما حدث في يناير من عام 2008 ، ومنع تهريب البضائع والأسلحة . ونسبت إلى مصدر مسؤول قولة ، أيا ما تقوم به مصر على الحدود مع غزة أو إسرائيل ، فهو شأن مصري بحت يرتبط بممارسة حقوق السيادة الوطنية ، وما يحدث على الجهة الأخرى هو شأن الجهة الأخرى . مضيفا.. أن موقف مصر من مكافحة التهريب عبر الأنفاق معلن وكذلك التزاماتها الدولية في هذا الشأن بما في ذلك مع الولاياتالمتحدة . وهذا يعني أن الفلسطينيين في الضفة والقطاع بعد ضم القدس وسلخها عن محيطها ، سيكونون على موعد مع جدران تخنقهم وتحجب الشمس والهواء عنهم وتضعهم تحت رحمة إسرائيل . جدار الضفة الغربية بات واقعا مرا ومهينا للملايين من الفلسطينيين . ولم تنفع الاعتراضات الدولية عليه ولا قرار محكمة العدل الدولية . وكان على الشقيق الأكبر في مصر أن يجعل منه الشغل الشاغل وهو يراه يتلوّى مثل أفعى بين المدن والقرى الفلسطينية ، لا أن تجرب مصر حظها في إحكام الحصار والموت البطيء على الشعب الفلسطيني . في ظل الصمت الرسمي العربي سوف يبقى أهلنا في الضفة وغزة فوق صفيح ساخن ، الجدران تحاصرهم والاحتلال يمزقهم . ومع استكمال بناء جدار الفصل المصري على حدود قطاع غزة سيكون الحصار سجنا قاتلا ، والسجان هو نفسه هنا وهناك. المؤسف أن إقامة الجدران في الأراضي الفلسطينية أصبحت امن قومي للعدو والشقيق ، والصمت العربي عن جدار شارون للفصل العنصري شجع على تكرار التجربة ضد اهالي قطاع غزّة . والصمت عما سيحدث في غزّة ربما سيشجع على بناء جدران إضافية حول كل قرية ومدينة فلسطينية.