قدم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بأديس أبابا مداخلة في إطار مناقشة التقرير حول نتائج مؤتمر كوبنهاغن الذي قدمه السيد ميلاس زيناوي رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول التغيرات المناخية في اليوم الثاني لقمة الاتحاد الافريقي. فيما يلي نصها الكامل: فخامة الرئيس، إن تقرير الوزير الأول ميلاس زيناوي يبرز جيدا روح الوحدة والتضامن التي حدت إفريقيا على امتداد المشاورات والمفاوضات الشاقة التي جرت أثناء مؤتمر كوبنهاغن. وقد اضطلع الوزير الأول زيناوي بدور فعال فيها من منطلق عمله باسم مجموعة البلدان الإفريقية. من هذا الباب تأتي لإفريقيا أن تتكلم بلسان واحد وتعمل يدا واحدة الأمر الذي مكنها من التأثير في مجريات المؤتمر. وحتى وإن لم يستجب مؤتمر كوبنهاغن لجميع تطلعات إفريقيا فإنه سجل مع ذلك تقدما بالغ الأهمية بالنسبة لقارتنا. لكننا وبعيدا عن هذه الجوانب الإيجابية من الرد الجماعي للمجموعة الدولية على التهديد الذي يمثله التغير المناخي مدركون أننا لم نحقق بعد الأهم. ما يزال على إفريقيا في المرحلة الجديدة من المشاورات التي تستعد المجموعة الدولية لمباشرتها مواجهة العديد من الرهانات وتخطي الكثير من الصعاب. إن مؤتمر كوبنهاغن بعيدا عن أن يكون نهاية للمطاف لا يمكن اعتباره إلا محطة في مسار تكفل مجمل المجموعة الدولية بمشاكلنا و بأهدافنا. من ثمة ينبغي أن يتواصل المسعى الجماعي الإفريقي بكل حزم، وهذا من حيث إنه يجب علينا أن ننخرط في عملية وضع التصميم المالي الجديد الذي تم رسم معالمه بكوبنهاغن، وفي متابعة تجسيد الالتزامات المالية من أجل توجيه الموارد الإضافية اللازمة لقارتنا. وعلى المنوال ذاته، ينبغي لنا أن نشارك مشاركة فعالة في كافة أطوار المباحثات من أجل المنافحة قصد فرض التزامات ملزمة للبلدان المتطورة في مجال تقليص الانبعاثات وفق موازين ورزنامة كفيلة بتحجيم احترار الكرة الأرضية على المدى البعيد في مستوى درجتين مئويتين كأقصى حد. يتعين على إفريقيا أن تكون كذلك طرفا فاعلا في البحث عن المعالجة اللائقة لاحتياجاتها في مجال نقل التكنولوجيات بشروط ميسرة تخدم مقتضيات التكيف مع التغير المناخي وترقية التنمية المستدامة. ومن المفروض أن نستفيد من التعاون الدولي لتطوير قدراتنا المؤسساتية والبشرية في كافة الميادين بما يتيح لنا تحكما أفضل في تبعات التغير المناخي، ويؤمن لنا تطورا يحترم المحيط والبيئة. ويبدو لي أنه من الصواب بل من الأهمية البالغة بمكان أن تحدد إفريقيا التي توحدت كلمتها بكوبنهاغن موقفا موحدا وترد ردا جماعيا على الطلب الذي خص به الأمين العام للأمم المتحدة كل بلد من بلداننا على حدة لتأكيد قبولنا للوثيقة النهائية المنشورة في أعقاب مؤتمر كوبنهاغن. ويكون من المفيد الإبقاء على آليات التنسيق والمفاوضة التي قادت مسعانا بكوبنهاغن من أجل أن تقدم لقمتنا القادمة اقتراحات بخصوص الاستراتيجية الإفريقية في مؤتمر مكسيكو. فضلا عن ذلك يمكن تكليف مجموعة العشرة بمتابعة تنفيذ النتائج المحققة بكوبنهاغن. من هذا الباب سيتأتى لإفريقيا مواصلة الإضطلاع بدور مثالي في هذه المفاوضات المصيرية وتعزيز مصداقيتها وتأثيرها في القرارات النهائية.