حذّر رئيس الجمهورية بلدان القارة الإفريقية، أمس، من مغبّة الردّ الفردي على الطلب الذي خصّ به الأمين العام للأمم المتحدة بشأن موقف إفريقيا من الوثيقة النهائية التي خرج بها مؤتمر كوبنهاغن الأخير حول التغيّرات المناخية، ومقابل ذلك طالب قادة الاتحاد الإفريقي بضرورة توحيد الكلمة حتى يكون الردّ جماعيا بما يكفل ضمان حقوق القارة كاملة من خلال التنسيق لتقديم اقتراحات تخصّ إستراتيجية إفريقيا خلال مؤتمر مكسيكو المقبل. موقف الرئيس بوتفليقة تضمّنته كلمته أمس في إطار مناقشة التقرير حول مؤتمر كوبنهاغن الذي عرضه »ميلاس زيناوي« بصفته رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول التغيرات المناخية، وقد اعتبر فيها أنه من الضروري بمكان أن تبقي القارة السمراء على نفس الموقف الذي كانت عليه خلال أشغال هذا المؤتمر، بقوله: »من هذا الباب تأتّى على إفريقيا أن تتكلم بلسان واحد وتعمل يدا واحدة الأمر الذي مكّنها من التأثير«، كما حرص على إيصال رسالة مفادها أنه بالرغم من هذا الإنجاز وكذا الجوانب الإيجابية »فإننا مدركون بأننا لم نحقّق بعد الأهم..«. وزيادة على قناعته أنه ما يزال على إفريقيا مواجهة الكثير من الرهانات في المرحلة المقبلة في إطار المشاورات التي تستعد لخوضها مع المجموعة الدولية حول التغيّرات المناخية، فإن رئيس الجمهورية شدّد على أولوية التوحّد عندما قال »ينبغي أن يتواصل المسعى الجماعي الإفريقي بكل حزم، وهذا من حيث أنه يجب علينا أن ننخرط في عملية وضع التصميم المالي الجديد الذي تمّ رسم معالمه بكوبنهاغن، وفي متابعة تجسيد الالتزامات المالية من أجل توجيه الموارد الإضافية اللازمة لقارتنا«. والأكثر من ذلك فإن بوتفليقة خاطب نظراءه الأفارقة قائلا: »ينبغي لنا أن نشارك مشاركة فعالة في مختلف أطوار المباحثات من أجل المنافحة قصد فرض التزامات ملزمة للبلدان المتطوّرة في مجال تقليص الانبعاثات وفق موازين رزنامة كفيلة بتحجيم احترار الكرة الأرضية على المدى البعيد، في مستوى درجتين مئويتين كأقصى حدّ«، مؤكدا كذلك أنه يتعيّن على إفريقيا أن تكون طرفا فاعلا في البحث عن المعالجة اللائقة لاحتياجاتها في مجال نقل التكنولوجيات بشروط ميسّرة تخدم مقتضيات التكيّف مع التغيّر المناخي وترقية التنمية المستدامة. ومن هذا المنظور، يقول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إنه من الصواب ومن الأهمية البالغة »أن تحدّد إفريقيا، التي توحّدت في كوبنهاغن، موقفا موحّدا وتردّ ردّا جماعيا على الطلب الذي خصّ به الأمين العام للأمم المتحدة كل بلد من بلداننا على حدة، لتأكيد قبولنا للوثيقة النهائية المنشورة في أعقاب مؤتمر كوبنهاغن«، مشيرا إلى أنه يكون من المفيد الإبقاء على آليات التنسيق والمفاوضة التي قادت مسعى الأفارقة في قمة التغيرات المناخية، ورأى في هذا الخيار خطوة تمكّن من تقديم اقتراجات بناءة بخصوص إستراتجية القارة خلال مؤتمر مكسيكو القادم، وبناء على هذه الخطوات خلص بوتفليقة إلى أنه »سيتأتّى لإفريقيا مواصلة الاضطلاع بدور مثالي في هذه المفاوضات المصيرية وتعزيز مصداقيتها وتأثيرها في القرارات النهائية«.