تخرجت عدة دفعات استفادت من تكوين علمي وعسكري في عدة تخصصات بالمدرسة العليا البحرية “ المجاهد محمد بوتيغان “،أمس، ب “تمنفوست” بالجزائر العاصمة، تحت إشراف قائد القوات البحرية اللواء محمد العربي حولي. تتكون هذه الدفعات التي أطلق عليها اسم شهيد الثورة التحريرية قويدر برانيص من الدفعة 25 لدروس دورة القيادة والأركان والدفعة الأولى “ماستر” في اختصاص “هيدروغرافيا” والدفعة 32 للتكوين الأساسي الموافقة للدفعة 7 ليسانس نظام “ال.أم.دي” شملت عدة تخصصات في علوم الملاحة البحرية واتصالات وأنظمة الأسلحة البحرية وميكانيك بحرية والمحافظة البحرية وتسيير وإدارة الشؤون البحرية حيث تضم هذه الدفعة 30 بالمائة من عنصر الإناث. وشاركت في مراسم هذا الحفل أيضا الدفعة 25 لدروس الإتقان التي هي حاليا في طور التكوين فضلا عن دفعة الأهلية العسكرية درجة ثانية ودفعة الشهادة المهنية العسكرية درجة ثانية. وبعد تفتيش الدفعات المتخرجة التي تضم أيضا متربصين من موريتانيا وجمهورية الكونغو من طرف قائد القوات البحرية ألقى قائد المدرسة العميد صالح بوقرن كلمة أشاد فيها ب “مستوى التكوين الجيد الذي استفادت منه هذه الدفعات “التي تلقت —كما قال— “تكوينا عسكريا ونظريا وتطبيقيا متكافئا ومتوازنا مما يمنحها قدرة عالية وكفاءة تؤهلها في المستقبل لأداء مهامها بكل ثقة واقتدار في جميع التخصصات “. كما نوه قائد المدرسة ب “المجهودات الجبارة المبذولة من قبل الإطارات والأساتذة والمعلمين والمدربين في مختلف التخصصات الذين أدوا واجبهم بكل إخلاص يحدوهم في ذلك حبهم لعملهم ووفاءهم لمنظومتهم التكوينية للتمكن من صنع كفاءات عسكرية قادرة على التكيف مع التطور العسكري المتسارع الذي يعرفه العالم اليوم”. ودعا العميد بوقرن بالمناسبة الدفعات المتخرجة إلى “التحلي بالانضباط والسلوك السوي والأخلاق الحميدة “، مشددا على ضرورة “تطبيق المعارف التي تلقوها لمواجهة الواقع الميداني بكل احترافية أثناء تأدية المهام وفاء للشهداء الأبرار وقيم ثورة نوفمبر الخالدة”. وبعد أن أدت الدفعات المتخرجة القسم تم تسليم الشهادات وتقليد الرتب للطلبة المتفوقين إلى جانب تسليم وتسلم العلم ما بين الدفعة المتخرجة والموالية على التربص مع تسمية الدفعات باسم الشهيد قويدر برانيص. كما تميز الحفل بتقديم تمرين بياني تم خلاله إبراز عملية بحث وإنقاذ ومساعدة سفينة شب على متنها حريق وذلك بإقحام حوامتين لتقوم بهذه العملية بكل إنسانية واحترافية وإتقان لإنقاذ الضحايا في البحر. وفي ختام مراسم هذا الحفل تم تقديم استعراضات عسكرية على إيقاع أنغام الفرقة الموسيقية للمدرسة إلى جانب تكريم عائلة الشهيد من طرف قائد القوات البحرية. الشهيد قويدر برانيص من مواليد 1930 بقرية الساهلة قرب مدينة عين صالح التحق في 1956 بصفوف جيش التحرير الوطني بنواحي بشار بالولاية التاريخية الخامسة وذلك بعد قيامه بهجوم على إحدى الثكنات العسكرية التابعة للاستعمار والاستيلاء على كمية معتبرة من الأسلحة والذخيرة والفرار منها. وفي أواخر 1958 في إشتباك قرب مدينة بشار ألقي عليه القبض من طرف الاستعمار بعد أن أصيب خلال معركة حيث زج به في السجن وذاق كل أنواع التعذيب وتم التنكيل بجثته بعد استشهاده.