موانئ تجارية: نظام العمل 24/24 ساعة سيعزز تنافسية الموانئ ويرشد نفقات المشاريع المتصلة بالنقل البحري    جامعة وهران 2: المؤتمر الأكاديمي الدولي الثاني حول اقتصاد المعرفة يومي 12 و 13 فبراير    التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة: المترشحون مدعوون لاحترام أخلاقيات وآداب الممارسة السياسية والانتخابية    جيلالي تشرف على تنصيب اللجنة الوطنية للمجالات المحمية    حج 2025: اجتماع تنسيقي لمتابعة ترتيبات برنامج الرحلات الجوية    غليزان: تخرج أزيد من 3800 متربص من مؤسسات التكوين المهني في دورة أكتوبر    طاقة: عرقاب يبحث مع وزير البترول النيجري سبل تعزيز التعاون الثنائي    الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تثمن الموقف العربي الرافض لمخططات التهجير    الاحتلال يجبر سكان الضفة على ترك بيوتهم بالقوّة!    ربط 332 مستثمرة فلاحية بشبكة الكهرباء في 2024 بغرداية    عرائس في القفص الذهبي قيد التجربة    كتاب جديد عن جرائم فرنسا في الجزائر    قنبلة ترامب الوهمية    كرة السلة/الكأس الممتازة: اجراء مباراة اتحاد الجزائر/وداد بوفاريك يوم الثلاثاء بالقاعة البيضاوية    10 قطارات يومياً على خطّ بشار غارا جبيلات    رئيس لبنان يشيد بمواقف الجزائر    المصارف الإسلامية جزء من النظام المصرفي    رقمنة وثيقة التصريح بالحوادث قريباً    أمن البليدة يوقف 28 شخصا    استشهاد سبعة صحفيين فلسطينيين في غزة خلال شهر يناير الماضي    طواف الجزائر 2025 : 83 دراجا عند خط انطلاق المرحلة الثانية في ولاية قسنطينة    كرة القدم/مونديال-2025 (أقل من 17 سنة/إناث): انطلاق التربص التحضيري للمنتخب الوطني بسيدي موسى    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي نور الدين مرداسي    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي نور الدين مرداسي    الخارجية الفلسطينية: السلطة بدأت دراسة آلية دخولها إلى قطاع غزة    الإعلان عن ترتيبات موسم الحج حصريا عبر المصادر الرسمية الموثوقة للديوان الوطني للحج والعمرة    تضمن تعيينات وإنهاء مهام في وظائف عليا في الدولة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء    بن يحيى: كنا أكثر إصرارا على التتويج بالكأس الممتازة    أندية عربية كبيرة تتهافت على خدمات زكري    نحتاج لرؤية جماعية وموحدة لتطوير الرياضة    حمزة ياسين يفوز بالمرحلة الأولى    إعلان هام لفائدة المتقاعدين    شركات كورية وصينية مهتمة بالسوق الجزائرية    الاعتداء على ساقية سيدي يوسف مطابقة لمجازر غزة    سلطات الاحتلال المغربي ترحّل سجناء صحراويين    جيش الاحتلال ينسحب من محور "نتساريم"    ضبط 75 ألف كبسولة من المؤثرات العقلية بالوادي    مئات المغاربة في مسيرة حاشدة بمراكش    فرسٌ تَعثّر فنهض    البروفيسور بلعقروز ينتزع جائزة الدولة للكتاب العربي 2025    المهرجان الثقافي الوطني للعيساوة بداية من 8 مارس القادم    نسخة مترجمة لكتاب الحكومة المؤقتة    موافقة مبدئية للرئيس تبون على مراجعة الأجر الأدنى المضمون    سعداوي يستقبل الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية    5ملايين مصاب بالسكري أفاق 2030 بالجزائر    مسبوق قضائيا يروج الخمور    توقيف مروج المؤثرات العقلية    ميلة: تنظيم الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة من 8 إلى 11 مارس المقبل    مسابقة للبحث في تاريخ الأمير    اتحاد الحراش يزيح مولودية وهران    ارتفاع الإنتاج الوطني من أدوية السرطان    "جرائم حرب فرنسا في الجزائر, 1830- 1847" , إصدار جديد لكريمة آيت دحمان    حج 2025.. بآليات تنظيمية ورقمية متطورة    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهيار غير مسبوق للدينار في البنوك والسوق الموازية
نشر في الشعب يوم 09 - 08 - 2017

تعرف العملة الوطنية انهيارا غير مسبوق تزامنا مع موسم السياحة والسفر بعد أن بلغ سعر شراء 1 أورو قرابة 19,5 دينارا في السوق السوداء وتجاوز 12,7 دينارا في السوق الرسمية، وهو ما جعل الدينار يتقهقر إلى درجة لم يتخيلها الجزائريون في فصل الصيف مع قدوم المغتربين.
«الشعب» انتقلت إلى السوق السوداء «السكوار» بالعاصمة لمعرفة أسعار البيع والشراء، والأسباب التي جعلت الدينار يوصف بالتقهقر الأكثر حدة على الإطلاق،، حيث اكتشفنا أن موسم السياحة والسفر فضلا عن الحج والعمرة أنعش سوق العملة وساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار العملة الصعبة.
لاحظنا خلال جولتنا أنه بالرغم من غلاء سعر الأورو إلا أن هذا لم يمنع الجزائريين من التوجه بقوة إلى سوق السكوار لصرف الدينار واقتناء العملات الأجنبية، خاصة الأورو والدولار وهو ما جعل أكبر سوق سوداء لبيع العملة في الجزائر السكوار ينتعش بشكل كبير هذه الأيام في عز موسم الاصطياف.
من جهته، أطلعنا أحد البائعين أن سعر صرف 1 أورو بلغ أزيد من 19,5 دينارا مرجعا سبب ارتفاع العملات الأجنبية هذه الأيام في السوق السوداء إلى أسعار العملات التي لا تحكمها ضوابط أو قوانين، مؤكدا أن زيادة الطلب على العملات الأجنبية، خاصة الأورو من قبل العديد من الجزائريين، كل بحسب حاجته، كالسياحة نحو الخارج، أصحاب المال والأعمال مما أدى بالمقابل إلى ارتفاع قيمتها.
أضاف بائع في السوق الموازي لصرف العملة أنه بالرغم من توفر السيولة المالية التي يجلبها المغتربون في موسم الصيف، إلا أن أسعار صرف العملة الأجنبية هذه السنة صدمت جميع الجزائريين الذين علقوا آمالهم على الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج لشراء الأورو بأفضل الأسعار..
بحسب سعيد الذي ينحدر من ولاية سطيف ويعمل تاجرا بسوق «السكوار» فإن ارتفاع سعر الأورو بشكل جنوني راجع بالدرجة الأولى إلى الطلب المتزايد على العملة الأجنبية بسبب موسم السياحة والسفر، موضحا أنه ما زاد من لهيبها المعتمرون والحجاج الذين يقومون باقتناء العملة الصعبة في هذه الفترة.
أوضح سعيد أن الإقبال الكبير للمواطنين هذه الأيام على صرف العملة خاصة المتوجهين منهم الى خارج الوطن لقضاء عطلتهم السنوية، موضحا أن لديهم زبائن أوفياء يتعاملون معهم في كل مرة، وفي بعض الأحيان يقدمون لهم أفضل العروض حتى وان كان السعر مرتفعا، نظرا للثقة التي يبحث عنها جميع الزبائن لتفادي الأموال المزوّرة.
كما تقربنا من مغترب قدم من فرنسا رفقة عائلته إلى الجزائر العاصمة لقضاء العطلة الصيفية في الوطن، حيث أكد لنا أن كراءه منزلا يطل على البحر كلفه أكثر من 60 ألف دج للشهر الواحد، ولحسن حظه وجد عملة الأورو بأسعار مرتفعة، وهو ما ساعده على كراء المنزل لمدة 3 أشهر، مرجحا هذا الارتفاع المفاجئ إلى تقلبات البورصة.
بحسب تصريحات باعة العملة، فإن المغتربين الذين يأتون من الخارج خاصة فرنسا واسبانيا، يشكلون الرابح الأكبر في التعاملات لأن صرف الأورو الذي يجلبونه معهم بالسكوار يضمن لهم عائدات أعلى، خاصة وأن سعر الصرف يفوق بكثير الرسمي المطبق في البنوك.
في حين اختار البعض الآخر اقتناء الأورو عندما كان سعره منخفضا نوعا ما باعتبارهم توقعوا ارتفاع سعره في ظل الطلب المتزايد على العملة الأجنبية في هذا الموسم لكي يقوموا ببيعه لأصدقائهم وأقاربهم الذين هم بحاجة إلى الصرف ولو بأسعار مرتفعة.
في نفس الوقت يبحثون عن أشخاص يمكن أن يثقوا فيهم لاقتناء عملة غير مزورة، وهو ما يتخوف منه الكثيرون لاسيما وأن البنوك الجزائرية لا تبيع العملة للمواطنين دون مبرر قانوني، وهو ما يجعلهم مضطرين للبحث عن طرق أخرى ولو غير شرعية.
وجدت العائلات الجزائرية التي تنوي قضاء العطلة الصيفية في الخارج نفسها مجبرة على اقتناء الأورو من السوق السوداء بأسعار خيالية خاصة وأن البنوك لا تسمح للزبائن بالقيام بعملية الصرف إلا مرة في السنة، وهو ما اعتبروه غير كافٍ نظرا لتكاليف السفر التي تتطلب على الأقل 1000 أورو.
من جهته، أكد الزبون محمد أنه أصيب بصدمة بعد تسجيل تراجع كبير في أسعار الدينار، حيث لم يكن يتوقع أن يقفز سعر الأورو إلى هذا الحد، مشيرا إلى انه اعتمد على قدوم المغتربين في كل موسم اصطياف لذلك لم يقم بشراء الأورو عندما كان السعر 1 أورو ب 170 دينار، مضيفا أن التوافد الكبير للمغتربين الجزائريين بأوروبا أنعش سوق العملة ببورصة السكوار.
خبراء يطالبون بفتح مكاتب صرف لإنهاء حالة الفوضى
أجمع الخبراء على أن ارتفاع أسعار العملة الصعبة بشكل كبير ينذر بكارثة حقيقية في الميزانية في حال عدم تدارك الوضع الراهن، والتعجيل بفتح مكاتب الصرف لإنهاء حالة الفوضى.
دعا الخبراء الحكومة إلى الإسراع في فتح مكاتب الصرف التي تضع حدا للمافيا التي لا تزال تسيّر سوق العملة في الجزائر دون حسيب ولا رقيب، محذرين في سياق آخر من انعكاسات تهاوي سعر برميل النفط على العملة الوطنية والتي يمكن أن تحدث كارثة حقيقية للدينار في حال تراجع سعر البرميل.
بحسب بعض المصادر، فإن بنك الجزائر رسم عبر نظام يحمل رقم 16-01 بتاريخ 6 مارس الماضي، إقامة مكاتب الصرف، حيث أدخل تعديلات على التدابير التنظيمية والقانونية السابقة والتي كانت سارية، دون أن تترجم وتجسد على أرض الواقع.
قام النظام الصادر عن بنك الجزائر
بتعديل وإتمام النظام رقم 07-01 الصادر في 3 فيفري 2007، المتعلق بالقواعد المطبقة على المعاملات الخارجية والحسابات بالعملة الصعبة، حيث نصت المادة 2 من النظام الجديد على إحداث تعديل على المادة 21، والتي تنص على تحرير عمليات الصرف بين الدينار الجزائري والعملات الأجنبية القابلة للتحويل لدى الوسطاء المعتمدين أو لدى بنك الجزائر.
في ذات السياق، ساهم هذا التعديل القانوني بتمكين بنك الجزائر بأن يرخّص لمكاتب الصرف القيام بعمليات الصرف المختلفة، منها شراء مقابل العملة الوطنية للأوراق النقدية وللشيكات السياحية المحررة بالعملات الأجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة لدى أشخاص طبيعيين مقيمين وغير مقيمين بمفهوم المادة 2 من النظام رقم 07-01 الصادر في 3 فيفري 2007.
بالإضافة إلى بيع مقابل العملة الوطنية للأوراق النقدية المحررة بالعملات الأجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة لأشخاص طبيعيين غير مقيمين، في حدود ما تبقى في حوزتهم من دنانير عند نهاية إقامتهم في الجزائر، المتأتية من تحويل سابق للعملة الأجنبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.