ازدهرت ظاهرة التجارة الفوضوية للباعة المتنقلين خلال شهر رمضان وتوسع نشاطها بولاية بومرداس، حيث تحوّلت أرصفة الطرق الى فضاءات مفتوحة لعرض مختلف المنتجات بما فيها المواد الغذائية الحساسة سريعة التلف كالأسماك والحلويات ومادة الخبز المعروض على طاولات للغبار وتحت أشعة الشمس دون أن تحرك السلطات العمومية ساكنا لوضع حدّ لهذه الأنشطة الموازية وحماية المستهلك من المخاطر الصحية.. كل أنواع المنتجات يمكن لمستعمل الطريق رقم 24 الرابط بين عاصمة الولاية ودلس اقتناءها في الطريق العام دون عناء التنقل إلى الأسواق ونقاط البيع المنظمة قانونا التي هجرها المستهلك، حيث تنتشر أول نقطة بيع بمنطقة الكرمة على أمتار من الفضاء التجاري الرسمي الذي خصّصته السلطات المحلية ومديرية التجارة للناشطين في الميدان، الذين فضّل أغلبهم احتلال الرصيف وحيز كبير من الطريق للتفنن في عرض المنتجات وبالأخص الخضروات على طاولات أو مباشرة على المركبات لتسهيل عملية التنقل مسببين إزدحاما يوميا، خاصة في الفترة المسائية لحظة خروج الموظفين من العمل. ثم تأتي النقطة السوداء الثانية بمنطقة بن يونس بزموري، حيث اختلط النشاط الرسمي لأصحاب المحلات والنشاط المؤقت لعشرات الشباب والأطفال الذين يقومون بعرض مختلف المواد الغذائية على الأرض دون اكتراث لصحة المستهلك الذي أصبح هو الآخر لا يبالي لهذه المسألة وهمّه الوحيد هو اقتناء سلع بسعر أقل وبطريقة تفاوضية، كما وصل الأمر حسب ما وقفت عليه «الشعب» قبل أيام إلى عرض ورمي أكياس الحليب على الأرض مباشرة من قبل المضاربين من أصحاب مركبات التبريد وسط زحام كبير للمواطنين وفي مظهر مشين يدل على انعدام الثقافة الاستهلاكية وعدم المبالاة بالأخطار المحدقة، خاصة وأن المنطقة عبارة عن أحياء للشاليهات تنعدم فيها أدنى شروط النظافة بسبب الأوساخ وانتشار النفايات المنزلية.. لكن أكبر فضاء فوضوي مفتوح للتجار الفوضويين انتقل إلى حي الحاج أحمد بزموري، حيث وصل الأمر بالناشطين إلى نصب خيم صغير وطاولات لبيع الخضر والفواكه بالخصوص البطيخ بكل أنواعه على الطريق العام مباشرة، مما اضطر أصحاب المركبات إلى استعمار رواق واحد فقط، حيث تسبّب الجمعة الماضي في زحام مروري كبير وصل إلى عدة كيلمترات، لكن اللافت هو الغياب التام للسلطات المحلية والمعنية بمحاربة الظاهرة وتسهيل حركة السير ووضع حدّ لمهازل عرض المنتجات الغذائية في الطرق والفضاءات العمومية. ——