احدث حزب التجمع الوطني الديمقراطي »الارندي« المفاجأة بافتكاكه 20 مقعدا من مجموع 48 خلال انتخابات التجديد النصفي لاعضاء مجلس الامة، فيما اكتفى حزب جبهة التحرير الوطني بالحفاظ على مرتبته الريادية لكن بفارق مقعدين فقط عن منافسه، ولم تتجاوز حصة »حمس« المقعدين واستطاعت الجبهة الوطنية الجزائرية في اول امتحان لها من الحصول على نفس العدد وعاد للمستقلين مقعد واحد شأنهم في ذلك شأن التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، في انتظار تأكيد هذه النتائج من قبل المجلس الدستوري هذا السبت اي بعد انقضاء الآجال القانونية المحددة ب 72 ساعة. نجح »الارندي« في معركته الاخيرة مع »الافلان« الذي ورغم انه لم يفشل على اعتبار انه حافظ على موقعه الريادي الا انه لم يحقق النتائج المتوقعة على لسان مسؤليه، واعتبرت قيادة »الارندي« في بيان اصدرته عقب الاعلان عن النتائج هذه الاخيرة جد ايجابية وانها تجاوزت التوقعات وشكلت »خطوة متقدمة« بالنسبة لتمثيل الحزب بالغرفة البرلمانية الاولى. ورغم ان النتائج فاجأت البعض الا انه وبالنظر الى التحضير المحكم الذي باشره »الارندي« بعيدا عن الأضواء وفي صمت تام، فإن افتكاكه لهذه المقاعد والمرتبة الريادية كان واردا، ولعل مايؤكد هذا الطرح تأكيد امينه العام احمد اويحيى بان التحالف بين حزبه وحزب العمال المعلن عنه قبل ايام قلائل، والذي من خلاله دعم حزب لويزة حنون »الارندي« في هذا الاستحقاق الانتخابي يعود الى شهر جوان الفارط. كما ان عدم حصد الحزب العتيد للعدد المتوقع على الاقل من قبل القيادة من المقاعد المنافسة، بقدر مايكون مرتبط بعدم التحكم في المنتخبين الذين انشقوا بعد رفضهم للمترشحين الذين افرزتهم الانتخابات الاولية والذين الزموا بالتصويت عليهم ولعل مايؤكد ذلك أن هؤلاء فازوا بثلاث مقاعد من مجموع 22 مقعدا المحصل عليها من قبل »الافلان«. وإذا كان »الافلان« لم يحقق النتائج المرجوة فاسحا المجال واسعا أمام »الارندي« فإن نكسات »حمس« لم تتوقف، فبعد تراجع نتائجها في التشريعيات والمحليات فشلت مجددا في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، حيث ورغم تقدمها ب 25 ولاية الا انها تحصلت على مقعدين فقط، وعلى الارجح فإن رئيسها ابو جرة سلطاني يكون قد توقع هذه النتيجة ذلك انه اكد في تصريح صحفي بان »التحالف الرئاسي مهما كانت نتائج انتخابات التجديد النصفي«.. كل التقارب يتم خارج التحالف الرئاسي يدرج في اطار التعاون وهو حق مكفول للاطراف الثلاثة في اشارة واضحة الى التحالف الذي اقيم بين »الارندي« وحزب العمال لقطع الطريق امام »الافلان«. ورغم كل الظروف استطاع الحزب العتيد من افتكاك عضوية مجلس الامة، بولاية الجزائر، حيث عاد لرئيس المجلس الولائي عبد العزيز جفال الذي حصد 286 صوت بفارق 131 صوت عن ملاحقه سعيد رويبع ممثل »الارندي« الذي تحصل على 165 صوت متبوعا بممثل »الافانا« مسعود تواتي ب 81 صوتا في حين احتل ممثل »حمس« خثير محب المرتبة السادسة. ورغم انها المشاركة الاولى لها الا ان الجبهة الوطنية الجزائرية استطاعت في اجواء طبعتها منافسة شديدة من حصد مقعدين احدهما تقدم كمترشح مستقل. للاشارة فانه ترشح المنتخبين المستقلين والممثلين للاحزاب ل 48 مقعدا من مجموع 144 عضو في الغرفة العليا منهم 96 يتم انتخابهم و 48 يشكلون الثلث الذي يعينه رئيس الجمهورية.