أنشئت وزارة السكن والعمران خلايا متخصصة في دراسة ظاهرة تصاعد الأملاح الشعرية التي أصبحت تهدد بعض ولايات الوطن لا سيما منها ولايات الجنوب من أجل التحكم أكثر في البناءات والمنشآت السكنية ومتابعة وضعيتها على مستوى مصالح قطاع السكن والعمران عبر الوطن، إلى جانب الشروع في إعداد دليل من شأنه أن يكون أداة عمل تضمن بالدرجة الأولى مستقبلا معيار النوعية. وتجرى عملية إنشاء هذه الخلايا التقنية المتخصصة بغرض دراسة ظاهرة تصاعد الأملاح الشعرية والتحكم في البناءات والمنشآت السكنية ومتابعة وضعيتها خاصة في جنوبالجزائر، سيما منها القديمة وهذا إلى جانب الشروع في إعداد دليل من شأنه أن يكون أداة عمل تضمن بالدرجة الأولى مستقبلا معيار النوعية المعمول بها دوليا والذي من شأنه أن يضمن حماية المنشآت من هذه الظاهرة ويحقق ديمومتها لفائدة الأجيال الحالية والقادمة، حيث تركز الوزارة على هذا الجانب بما يضمن سلامة المنشآت، حيث حثت الوزارة في هذا السياق المسؤولين المعنيين على إعطاء الدراسات التقنية والتصاميم الهندسية الوقت الكافي وإشراك المراكز والهيئات الوطنية المتخصصة في العمران في هذا المجال. كما تحرص وزارة السكن والعمران في إطار تصميم وإصلاح المنشآت ضد تصاعد الأملاح الشعرية على متابعة مدى احترام معايير البناء وتصميم المشاريع السكنية بكل دقة فضلا عن إصلاح المنشآت ضد تصاعد الأملاح الشعرية قصد ضمان النوعية المطلوبة في الانجاز، حيث إتخذت إجراءات هامة بشأن تحسين نوعية الإنجاز وكذا الدراسات والتصاميم المتعلقة بالمشاريع المبرمجة خلال الخماسي الحالي. ودعت الوزارة بهذا الشأن إلى ضرورة أن تكون التدخلات بخصوص متابعة ومراقبة الإنجازات ذات طابع احترافي، حيث ستضطر الوزارة إلى تسليط عقوبات على المخالفين للتعليمات الصادرة بهذا الشأن، مما سيسمح مستقبلا بإقصاء غير المهنيين في ميدان السكن والذين كانت قد فرضتهم بعض الظروف المتعلقة بضخامة البرامج السكنية من جهة والاحتياجات الكبيرة للمواطن من جهة أخرى. وتصبّ التوصيات التي تم بلورتها في قطاع السكن والعمران في التوجهات التي تتبناها الوزارة الوصية حول أهمية تنفيذ كل التعليمات التي من شأنها ضمان نجاعة الدراسات المعمقة للمشاريع وتفادي خطر تصاعد الأملاح الذي أصبح يهدد بعض ولايات الوطن، سيما منها ولايات الجنوب، باعتبار أنها تشهد تعرضا أكثر لظاهرة تصاعد الأملاح خاصة منها المتواجدة بمناطق الجنوب، منها ولايات أدرار، بشار، البيض وتندوف، حيث معدل درجة تصاعد الأملاح الشعرية يبعث على القلق بالمقارنة وذلك وفقا لملاحظات المركز الوطني للدراسات والأبحاث المدمجة في البناء. وللإشارة، فإن الكثير من مشاريع المنشآت السكنية قد تعطلت بسبب عدم الحسم في مسألة التصاميم الهندسية والدراسات المعمقة، مما أدى إلى ضياع كثير من الوقت الذي كان يمكن استثماره لفائدة هذه المشاريع، حيث يفترض أن تكون المباني الجديدة قد صممت وفق المعايير المطلوبة وخضعت للدراسات المعمقة التي من شأنها حمايتها من هذه الظاهرة الطبيعية.