تتوفر سكيكدة على قدرات وثروات سياحية غنية ومتنوعة، فبفضل ما يزيد عن 140 كلم من الساحل على البحر الأبيض المتوسط، فيما يكتنز الجزء الغربي من الولاية سلاسل جبلية ذات غطاء نباتي هام ومتنوع ومناظر خلابة، ويضاف إلى هذا الثراء الطبيعي منابع المياه المعدنية لكل من عين شرشار وعزابة والمنبع المعدني لبني ولبان فيما تتميز الواجهة البحرية بموانئ الصيد البحري والنزهة وذلك انطلاقا من المرسى شرقا إلى غاية وادي زهور غربا، حيث يضم هذا الشريط 14 بلدية ساحلية. كما أنه وزيادة على 140 كلم من الشريط الساحلي تكتنز ولاية سكيكدة عديد الفضاءات السياحية بكل من مرسى قرباز الممتد من شاطئ سيدي عكاشة بأقصى شمال شرق الولاية إلى غاية الآثار المقدسة والذي يضم قدرات سياحية هامة على غرار شاطئي المرسى وقرباز، بالإضافة إلى آثار رومانية. وقد عرف الاستثمار الخاص في المجال السياحي تطورا ملحوظا، على غرار دخول نزل روايال توليب «5 نجوم» الخدمة، حيث يعد هذا المرفق السياحي على مساحة 20 ألف متر مربع وذات 14 طابقا ثمرة استثمار خاص بقيمة 8 مليار د.ج وتمّ بناؤه بالقرب من البحر ببلدية فلفلة شرق مدينة سكيكدة، ويضم 243 غرفة 5 منها من نوع «سويت» وأخرى «سويت رئاسية» بالإضافة إلى عديد المطاعم من بينها مطعم مفتوح على مدار ال 24 ساعة وقاعة لاحتضان الاجتماعات مجهزة بتقنية بث المحاضرات عن بعد. كما يوجد 34 مشروعا لبناء فنادق أخرى في طور الانجاز بالولاية وستمكن من إضافة 5 آلاف سرير جديد إلى ال 2000 المتوفرة حاليا، ورغم انها تبقى غير كافية بالنظر إلى الطابع السياحي للمنطقة والاقبال المتزايد، إلا أن ذلك يعتبر إضافة للقطاع. إضافة إلى مشروع قرية سياحية ببلدية فلفلة التي تحتضن أكبر مشروع سكني في منطقة بوزعرورة غير بعيد عن موقع مشروع القرية السياحية وفق الاستثمار بالشراكة «جزائري سعودي»، وهو مشروع ضخم يأخذ النمط العصري بتكلفة تزيد عن 750 مليار سنتيم، يتربع على مساحة قدرها 13 هكتارا، وبلغت نسبة الأشغال على مستوى عدد من المنشآت 50 بالمائة، تضم عدة هياكل «فنادق، إقامات فردية ومسجد وعدة مرافق للراحة والاستجمام ومطاعم وكذا ومساحة تجارية، مع العلم أن هذا المشروع من شأنه فتح باب التوظيف أمام 1500 شخصا في جميع المجالات. ولهذه الحركية الكبيرة في الاستثمار السياحي بالولاية، جعلت والي الولاية الأسبق يؤكد على أن سكيكدة ستتحول بعد عامين إلى ولاية سياحية في المصاف الأولى وستصنف ضمن العواصم السياحية بامتياز»، وأضاف «أن بوادر ذلك باتت واضحة من الآن وهذا بعد الحركة غير المسبوقة التي تشهدها مختلف بلدياتها سيما الساحلية التي تحولت إلى ورشات مفتوحة على مشاريع سياحية واعدة، وهذا من شأنه أن يرفع من الاقتصاد المحلي والوطني إذ يعتبر الاستثمار السياحي على جانب الاستثمار الفلاحي والصناعات التحويلية والاستثمار في تكنولوجيات الاعلام والاتصال من أهم المستثمرات التي من شأنها أن تعوّض الاستثمار في المحروقات». استحداث مناطق نشاط جديدة من جهة أخرى، وفي مجال الاستثمار، بلغ عدد الملفات المودعة في مجال الاستثمار خلال السنة الماضية 2130 ملف، تمّ معالجة 1649 منها، وصودق على 277، ووصلت قرارات منح الامتياز عتبة 236 قرار، وتمّ تحرير 156 عقد منح الامتياز، أما 59 من المشاريع التي دخلت حيز الاستغلال فقد بلغت 05 مشاريع بتشغيل 168 عامل، وقد أجلت الهيئة المختصة على هذا القطاع 232 ملف. فقد تمّ استحداث 08 مناطق نشاط بكل من بلديات عين شرشار، عزابة، الحروش، رمضان جمال، بن عزوز والقل بمساحة اجمالية مقدرة ب 34. 300 هكتار، منها 30 هكتارا ببلدية القل غرب الولاية و10 هكتارات على مستوى بلدية رمضان جمال، إضافة إلى 24 هكتارا بمنطقة الزاوية بنواحي عزابة شرق سكيكدة، تضاف إليها منطقة العطاسة الواقعة داخل إقليم بلدية عين شرشار، وتعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصل الى 11394 مؤسسة تنشط في مختلف القطاعات. ومنطقة النشاط التي تدعّمت بها دائرة الحروش تمتد على مساحة تصل الى ثلاثين هكتارا وتستوعب أزيد من ستين قطعة، ستخصص لإنجاز مشاريع جديدة في إطار تعزيز الاستثمار الخاص وإقامة مصانع ووحدات انتاجية في مجال الصناعات الغذائية، توافقا مع الخصوصيات الفلاحية والزراعية لبلديات الدائرة المتخصصة في إنتاج الحوامض والبطاطا والحليب ومشتقاته والزيتون والحبوب الشتوية والحبوب الجافة وأعلاف الماشية. كما تدعمت بلدية عين شرشار الواقعة شرق سكيكدة، بمنطقة نشاط جديدة «العطاسة»، وهي واحدة من بين أهم مناطق النشاط التي تمّ إنشاؤها قصد بعث الاستثمار في الولاية، ومنه إيجاد موارد بديلة للنفط، وتتربع هذه المنطقة على مساحة جديدة إجمالية قدرها 71 هكتارا مجزأة إلى 98 قطعة، علما أن المنطقة التي تمّ الشروع في تهيئتها والتي ستشمل أيضا تزويدها بالغاز والماء والكهرباء، خصص لها مبلغ مالي إجمالي قدره 200 مليون دج. وفي إطار بعث المشاريع الاستثمارية الكبرى والرائدة، وافقت السلطات الولائية السنة الماضية، لمصنع المصبرات التابع لمؤسسة «اعمر بن عمر» الواقع في منطقة بومعيزة بلدية ابن عزوز، على تجسيد مشروع شراكة بين تونس والجزائر، حيث ستكون الولاية همزة وصل بين البلدين عن طريق هذه المؤسسة الرائدة في مجال تحويل المصبرات. ويتضمن هذا المشروع الاقتصادي الهام، تغليف وتعبئة علب الطماطم ببصمة جديدة تنافسية حسب المواصفات العالمية، وهو الرهان الذي تسعى إلى تحقيقه مؤسسة مصبرات «اعمر بن عمر» التي تعد من بين أهم المتعاملين الاستثماريين الناجحين بامتياز على المستوى الوطني، حيث تتربع على مساحة إجمالية قدرها 36 ألف متر مربع، منها 11 ألف متر مربع مخصصة للوحدات والورشات التي يتكون منها المصنع الذي يشغل 250 عاملا يشرفون على تحويل 04 أطنان من الطماطم الصناعية في الساعة الواحدة، بالإضافة إلى 540 فلاحا متعاقدا يزودون المصنع بالمادة الأولية، كما يسعى المصنع حسب مديره إلى تحقيق طاقة إنتاجية تناهز 2000 طن من مصبرات الطماطم الصناعية، بالتالي بلوغ تحقيق خلال السنة الجارية 4150 طنا من الطماطم المصبرة خلال السنة الجارية.