أكد العقيد جمال بن رجم، رئيس مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية ومكافحتها، التابع لقيادة الدرك الوطني، أن قيادة السلاح الأخضر اتخذت كل الإجراءات والتدابير للتصدي لدعاة التشويش على امتحانات البكالوريا المقررة شهر جوان، مطمئنا بعدم تكرار سيناريو غش 2016. أبرز بن رجم في رده على أسئلة الصحافة، أمس، في ندوة نقاش بجريدة “الشعب” بعنوان “خطر الجريمة الإلكترونية على الأمن العمومي وآليات مكافحتها “، أن الدرك الوطني يساهم في تهيئة أجواء البكالوريا منذ البداية بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، ومصالح الأمن الوطني. وأوضح في هذا الصدد أنه تم تشكيل خلايا مكونة من كفاءات عالية من الدرك الوطني المكلفين بمراقبة مراكز الامتحان، بالإضافة إلى مراقبة موقع “واب”، من خلال نظام اليقظة “العملي الذي يستمر على مدار 24 ساعة بدون انقطاع” وذلك طيلة أيام هذه الامتحانات المصيرية، لإحباط أي محاولات لتسريب مواضيع الامتحانات. وذكر أن مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية ومكافحتها كان نشطا جدا خلال 2015 و2016 فيما يتعلق بالمراقبة الإلكترونية خلال فترة امتحانات البكالوريا، مجددا تأكيده أن تامين البكالوريا خلال هذه السنة ليس على موقع “الواب” فحسب وإنما على مستوى كامل المحيط، وأن كل الاحتياطات قد اتخذت، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من المتدخلين في هذا المجال، ما يجعل تكرار سيناريو السنة الماضية شبه مستحيل. ودعا في معرض الحديث إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات وما يمكن أن ينشر في المواقع الإلكترونية من مواضيع مستنسخة من الدورات السابقة تعود إلى سنين طويلة للتشويش على التلاميذ لإرباكهم وبث البلبلة، من أجل تحقيق غايات معينة. وركزت أسئلة الصحافة خلال النقاش على استعمالات “الفايسبوك” في نشر معلومات خاطئة ومشوهة للوضع الأمني والاجتماعي في الجزائر، من قبل أشخاص ينتحلون صفة الجزائريين، لنشر الفوضى والشكوك، وهنا أبرز المتحدث أن أبناء الوطن يمتلكون من الفطنة ما يجعلهم يكتشفون من خلال التعليقات، أنه ليس لديهم أي صلة بالجزائريين، وأنهم مجرد دعاة فتنة منتحلين صفات ليست لهم، قائلا “المركز بالكفاءات التي تعمل فيه لهم بالمرصاد”، مشيرا إلى أن “الفضاء الأزرق كما له سلبيات فيه كذلك إيجابيات”. وفيما يتعلق بالصور التي نشرت حول المروحية التابعة للقوات البحرية الجزائرية التي سقطت أول أمس بولاية تيبازة، على أساس أنها التقطت من المفرزة الخاصة للدرك الوطني، كذب بن رجم أن تكون الصورة لهذه الأخيرة، معلنا أن الدرك الوطني ليس لديه صفحة ب«الفيسبوك” ولا صفحة بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ما عدا الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الوطني، مؤكدا أن أي معلومة تنشر سواء عن الدرك الوطني أو الأمن العمومي إلا وتخضع لمراقبة “تحت مجهر” المركز، بالرغم من أن تحليلها يتطلب بعض الوقت، “إلا أننا تمكنا من اقتفاء أثار مرتكبي الجرائم الإلكترونية، ولدينا قائمة تحوي معلومات عن هؤلاء الأشخاص”. وفي إطار مكافحة الجرائم الإلكترونية، وردا عن سؤال حول موضوع الهجمات السبرانية التي استهدفت المواقع الحكومية للعديد من الدول المتقدمة، أكد أن تأثيرها على الجزائر كان بشكل ضعيف، كون أن التجارة الإلكترونية في الجزائر ما تزال غير نشطة، وما يتبعها من تأخر في الدفع الإلكتروني.